مقالات
لماذا العودة إلى الحديث عن المعارضة العربية خارج أوطانها؟ بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

لماذا العودة إلى الحديث عن المعارضة العربية خارج أوطانها؟
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
تحية لروح أستاذي أكرم الحوراني يوم قال لي:”لم يعد اللجوء السياسي لجوءا سياسياً بل أصبح بهدلة سياسية “
نشرت في جريدة القدس بتاريخ 31/أيار/مايو/1996 مقالاً بعنوان”المعارضة العربية خارج أوطانها:من الحاكم المستبد إلى التبعية للأجنبي “*
وأنقل منه مطلع هذا المقال،والفقرة الأخيرة منه،لكي ألخّص حالةً عربية سياسية،صنعها الواقع العربي،ولايزال يصنعها،حتى هذه اللحظة،وخاصة ظاهرة الأنظمة العربية الراهنة.
“”الزمن العربي الراهن هو نحن،الشعوب والحكام-السلطة. والمعارضة،المثقف والأمين،الحزبي وغير الحزبي،التقدميّ والرجعي.
إنه الزمن الذي يسيطر فيه على السلطة الحاكم المستبد،ويحوّل دولته ومؤسساته إلى مصانع لإنتاج عقلية
التبعية،والولاء الكاذب،وإنسان الغريزة،لا إنسان الفكرة والقضية،وفي هذا الزمن يتم صناعة الرأي،الذي يوافق على كل مايقوله الحاكم،فبهتت قدرة الإنسان العربي على صنع القرار،إ
إنّه الزمن الذي سادت فيه الفرقة العربية،فساهمتا ،عن قصد وغير قصد،بصناعة ظاهرة الاستعانة بالأجنبي.
ومادام الزمن وتراكماته هو التاريخ،وللتاريخ ذاكرته،فإنّه يذكرنا بأقصوصة”أبو رغال”[….]
هذا جانب من مسألة المعارضة العربية،خارج أوطانها،أما الجانب الثاني،فيلخصها قولي لأحد الوزراء العرب السابقين،الذي أحبه وأقدر نضاله،وترفعه عن الجهوية،والطائفية،والإقليمية:كيف تريد من الشعب أن يثق بك،وهو يعرف أنك تتناول اللجوء السياسي من الولايات المتحدة الأميركية؟
أجاب الدنيا تغيرت،فقلت له أنت الذي تغيًرت،أمّا الولايات المتحدة الأمريكية لم تتغير،وهي العدو رقم واحد للشعب العربي،لذلك فالشعوب تخذل المعارضة في الخارج وتتبرأ منها.
وحتى تنتهي عملية التهاون في القيم النضالية،ستظل المعارضة العربية،في الداخل والخارج في عزلتها وتخبطها،لأنّ المواطن العادي قد تقدم عليها،وأصبحت الطليعة الحزبية متخلفة قواعد أحزابها،وتبقى إشارة لابد منها،وهي إنني ضد فكرة الحزب الواحد،وأطروحة القائد المهيب،ولي تحفظات على مقولة،النخبة والطليعة.”
لماذ هذا القول ولماذا إعادة نشر هذا المقال؟
تلاحظ كثرة من المعارضين،أصبحوا من أصحاب الدكاكين،عندما أصبحوا خارج أوطانهم،ومنهم من باع قضيته،وصار من المحتالين فكريا،فغير ثوبه،إذا جاز هذا التعبير،،ومنهم من صار له وديعته في أحد البنوك،،وقلة منهم ينشدون السترة،وهؤلاء بوصف جهلهم بالأخلاق يسمون،ب” بالبسطاء والغشمنة”وبالأمس كنت أستمع إلى شخصية لامعة في الحياة السياسية السورية،ومن أصحاب المراكز الكبيرة في الدولة،وفجأة دخل المعارضة،يوم تسلل إلى انتفاضة الشارع السوري المال الخليجي ،فصارت المحطات الفضائية الخليجية تستضيفه مناضلاً سيحرر سوريا،ورئيساً لوزرائها سألته المذيعة،بعد نقاش طويل وتغني ببلده،لماذا لاتعود إلى بلدك؟
فأجاب ماعندي بيت.وبيته في حي راقي،وصادرته المخابرات،وحرره من المصادرة،بفعل علاقاته مع السلطة وهو في المعارضة،ويبعد بيته عن بيتي عرض الشارع الجانبي .
سؤالي،وغداة تاريخ الانفصال،الذي كان بوابة لكثرة من الطلاب والتلامذة للهرب إلى مصر طلبا للعيش الأفضل والدراسة على حساب الجمهورية العربية المتحدة،عن تكرار هذه الظاهرة في حياتنا العربية المعاصرة،أليس استبداد الأنظمة العربية،والصراع القائم بينها،ونزول المال الخليجي قدراً أمريكياً لحرف الانتفاضات الشعبية في الوطن العربي،تحت مسمى الربيع العربي؟
د-عزالدين حسن الدياب