لليوم الـ621 على التوالي، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وبينما تتكثف الغارات الجوية على مختلف مناطق القطاع، تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير، وسط تصاعد في أعداد المجازر التي تستهدف بشكل ممنهج النساء والأطفال، واستمرار الحصار الخانق الذي يمنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.

وتواصل القوات الإسرائيلية استهداف المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، في مشهد يومي يتكرر عند نقاط توزيع الغذاء والمياه. بدلا من تأمين طرق الإغاثة، تقوم الطائرات والقناصة الإسرائيليون بإطلاق النار على النازحين، ما يخلف شهداء وجرحى بشكل متعمد، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية.

وفي اليوم الـ94 من استئناف الحرب، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في غزة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أعلنت عن مقتل أربعة جنود خلال أسبوع واحد من العمليات داخل القطاع.

على الأرض، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصف مناطق مكتظة بالنازحين، لا سيما شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى. كما نفذت القوات عمليات نسف جديدة لمنازل سكنية شمالي القطاع، ضمن سياسة ممنهجة لتدمير البنية التحتية والسكنية.

وأفادت المصادر الطبية في مستشفيي شهداء الأقصى والعودة بسقوط عشرات الشهداء، وأكثر من 100 جريح، جراء استهداف مباشر لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم.

وفي حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 55,637، والجرحى إلى 129,880 منذ بدء العدوان، بينما بلغت الحصيلة منذ 18 آذار/مارس 2025 وحدها 5,334 شهيدا و17,839 جريحا.

وفي ظل هذا التصعيد، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من انهيار الخدمات الصحية، حيث تغرق المستشفيات في الظلام بسبب نفاد الوقود، والمياه توشك على النفاد، فيما باتت سيارات الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى الجرحى ونقلهم.

ودعت الأمم المتحدة سلطات الاحتلال إلى وقف استخدام القوة المميتة حول نقاط توزيع الغذاء، في محاولة للحد من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.