مقالات
الحرب “الإسرائيلية-الإيرانية” وتداعياتها على العراق: بين تراجع النفوذ “الشيعي” وفرص بناء دولة المواطنة بقلم: أمجد أحمد السيد -الهدف السودانية –
بقلم: أمجد أحمد السيد -الهدف السودانية -

الحرب “الإسرائيلية-الإيرانية” وتداعياتها على العراق: بين تراجع النفوذ “الشيعي” وفرص بناء دولة المواطنة
بقلم: أمجد أحمد السيد -الهدف السودانية –
#آراء_حرة
مع تصاعد المواجهة العسكرية بين دولة الكيان المحتل وإيران، تتسارع تداعياتها لتطال ساحات النفوذ الإيراني في الإقليم، وعلى رأسها العراق. هذا البلد الذي ظل، منذ الغزو الأمريكي في “2003م”، ساحة صراع بين مشاريع الاحتلال الأمريكي والتمدد الإيراني، يجد نفسه الآن في لحظة فارقة. فهل تقود هذه الحرب إلى إضعاف الكتائب الموالية لطهران؟ وهل تتهيأ الساحة لبناء دولة مواطنة حقيقية بعيدة عن الطائفية والارتهان الخارجي؟ والأهم، هل يشهد العراق عودة متقدمة لحزب البعث العربي الاشتراكي كلاعب سياسي واجتماعي؟
أذرع إيران في العراق، متمثلة في الفصائل الشيعية الصفوية المسلحة، ستتأثر دون شك بالحرب من جوانب متعددة:
الضعف اللوجستي والمالي نتيجة استنزاف قدرات طهران.
اختلال التوجيه والقيادة بسبب انشغال إيران بمعركتها الكبرى.
تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد مظاهر التبعية الأجنبية.
كل هذه العوامل تشير إلى احتمال انحسار دور هذه الفصائل، لا سيما إذا وُجد بديل سياسي وطني يستوعب حالة الرفض الشعبي ويعيد بناء المشروع الوطني.
الحكومة المركزية في بغداد أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تغتنم اللحظة التاريخية لتفكيك نفوذ الميليشيات وتحرير القرار السياسي، أو تظل تراوح في مربع التبعية والانقسام.
هل يعود البعث لاعبًا محوريًا في الساحة العراقية؟
حزب البعث العربي الاشتراكي يشكل حضورًا اجتماعيًا وسياسيًا برغم أكثر من عقدين من محاولات الاجتثاث والتهميش والإقصاء، وما يزال يحتفظ بحضور ملموس في الوعي الجمعي العراقي، لا سيما في الأوساط الشعبية المتضررة من سياسات المحاصصة والفساد والارتهان للخارج. ويبرز الحزب اليوم كأحد الفاعلين المحتملين في أي مشروع وطني بديل، للأسباب التالية:
رفضه الثابت للتدخلات الأجنبية سواء كانت أمريكية أو إيرانية.
تبنيه خطابًا وحدويًا قوميًا يتجاوز الانقسامات الطائفية.
وجود بنية تنظيمية لا تزال فاعلة سرًا وعلنًا في العديد من المحافظات.
تقاربه مع قوى تشرين والاحتجاجات الشعبية التي تسعى لإسقاط منظومة الحكم الطائفي.
وبينما تحاول قوى دولية وإقليمية فرض معادلات سياسية جديدة في العراق، فإن البعث قد يشكّل ركيزة محورية لأي تحالف وطني عريض يسعى لبناء دولة ذات سيادة حقيقية تُخرج العراق من دائرة الوصاية والارتهان.
العراق في مرحلة دقيقة. الحرب قد تُضعف الوكلاء المحليين لطهران، لكنها أيضًا قد تفجر صراعات داخلية إذا لم تتم إدارتها بعقلانية ووطنية. فإما دولة مواطنة يسودها القانون، أو ساحة مفتوحة لصراع نفوذ إقليمي لا ينتهي. إن لحظة الحرب الحالية قد تكون لحظة خلاص للعراق إذا أحسنت القوى الوطنية استثمارها. وسيكون من الخطأ الجسيم تجاهل قوى شعبية راسخة كحزب البعث أو قوى تشرين أو المستقلين، لأن بناء العراق الجديد يحتاج إلى تحالف تاريخي جامع يعيد للدولة معناها، وللشعب قراره، وللعروبة هويتها.