مقالات

“وإن عدتم عدنا”.. في زمن الإفلاس الأخلاقي والعلو الأخير بقلم مروان سلطان. فلسطين

بقلم مروان سلطان. فلسطين

“وإن عدتم عدنا”.. في زمن الإفلاس الأخلاقي والعلو الأخير

بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

18.6.2025

—————————————————

لست بعالم في الدين، ولست ممن يهرع إلى نواميس الطبيعة أو القصص التي يهرع إليها المنجمون والمطبلون لقراءة المستقبل وغيره، لمعرفة إلى أين تأخذنا أقدار الله في هذا الكون، بعد أن اشتد الحال، وعم الظلم، وكثر الهرج والمرج والقتل.

ومع شدة الظلم الذي انتشر في الأرض، هناك بشائر الله تأتي وتتجلى في نواميسه وقدرته التي تتجلى في قوله: “كن فيكون”.

الحمد لله على سرائه وضرائه، وسبحان الذي قدّر فهدى.

ليس علينا أن نخمن، أو نضرب بالرمل، أو نستشير المنجمين وكل من يقرؤون الطالع والمستقبل، بل نقرأ كتاب الله، ونلجأ إليه في علاه، وهو الذي أشار إليكم في الزبور والتوراة، وجاء أيضا في القرآن الكريم، عندما خاطبكم رب العزة فيما سيكون عليه حال بني إسرائيل في غابر الأيام والزمان، أنكم ستفسدون في الأرض فسادا كبيرا.

وهل هناك أشد من قتل الناس ظلما وجورا؟

قال لكم رب العزة في هذه الواقعة تحديدا:

“من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

وهل يوجد أشد مما يحدث في الأرض؟ وأي أرض؟ إنها الأرض المقدسة.

ظلما وجورا في قتل الناس وتجويعهم وتدمير منازلهم، إنه الفساد الذي أشار الله إليه، وتوعدكم في الكتاب المعلوم أنكم لتفسدن في الأرض.

لم يبق شبر في هذه الأرض المقدسة إلا وعم فيه فساد بني إسرائيل.

لقد صادرتم أملاك الناس، وهدمتم البيوت، وقرصنتم أموال الشعب الفلسطيني، وأدخلتم الناس في السجون، وتعاملتم معهم بالبغض والحقد، وأغلقتم عليهم الطرقات، كل ذلك ليشقى الناس، ولتنالوا صفة المفسدين في الارض بجدارة واستحقاق، انه رب كريم يعلم ولا نعلم.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

“وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وكان وعدا مفعولا. ثم رددنا لكم الكرة عليهم، وأمددناكم بأموال وبنين، وجعلناكم أكثر نفيرا”.

وهل ما ذكر في الآية الكريمة لم يحدث؟

بل حدث وأكثر. فانتم في العلو الكبير ، وانتم تسيطرون على الاموال، والستم اكثر من في هذا العالم نفيرا….!

فانتظروا وعد الله جزاء بما كسبت أيديكم.

نعم، إن وعد الله آت لا محالة، وكم من أقوام ضحكوا واستهزؤوا بكلمة الله، وها أنتم على حال من سبقكم من الأقوام الذين استهزؤوا وصموا آذانهم، فعاثوا في الأرض فسادا وظلما، فصب عليهم العذاب صبا، وما كان ربك بظلام للعبيد.

ألم تقهروا الآباء والأمهات بقتل أطفالهم؟

ألم تهدموا البيوت فوق رؤوس أهلها؟

ألم تجوعوا الناس وتمنعوا عنهم الطعام والشراب؟

ولو أن نبيا في الأرض واتصالا بالسماء اليوم، لرأيتم المعجزات تتنزل بين الناس.  لكن، اطمئنوا، لقد قُضي الأمر فيكم، وأنتم أجدتم بجدارة وتميز الإفساد.  وعلى مدى العصور والزمان، من هو الذي سبقكم في هذا الفساد؟  وأظنها، والله أعلم، قريبة، ليست ببعيدة.

إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟

يقول المثل: الأيام كاشفات.

ويقال: اللي متغطي في الأيام عريان.

وما هو آت، نعم آت.

وإن لشعبنا موعدا لن يخلفه الله.

ولن يُلغى ما قضي وانزل في التوراة والإنجيل والقرآن.

ما أنزل ليس بحاجة إلى استخبارات ومخابرات وجواسيس وعملاء ودرونات، فأنتم تجيدون هذه الصناعة بامتياز مع البشر.

لكن، ما هو عملكم مع الله إذا قضى أمرا؟ وقد قضى إلى بني إسرائيل، وهو الذي قضى، إنه قاضي السماء.  وإذا حلّ القضاء ضاق الفضاء. 

هذا ما يثرثر به نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، وكل المرتزقة الذين جاءوا ليطلقوا كذبتهم ويصدقوا أن هذه الأرض بلا شعب. واخذوا يعملون الليل في النهار لترحيل الناس من ارضهم وبلادهم.

لقد حاولتم، وتحاولون، ونحن باقون، وأمر الله ماض لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب