تحقيقات وتقارير

الجيش الإسرائيلي امتنع عن التدخل في معركة “بيري غان”

الجيش الإسرائيلي امتنع عن التدخل في معركة “بيري غان”

كانت فرقة الحراسة المحلية في الموشاف تضم أربعة أفراد فقط، لم يتواجد منهم سوى اثنين في ذلك الصباح، وافتقرت الفرقة إلى الجاهزية والتدريب، وسط تقصير من كل من قيادة المستوطنة والجيش، بحسب التحقيق.

كشف تحقيق رسمي للجيش الإسرائيلي نشر، اليوم الخميس، حول معركة موشاف “بيري غان”، التابع للمجلس الإقليمي إشكول، بالسابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أن فرقة الحراسة من مستوطنة شلوميت لعبت الدور الحاسم في صد الهجوم وإنقاذ سكان الموشاف، في حين فشلت قوات الجيش في تنفيذ مهمتها الدفاعية، وامتنعت عن دخول القتال في الوقت الحاسم.

التحقيق، الذي أجراه قائد الفرقة 80 العميد إيتمار بن حاييم، وصادق عليه قائد المنطقة الجنوبية السابق اللواء يارون فينكلمان، أشار إلى أن أربعة من أفراد قوات الأمن قتلوا خلال المواجهة، من بينهم ثلاثة من مقاتلي شلوميت وشرطي.

حوالي الساعة 07:20 صباحا، تسلل عشرة مسلحين على متن دراجات نارية من جنوب قطاع غزة إلى بيري غان، وهاجموا المنازل في الشارع الرئيسي.

كانت فرقة الحراسة المحلية في الموشاف تضم أربعة أفراد فقط، لم يتواجد منهم سوى اثنين في ذلك الصباح، وافتقرت الفرقة إلى الجاهزية والتدريب، وسط تقصير من كل من قيادة المستوطنة والجيش، بحسب التحقيق.

سمع مقاتلو فرقة الحراسة “شلوميت” أصوات القتال عبر أجهزة الاتصال، ورغم أنهم لم يتعرضوا لهجوم مباشر، قرروا التحرك فورا لمساندة بيري غان.

انطلقت أول دفعة مؤلفة من ثلاثة مقاتلين نحو الموشاف، تلاها لاحقا تسعة آخرون، ليشكلوا القوة القتالية الأساسية على الأرض، إلى جانب قوات أمنية أخرى وصلت تباعا.

في المقابل، وصلت قوة من كتيبة “كاراكال” عند مدخل الموشاف حوالي الساعة 9:15 صباحا، لكنها لم تدخل بانتظار أوامر إضافية.

ووصلت لاحقا قوة من دورية “ناحال”، لكنها هي الأخرى امتنعت عن الدخول حتى صدور تعليمات واضحة. بحلول ذلك الوقت، كان المهاجمون قد انسحبوا بالفعل، لكن القوات لم تكن على علم بذلك إلا لاحقا.

أظهرت نتائج التحقيق أن عمل مقاتلي شلوميت منع وقوع مجزرة أكبر، رغم الثمن الباهظ الذي دفعوه، حيث قتل ثلاثة منهم أثناء الاشتباكات.

كما أُشير إلى أن الشرطة المحلية شاركت بفعالية، خاصة الشرطي آفي تسيدون الذي قتل أثناء الاشتباك. وذكر التقرير أسماء عدد من مقاتلي شلوميت الآخرين الذين أظهروا شجاعة كبيرة في الميدان.

في المقابل، فشلت القيادة العسكرية في تشكيل صورة دقيقة للموقف، ما أضعف التنسيق، وأخر وصول الدعم إلى بيري غان. وأكد التحقيق أن الفرق العسكرية وصلت إلى بيري غان متأخرة، بعدما كانت قد تعاملت مع حوادث أخرى في مناطق مجاورة ككرم أبو سالم، وحوليت، وصوفا.

في بيان رسمي، عبّرت بلدة بيري غان عن “حزنها العميق”، مؤكدة أن أبناءها قاتلوا “قليلين ضد كثيرين، بوسائل محدودة، في غياب الدعم الفوري”. وأشادت بالتعاون مع فرقة شلوميت، التي كان تدخلها “حاسما في منع كارثة أكبر”، داعية إلى تحسين الواقع الأمني في المنطقة، وإعادة جميع المختطفين.

من جهتها، أكدت فرقة الحراسة شلوميت أن “شجاعة أفراد فرقتها تمثل إرثا من التضحية والمسؤولية الوطنية”، وأضافت أن ” عناصرها خرجوا دون تردد للدفاع عن جيرانهم، وأوقفوا الهجوم رغم الثمن الفادح”. كما تعهدت بمواصلة بناء مجتمعها، ودعم الجيش في مهامه، واحتضان عائلات الشهداء والجرحى.

ويعد هذا التحقيق وثيقة حاسمة تظهر تقصيرا واضحا من جانب الجيش الإسرائيلي في حماية المستوطنة، مقابل جهود مدنية تطوعية أنقذت الأرواح. وتطرح نتائجه تساؤلات جدية حول جاهزية قوات الأمن، وضرورة إعادة النظر في آليات الاستجابة الميدانية في حالات الطوارئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب