منوعات

تدخلٌ سلبي لميقاتي في انتخابات رئيس بلدية طرابلس

تدخلٌ سلبي لميقاتي في انتخابات رئيس بلدية طرابلس

انسحب تأخُّر صدور نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس، على تحديد هوية رئيسها ونائبه أيضاً، مع احتدام المعركة عليهما خلال الأيام الأخيرة. فالنتيجة لم تحسم غلبة فريق على آخر، بعد وصول 12 عضواً من لائحة «رؤية طرابلس» برئاسة عبد الحميد كريمة، المدعومة من النواب: فيصل كرامي وأشرف ريفي وطه ناجي وكريم كبارة، و11 من لائحة «نسيج طرابلس» برئاسة وائل زمرلي المدعومة من النائب إيهاب مطر و«حركة عمران»، إضافةً إلى عضو واحد من لائحة «حراس المدينة».

وبقيت خطوط التواصل بين جميع الأفرقاء مفتوحة للتوصل إلى نتيجة قبل الجلسة التي ستعقد اليوم، في مكتب محافظ الشمال بالإنابة، أمين السر العام للمحافظة إيمان الرافعي، في ظلّ إصرار «رؤية» على أن يكون زمرلي رئيساً للبلدية، ورفضها عرضاً بتسلّمه منصب نائب الرئيس ورئاسة اتحاد بلديات الفيحاء (العرف يقضي بأن يرأسه رئيس البلدية). وتراهن «رؤية» على إمكانية استقطاب إبراهيم العبيد الذي فاز منفرداً، ما يعني أن يتعادل المرشحان للرئاسة ويفوز الأكبر سناً، أي زمرلي.

ميقاتي «يُعوِّم» زمرلي

وتُشير بعض فاعليات المدينة إلى أن آمال زمرلي في الرئاسة، رغم عدم امتلاكه الغالبية، مردّها الرّهان على تدخّلات الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يُفضّل وصول رئيس لائحة «رؤية»، كي يوجّه ضربة إلى نواب المدينة الداعمين لوصول كريمة، قبل عام من الانتخابات النيابية المقبلة.

قادَ كرامي
مفاوضات أنتجت حلّاً لمصلحة كريمة

ويشير هؤلاء إلى أن مدير مكتب ميقاتي، رامي الرفاعي، وبعض المشايخ المحسوبين على ميقاتي، يتابعون الاتصالات مع الأعضاء من كثب، ويُحاولون استمالة عددٍ منهم، إضافةً إلى عرضهم على كريمة رئاسة الاتحاد، من دون أن يقدموا أي ضمانة لوصوله، خصوصاً أن ميقاتي لا يمون على أعضاء الاتحاد، لتجيير أصواتهم لمصلحته.

وقد سمع كريمة هذا العرض من زمرلي خلال لقائهما في مكتب نقيب المهندسين في الشمال، شوقي فتفت، الذي حاول الدخول على خطّ المفاوضات بهدف تقريب وجهات النظر، من دون أن يفلح في ذلك. ويعود ذلك إلى أن «رؤية» تتمسّك بأحقية أن يؤول المنصب إلى كريمة، بعد فوزه بالعدد الأكبر من الأعضاء، فيما لا يزال العبيد رافضاً للكشف عن موقفه.

ويعتبر المفاوضون أن ميقاتي لعب دوراً سلبياً في تأخير حسم القرار و«تعويم» زمرلي، لافتين إلى أنه لم يُحرّك ماكينته الانتخابية، بل اختار أن يُعمّم على مناصريه لائحة تجمع مرشحين من كل اللوائح، وإن كانت الغلبة فيها لمرشحين على لائحة «طرابلس عاصمة» برئاسة أحمد ذوق، التي لم تحظَ بأكثر من 2000 صوت. كما يلفت هؤلاء إلى أن ميقاتي استخدم نفوذه في عدد من البلديات المحيطة، كالميناء، من أجل إيصال مرشحين مقربين منه إلى رئاستها، من دون الأخذ في الحسبان أن لوائحهم لم تفز بأكثرية المقاعد.

كرامي يتدخل

هذا التأخير دفع النائب فيصل كرامي إلى التدخل، فقادَ على مدى الأيام الأخيرة مفاوضات، كان آخرها مائدة عشاء في منزله، جمع إليها الأعضاء، ليل أمس الأول، ليخلص إلى صيغة تقضي بأن يُصوِّت العبيد بورقة بيضاء، ما سيحسم النتيجة لمصلحة كريمة بـ 12 صوتاً مقابل 11 صوت لزرملي.

وبينما يشير متابعون إلى أن عدداً من الشخصيات يتدخل لإقناع بعض أعضاء «نسيج» بالتصويت لكريمة، بذريعة أن النتيجة محسومة مسبقاً، وكي لا يحظى برقم هزيل، يُؤكد آخرون أن النتيجة غير محسومة لمصلحة كريمة، مُتخوّفين من أن تؤدي التدخلات والضغوطات التي فُعّلت مساء أمس، إلى سحب أصوات من لائحة كريمة لمصلحة زمرلي، ما سيؤدي حكماً إلى فوزه. وعليه، تبقى هوية الرئيس ونائبه مجهولة، بانتظار جلسة التصويت اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب