كتب

كيف للانقلابيين أن يتحدثوا عن الشرعية؟ بقلم: مروان سلطان – فلسطين

بقلم: مروان سلطان – فلسطين

كيف للانقلابيين أن يتحدثوا عن الشرعية؟

بقلم: مروان سلطان – فلسطين

11.6.2025

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل الجهود والمحاولات التي بذلت وما زالت تبذل حتى اليوم لتوحيد القوى الفلسطينية لم تُفلح في رأب الصدع، أو إصلاح ذات البين، أو إزالة ما يعكر الأجواء بين أبناء الشعب الواحد. وأظنها لن تنجح، وأكاد أجزم أنها لن تمضي نحو هدفها، لأن من يبيع قراره لغيره سيبقى أسير هواه.

من قاد الانقلاب وانفصل عن الكيان الفلسطيني، في وقت كان فيه الحاكم الفعلي وصاحب القرار، واختار نهج الإقصاء واختطف قطاع غزة بكل مقدراته ليعبث بها كما يشاء، كان يعلم تماما ماذا يفعل، وإلى أين تسير اللحمة الفلسطينية، وإلى أين هم ذاهبون.

لقد تم الانقلاب بدعم دولي إسرائيلي، وعربي، وإسلامي. وتلقى دعما هائلا، لو استُخدم في خدمة الفلسطينيين والتنمية لكانت غزة بحق عروس المتوسط. لكن المال لم يُوظف لهذه الغاية، وانتهى الأمر إلى خراب غزة وأهلها.

عندما يتحدث الرئيس عن غزة، في أي سياق كان، فهو يتحدث عن بلده وشعبه، ويعبر عن مسؤوليته الوطنية في إنقاذهم. وعلى سامي أبو زهري أن يدرك، وليس ذلك صعبا، أن اللحظة التي قامت بها حركة حماس بالانقلاب، كانت كفيلة بأن تُواجه بقوة عسكرية فلسطينية تابعة للرئيس، قادرة على دك مواقع الانقلابيين. لكن، وللتاريخ، وأمام الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي، والعالم أجمع، رفض الرئيس أبو مازن أن يفتح النار على الانقلابيين، وفضل أن يكون اعادة اللحمة بين شطري الوطن من خلال الحوار ، تجنبا لشلال دم فلسطيني.

واليوم، من لا شرعية له يريد أن يتحدث عن الشرعية؟

لعلكم، بدعم إسرائيلي واخرين المعرفين بعدائهم للشعب الفلسطيني، تحاولون أن تمنحوا أنفسكم صفة لا تملكونها. كم أنتم بعيدون عن البصيرة، يا أبا زهري.

نحن نكتب ليعلم شعبنا، ومن يدعمكم، أن الانفصال الذي تديمونه بدعم إيران وغيرها، ليس له علاقة بالوحدة الفلسطينية او التحرر، بل هو مشروع مضاد لها. ومن يقف وراءكم، أصحاب أجندات معلومة، ونحن نعلم جيدا كيف تُدار الأمور.

قرابتكم بلاء ابتُلي به هذا الشعب طالما انتم مستمرون في نهجكم، فما من شعب على وجه الأرض تنخره فئة من داخله كما يحدث في حالتكم. جل شعوب الأرض تقف صفا واحدا في وجه المحن، من أجل أن يحيا الوطن والشعب، إلا أنتم.

لعلي أقول لكم بصراحة: إن ما جلبتموه على غزة قد دفع بالوطن كله، وبالشعب الفلسطيني، نحو المجهول والهاوية ولربما هي الكارثة. وما يقوم به السيد الرئيس، أطال الله في عمره، ليس إلا محاولات ترقيع لوضع أنتم من تسبب في وجوده.

هل لي أن أقول إنكم حملتم الشعب الفلسطيني أعباء يعجز عنها الجبال الرواسي ،قتل، وموت، وتشريد، وجوع، وعطش، ومرض، ونزوح ، ولربما التهجير ؟

نعم، الاحتلال الإسرائيلي هو أصل البلاء، لكنكم منحتموه الذريعة لعدوانه الوحشي، دون تقدير للعواقب، في غياب تام للبصر والبصيرة. أطفال تيتموا، وآخرون ارتقوا، وانكشفت عورات لم تكن لتنفضح لولا فقدانكم للشرعية، وانقلابكم، وانعدام تقديركم للمآلات، يا من تزعمون الدفاع عن الوطن من فنادق تتحصنون بها.

تسعون للانقضاض على كل ما هو شرعي، ولو كان عبر صناديق الاقتراع فمرحبا، أما عبر الدعم الإيراني، فلن تصلوا أبعد من أنوفكم.

لم نكن يوما إلا دعاة وحدة، في كل ما كتبنا وقلنا. ولكن، تولد لدينا اليقين، يا أبا زهري انكم لستم للوحدة اهل ولستم لها عنوان وذلك فقط بسبب اقلها تصريحاتكم التي لا تخرج الا من افواه المعاتيه ، أن من يدعو من طرفكم إلى الوحدة، فإن مصيره سيكون كمصير الشيخ صالح العاروري رحمه الله، إما بأيديكم أو بأيدي أعداء الشعب.

لسنا عابري سبيل، بل ان جذورنا ضاربة في اعماق هذه الأرض منذ آلاف السنين ، اسم وتاريخ. ونعرف كيف تكون الأمة على قلب رجل واحد قولا وفعلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب