منوعات

أكبر بيت مكروه على هذه الأرض … مواجهات نارية على أثير الإعلام الغربي أدرعي يرتل القرآن… وسهرات «وناسة» عربية

أكبر بيت مكروه على هذه الأرض … مواجهات نارية على أثير الإعلام الغربي أدرعي يرتل القرآن… وسهرات «وناسة» عربية

أنور القاسم

في فيديو مدهش على «تيك توك» كشفت خادمة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوجه الآخر لهذه الأسرة وأسرارا قد ترسم صورة ما يجري في البيت الإسرائيلي.
تقول العاملة لهاشلين، وهي خدمت في منزل نتنياهو: «كنت أعمل في أكثر بيت مكروه على هذه الأرض، بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي. كنت خادمة تعرف كل شيء. ترى كل شيء ويطلب منها أن تصمت دائما».
تضيف، «دخلت هذا البيت أول مرة في صباح يوم خريفي، والشيء الأول الذي صدمني لم يكن الحراسة ولا الكاميرات ولا التفتيش، بل كانت نظرة زوجته، نظرة امرأة لا تثق في أحد. ولا تحب أحدا ولا تحترم أحدا.
وتتابع في اللحظة التي أغلق بها الباب خلفي فهمت أنني دخلت عالما مغلقا بالكامل. كل شيء فيه له قواعده الخاصة، حتى طريقة تنفس نتنياهو، فهو شخص غريب جدا، لكن الأغرب لم يكن فقط هو بل حياتهم اليومية، يعيشون في ضغط دائم وكأن الحرب معهم لم تتوقف، حتى وهم يتناولون الإفطار، بحيث أول ما لفتني لم يكن فخامة المنزل، بل تلك الرهبة التي تملأ المكان، الجميع يمشي على أطراف أصابعه، حتى زوجته، كانت تتحدث وكأنها تحسب عدد أنفاسها، أما هو فكان يعيش في عالم منفصل مهووس بالسلطة، مشغول بالتحكم وكأنه يعتبر نفسه في حالة حرب دائمة، حتى داخل بيته كل شي في ذلك المنزل يتمحور حول الاجتماعات، فهناك غرفة صغيرة لا يدخلها إلا القلة، لا يسمح لنا بالتنظيف فيها ولا حتى الاقتراب من بابها».
وتضيف «لكنني كنت أسمع الهمسات وأشم رائحة التبغ، وأحيانا أصوات النقاش الحاد، وكنت ألاحظ الضيوف وهم رجال لا تشاهدهم في الاعلام، رجال بملابس بسيطة، أعينهم لا تبتسم أبدا، يدخلون ويخرجون بصمت كأنهم أشباح، لكن الغريب هو ما يفعله نتنياهو قبل كل اجتماع. تفاصيل قد تبدو تافهة، لكنها تكشف الكثير، فهو يرتدي الساعة ذاتها، يشرب القهوة ذاتها، يطلب أن يعاد كي بدلته مرتين، ويجلس لدقائق وحيدا، فلا أحد يجرؤ على مقاطعته في البيت!
«عرفت أن ما نراه على الشاشات ليست الحقيقة، هناك نسخة أخرى من نتنياهو نسخة حقيقية، مضطربة قلقة دائم التفكير، رجل لا ينام بسهولة ولا يأكل براحة ولا يعيش مثلنا، كأن حياته كلها قاعة اجتماعات لا تنتهي ومسرحية مستمرة لا يطفأ فيها الضوء».
وتقول أكثر وتحكي لأن ما رأيته هناك لا ينسى وهي لا تبحث عن شهرة أو انتقام، فقط على أن يسمع الناس الحقيقة «بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لم يعد ذلك البيت كما كان. كل شيء تغير، الهواء، الجدران الوجوه، حتى الخطوات داخل الممرات، أصبحت أثقل وأبطأ ومليئة بالقلق، أما نتنياهو فلم يعد هو ذاته، شيء ما انفجر في داخله، لم يكن يظهر الغضب، بل كان يمشي وهو يغلي، وجهه أصبح مشدودا وعيناه تائهتان، كأنه يبحث عن مخرج في متاهة بناها بنفسه، كان يأتي في ساعات متأخرة جدا، الثانية فجرا. الثالثة. الرابعة أحيانا، الباب يفتح فجأة يتحرك الحرس بسرعة ويُطلب من الخدم أن يختفوا من الممرات فورا، وعندما يدخل لا يتكلم، يرمي سترته على الأرض، يفتح الثلاجة بيده، يشرب شيئا ما دون أن ينظر لأحد، ثم يجلس وحده، بالساعات، زوجته أصبحت صامتة أمامه، كانت تنتظره واقفة قرب الباب، لا تجرؤ على سؤاله عن وجهته، ولا حتى عن صحته، فقط تقول: هل أطلب لك شيئا بصوت منخفض جدا؟ أحيانا يجيب وأحيانا يلوح بيده فقط.وهي تفهم أن تصمت وتختفي».
وتضيف «رأيته في إحدى الليالي وهو يدخل الى الصالة، كان يعرج قليلا، وجهه متعرق، يحمل زجاجة كحول في يده جلس أمام التلفاز ولم يشغله. فقط جلس ثم فجأة صرخ، صرخة غريبة ومليئة بالغضب والخوف، وبدأ بكسر كل ما أمامه الكؤوس الصحون الهاتف، حتى لوحة معلقة على الجدار، كسرها بيده، نحن كنا نسمع من بعيد. في إحدى المرات دخلت المطبخ لم يكن من المفترض أن أكون هناك، وجدته واقفا يحدق بقطعة خبز على الطاولة، ثم قال بصوت خافت وهو لا يعلم أني هناك: كل هذا وانتى هكذا. لم أفهم ماذا يقصد؟ لكنه بدا وكأنه يكلم نفسه أو في حوار مع شبح لا أراه. وفي كل يوم كان التوتر يزداد». هذا ما فعلته لعنة غزة، فأي حياة هذه!

وان جنحوا للسلم

عرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أذرعي شريط فيديو، على موقعه الرسمي، بعنوان «الإسلام يدعو الى السلام» باللغة العربية، وقام بفتح المصحف الشريف أمامه على الطاولة وقرأ منه الآية الكريمة من سورة «الأنفال» 61.
ورتل الآية بلغة عربية مكسرة قائلا: (وإن جنحوا للسلم اجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم).
وشرح الرجل أنها تعني أن الإسلام يدعو الى السلام، وإن المسلمين يجب أن يكونوا أول المبادرين الى ذلك، حقنا للدماء والإبقاء على الأمن والأمان والعلاقات الإنسانية وتفضيلا للاستقرار والازدهار، طبعا مع ابتسامة سلام عريضة يصل لمعانها الى كل بيت في غزة والضفة والقدس ومعها أصقاع العالمين العربي والإسلامي.

ألسنة لهب إعلامية غربية

لم أر سجالا بهذه الألسنة النارية على أثير الفضائيات الأوروبية، ربما كلها، دون استثناء حول شرعية ضرب إسرائيل العسكرية، التي لا يتجاوز عمرها سبعين عاما وسكانها تسعة ملايين لأراضي دولة إيران القارية ذات العشر آلاف سنة من الحضارة والتقدم و90 مليونا من عدد السكان.
يطول الحديث عن تحيز الإعلام الغربي لصالح إسرائيل، دون استثناء، سواء في حربها على غزة، أو لانتهاك سيادة إيران بهذا العنف، الذي يستبيح كل دول الشرق الأوسط لإرضاء التوحش غير المسبوق في أراضي وسماء المنطقة.
البروفيسور الإيراني محمد مرندي لقن مذيعة «سكاي نيوز» درسا في العمل الصحافي وأظهرها وكأنها تدافع عن قتل كل المدنيين والأطفال واستباحة الدول وكأن الحرب لعبة والقتل تسلية والقوانين الدولية لعنة!
فيما دحضت إذاعة «أل بي سي» عبر نجمها جيمس أوبراين الرواية الإسرائيلية كاشفا بالوثائق والصوت والصورة أن نتنياهو حذر من امتلاك إسرائيل لسلاح نووي عام 1990 وعرض له فيديوهات يتحدث بها عن اتجاه إيران لامتلاك التقنية النووية بعد سنة أو اثنتين منذ 26 سنة، حتى نفذ الضربات الأخيرة بالجملة لعلمائها ومسؤوليها، ثم منشآتها العسكرية والمدنية، ومنها محطة التلفزيون الإيرانية أول أمس.
في المقابل أبدع النجم المصري باسم يوسف في حلقة نارية جديدة مع المذيع البريطاني بيرس مورغان، حينما أمطر ضيفه الإسرائيلي بوابل من الحقائق ليصفه أخيرا بالواقي الذكري لإعلام بلاده. مطالبا الاعلام الغربي «أوقفوا احتقاركم لذكائنا وحقوقنا».
ومن يشاهد السجالات على «سي أن أن» الأمريكية يوميا والتلفزيونات الغربية يراها جميعا دون استثناء تخضع لرئيس تحرير واحد فقط، حتى دون أخطاء طبيعية.
الفضائيات العربية أمامها الآن فرصة للبروز والنهوض أو للموت الى غير رجعة وتفوق «الجزيرة» الآن مثال يُحتذى.

الفرجة ليست مجانية!

من عجائب العرب أنهم يحولون كل شيء جدي الى هزل، وأحيانا يترجمون عجزهم تسلية وتفكهاً. كلمني صديق في المنطقة الجنوبية في سوريا قائلا إن سكان المدن والقرى هناك، ونظرا لانقطاع الكهرباء في المنطقة ليلا، يسهر المواطنون حتى الصباح يشاهدون الصواريخ الإيرانية والإسرائيلية تتشابك فوق مناطقهم وتضيؤها وتحولها الى منصات سينمائية، نظرا للإثارة والأكشن التي تحملها، وذهب الكثير من المغامرين للذهاب لجمع أسطوانات الصواريخ الفارغة، التي تقع في هذه المناطق نتيجة التصدي لها من الجو في الأردن وإسرائيل وتصليحها وإعادة بيعها بمليونين ليرة كبراميل وحاويات معدنية صلبة!
وبدل مطعم لبناني قائمة الغذاء الى مشروبات وأراجيل ومأكولات سريعة مع مضاعفة الأسعار لتميكن المريدين من الجلوس في منطقة مرتفعة تتيح لهم مشاهدة عروض الإضاءة والأصوات، التي تحدثها هذه الصواريخ في سماوات المنطقة، وإذا كانت القيادات والمسؤولون في الدول العربية جالسين يتفرجون في قصورهم ويتاجرون فكيف لا يفعلها الجمهور؟!

 كاتب من أسرة «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب