كتب

نتنياهو لزامير وجنوده: إذا فشلتم في “جدعون 2” فأنتم المسؤولون

نتنياهو لزامير وجنوده: إذا فشلتم في “جدعون 2” فأنتم المسؤولون

عاموس هرئيل

يبدو أنه سيكون الأسبوع الذي ستزيد فيه إسرائيل شدة القتال في مدينة غزة، قبل سيطرة الجيش الإسرائيلي على المدينة، التي تقررت في الكابنت. في منتصف الأسبوع، سيبدأ تجنيد الاحتياط الذي قد يشمل 60 ألف أمر تجنيد، بما في ذلك الوحدات التي أنهت الخدمة في القطاع في الفترة الأخيرة. ولكن معظم رجال الاحتياط لن يرسلوا إلى القطاع هذه المرة، لأن القيادة العليا تعرف مدى الاختلاف بين أوساط الجمهور الإسرائيلي حول العملية.

سيرسل حوالي نصف رجال الاحتياط إلى مقرات القيادة. وأرسل حوالي نصف أوامر التجنيد للوحدات التي يمكن أن تستبدل الوحدات في الضفة الغربية وعلى حدود البلاد. في المقابل، تخطط هيئة الأركان لإرسال الجيش النظامي المقاتل إلى القطاع، لا سيما العملية في مدينة غزة. سيبقى لواء المظليين كاحتياط في هذه المرحلة، في حالة تفاقم الوضع في ساحات أخرى.

في الأسبوع الأخير، بدأ الجيش بوضع القوات على مداخل مدينة غزة. تتركز المواجهة العسكرية الآن في حي الزيتون جنوب شرق المدينة. يبدو أن حماس تحاول تحويل هذا الحي إلى معقل مقاومة كما فعلت في بداية 2024 في حي الشجاعية القريب. التدمير والقتل أعمال واسعة في المدينة. اليوم تجد حماس صعوبة في تهديد حدود الخط الأخضر. ما تقدر عليه حماس هو تنظيم الدفاع أمام دخول القوات، وبالأساس قضم الذيل بعد السيطرة على أحياء في المدينة. إضافة إلى قيادة لواء خضع لعملية تعاف وما زال يتبع لقائد الذراع العسكري الحالي عز الدين الحداد.

ليلة الجمعة، أصيب 7 جنود من لواء جفعاتي، أحدهم بإصابة بالغة، نتيجة عبوة ناسفة تم تشغيلها ضد ناقلة جنود مدرعة من نوع “النمر”. نشرت الشبكات الاجتماعية تقارير مضللة من الطرف الفلسطيني حول مخطوفين في الحادثة. انزلق النشر الكاذب إلى الطرف الإسرائيلي وأثار قلقاً، إلى أن أوضح الجيش الإسرائيلي أمس ظهراً، بتأخير ما، أبعاد الحادثة الحقيقية. يشير النشر إلى ما يشغل حماس، وهو محاولة مراكمة النجاحات المحلية، لا سيما الاختطاف، التي ستضر بمعنويات الإسرائيليين، المصدومين أصلاً، على خلفية خلافات سياسية وخوف على حياة المخطوفين.

مع أخذ الأخطار في الحسبان، فإن توجيه رئيس الأركان إيال زامير للقوات ربما يبقى على حاله: حركة بطيئة، حذرة، مرفقة بعمليات قصف كثيفة، لتقليص الأخطار على الجنود. لتسمية العملية “عربات جدعون 2” حكمة. لا يعتقد زامير بوجود بشرى جديدة، بل المزيد من الشيء نفسه. ليست هذه هي الرسالة التي يريد رئيس الحكومة تسويقها للجمهور الإسرائيلي.

لكن التقدم قد يتعقد بسبب الفلسطينيين الذين سيجدون أنفسهم على خط النار. حتى الآن، لم يغادر غزة سوى بضعة آلاف. من المرجح أن الضغط سيزداد وستبدأ حركة جماعية نحو الجنوب، لكن يبدو أن الكثير من السكان سيخاطرون ولن يهربوا، خوفاً من ظروف العيش غير المحتملة في جنوب القطاع. عندما تبدأ الحركة، لن يحاول الجيش الإسرائيلي السيطرة على الجموع المتدفقة أو نقاط العبور، ولن يحتجز أعضاء حماس هناك، بل سيسمح للجمهور بالمغادرة. خلافاً لما يقال الآن في محيط نتنياهو، فإن الجيش لا يلاحظ أي علامات انكسار لحماس أو عدم الرغبة في القتال. الصعوبة التي لدى حماس تتعلق بالقدرة وليس بالنوايا: مشكوك فيه إذا كان يمكنها إلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي بحجم الخسائر في العملية البرية قبل سنتين.

في حين أن الصعوبة التي يواجهها نتنياهو تتعلق بالجدول الزمني: لا يوجد تناسب بين ما يعد به، وبالأساس ما يسوقه لأذن ترامب، وبين وتيرة التقدم المخطط لها في جيش البر. نجح نتنياهو مرة أخرى في الحصول على دعم ترامب، كما فعل بخصوص استئناف القتال في غزة في آذار الماضي، والحرب ضد إيران في حزيران. الآن، أقنع الرئيس بأن العملية المخطط لها ستضر بمركز ثقل حماس الأخير، وستفتح الطريق لمناقشة “اليوم التالي” في القطاع كما أرادت الإدارة الأمريكية. عندما لا تتقدم الأمور بالوتيرة التي يتوقعها الأمريكيون، فربما تحدث أزمة. ادعاءات رجال نتنياهو المتواترة إزاء دعم جهات سياسية حول رئيس الأركان المتباطئ، يبدو أنها تمهيد قبل إلقاء التهمة على الجيش.

انتشرت في الشبكة في الفترة الأخيرة شائعات عن موت ترامب كان مبالغاً فيها، وتم التقاط صورة له وهو يلعب الغولف أمس بعد الظهر بتوقيت إسرائيل. ولكن الإدارة الأمريكية عرفت أياماً أفضل. نشر موقع “بوليتيكو” نهاية الأسبوع، مقالاً موسعاً فيه انتقاد شديد لسياسيين أوروبيين حول أداء ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشؤون الدولية، في قضية الحرب في أوكرانيا. قمة ألاسكا مع الرئيس الروسي بوتين لم تثمر شيئاً، وتستمر موسكو في خداع واشنطن وتخريب تحقيق وعودها بإنهاء الحرب.

رغم التزام كبير من ويتكوف بإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين، فالوضع عندنا مشابه بدرجة كبيرة. وقف إطلاق النار، سواء من خلال صفقة أو من خلال هجوم جديد للجيش الإسرائيلي، ما زال بعيداً، على الأقل ما لم يضع ترامب إنذاراً نهائياً للطرفين.

اليمن كل ما بقي لنتنياهو. أمس، أعلن الحوثيون عن مقتل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء في هجوم إسرائيل الجوي الخميس الماضي. من غير الواضح ما هو وضع وزير الدفاع ورئيس الأركان. والزعيم الأعلى للحوثيين، عبد المالك الحوثي، لم يصب. مدهشة تلك السرعة التي عملت فيها الاستخبارات الإسرائيلية بجمع وتحليل المعلومات عن ساحة جديدة وبعيدة. ولكنها ليس نهاية الحرب ضد الحوثيين، ربما العكس. الآن إضافة إلى رغبتهم في مساعدة حماس بغزة، أصبح لهم حساب جديد يجب عليهم إغلاقه مع إسرائيل.

هآرتس 31/8/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب