مقالات
الجيش الأمريكي في شوارع المدن …للمرة الثالثة بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

الجيش الأمريكي في شوارع المدن …للمرة الثالثة
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
منذ أيام، للمرة الثالثة في تاريخه ينزل جيش الأمريكي للشوارع إلى شوارع المدن، ليقمع التظاهرات، وهو أمر غير بسيط في القوانيين الأمريكية. بأوامر السلطة التنفيذية الغير متفقة على إنزال الجيش واستخدامه لأغراض الأمن الداخلي. محافظ الولاية (كاليفورنيا) يرفض تدخل الجيش، فيما يصر الرئيس ترامب الذي ينظر لما وراء المشهد الحالي، إلى ما يردده رجال مال وسياسة، ومفكرين وعلماء اجتماع …
وتلوح في الأفق مؤشرات حرب أهلية سينجم عنها تقسيم الولايات المتحدة ، والرئيس ترمب يرى، عدم الاستهانة بالمقدمات، وأن إنزال الجيش سيكون عملاً استباقياً …! والأمر خطير في كافة الأحوال، ومن يشاهد الصور المتسربة من لوس أنجلوس، يشاهد مظاهر مقدمات لحرب أهلية، والصدام بين الناس والبوليس وقوات الجيش قد بلغ درجة متقدمة.
وقد يتطور الشعارات الاجتماعية إلى أكثر من قضية ترحيل الأجانب، وغالبا ما يحدث، أن يتطور شأن ما من قضية ثانوية، إلى حالة من انفلات حبل الأمن، يؤدي إلى خلق مبررات لصدامات اجتماعية أوسع، والأسلوب الذي تتصدى به الدولة في مثل هذه الحالات يعبر عن بعد النظر وسعة صدر السلطات.
كانت المرة الأولى في الخمسينات أو ستينات القرن المنصرم (قرأته في كتاب أكاديمي مهم ” سلطة الرئيس في الولايات المتحدة”)، واستخدام القوات المسلحة في أحداث داخلية يحتاج لموافق وبأمر من رئيس الولايات المتحدة، وقد حدث في إطار التصدي لإضرابات طلابية على خلفية أحداث عنصرية، والمرة الثانية، حين اقتحم محتجون على نتائج الانتخابات الرئاسية: ترامب / بايدن عام 2021 بناية الكابيتول (مجلسي النواب والشيوخ).
وفي هذه المرات الثلاث كان لإنزال القوات المسلحة في الشؤون الداخلية، صدى وردود فعل واسعة في أميركا، ووقد رفضه علماء وفكرين وسياسيين، وإداريين، وفنانين.
بالنسبة للشعب الأمريكي يعتبر نزول جيشهم للشوارع هو امر غير طبيعي، ورجال الإدارة مختلفون حول الأمر، ويعتبرونه أمرا شاذاً يستحق الإدانة، رغم أن هذا الخيار (إنزال الجيش للشوارع) موجود في الدستور، ولكنه ضرب من الإرغام على قبول أمر ما يستحسن فرضه بالتراضي.
بالنسبة لنا يعتبر حدث كهذا طبيعي تقريباً،، فبلادنا محتلة من عدة دول اجنبية، وخلافاً للطبيعة، فأننا نحتار ماذا نطلق عليهم) يتعاونون مع المحتل ويشدون أزره، بل وأكثر، يقتلون أبناء بلادهم خدمة للأجنبي المحتل … على السياسيين أن يراكموا عبر الاحداث ويستخلصوا الدروس …!