رئيسيالافتتاحيه

أمريكا تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزه

أمريكا تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزه

بقلم رئيس التحرير 

في خطوة عدت دعم لإسرائيل وبمثابة غطاء سياسي لحرب الإبادة الجماعية في غزه أثارت موجة من الغضب والاستنكار الدولي، لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء 4 يونيو 2025، ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. جاء ذلك في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية، وسط تزايد أعداد الضحايا وصعوبات شديدة في إيصال المساعدات.

يأتي  الرفض الأمريكي للمشروع، بحسب ما صرحت به السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، بسبب “افتقاره إلى إدانة صريحة لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023″، بالإضافة إلى أنه “لا يشترط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن أو ضمان الأمن الإسرائيلي”. وأضافت أن القرار قد يُضعف الجهود الدبلوماسية الجارية، بقيادة مصر وقطر، للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى وتهدئة شاملة.

وفي أعقاب الفيتوا الأمريكي ، أعلنت مؤسسة الإغاثة الأمريكية “غزة هارت” وقف توزيع المساعدات في شمال القطاع، بسبب تصاعد المخاطر الأمنية. يأتي ذلك في وقت تجاوز فيه عدد القتلى الفلسطينيين 54 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، فيما يعاني مئات الآلاف من الجوع ونقص الدواء والمأوى.

ردود الفعل الدولية والعربية على الفيتوا الأمريكي جاء سريعا وغاضبا  وواسع النطاق. الصين وصفت الفيتو الأمريكي بأنه “مخيب للآمال بشدة”، واتهمت واشنطن بمنح “ضوء أخضر لاستمرار المجازر”. من جهتها، أعلنت إسبانيا تعليق صفقة أسلحة ضخمة مع إسرائيل، وصرحت بأن استمرار دعم العمليات العسكرية سيقوض فرص السلام في المنطقة.

المنظمات الحقوقية، كهيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود، انتقدت الموقف الأمريكي بشدة، واعتبرته غطاء دبلوماسيًا لانتهاكات جسيمة قد ترقى إلى جرائم حرب. وذهبت بعض المنظمات إلى حد التحذير من أن الولايات المتحدة قد تُعتبر شريكة في هذه الانتهاكات بحكم الدعم العسكري والسياسي غير المشروط لإسرائيل.

أما على المستوى الشعبي، فقد أظهر استطلاع حديث أن 94% من مواطني 16 دولة عربية ينظرون بسلبية متزايدة إلى السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، مما يهدد بتآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة.

يعكس الفيتو الأمريكي التزامًا راسخًا بدعم إسرائيل، لكنه في المقابل يضع الولايات المتحدة في موضع مواجهة مع المجتمع الدولي والرأي العام العربي والعالمي. وبينما تصر واشنطن على دعم “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، تتزايد الدعوات للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإغاثة المدنيين، الذين يتحملون العبء الأكبر من جراء استمرار الحرب واستهداف المدنيين في ظل الحصار والقصف المستمر دون مراعاة أو تقيد من قبل إسرائيل بالقوانين والمواثيق الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب