بايدن يؤكد أن النزاع في السودان “يجب أن ينتهي” ويهدد بعقوبات.. ومديرة المخابرات: الصراع “سيطول على الأرجح”

بايدن يؤكد أن النزاع في السودان “يجب أن ينتهي” ويهدد بعقوبات.. ومديرة المخابرات: الصراع “سيطول على الأرجح”
واشنطن: أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس أن المعارك الدائرة منذ أسابيع في السودان “يجب أن تنتهي” مهددا بعقوبات جديدة على الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء.
وقال في بيان إن “العنف الدائر في السودان مأساة، وخيانة للمطالب الواضحة للشعب السوداني بحكومة مدنية و انتقال إلى الديمقراطية” مضيفا “يجب أن ينتهي”.
وفي وقت سابق اليوم، قالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز اليوم الخميس إن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “سيطول على الأرجح” لأن كلا منهما يعتقد بأنه قادر على تحقيق الانتصار عسكريا.
وأضافت في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “القتال في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من المرجح أن يطول في ظل اعتقاد كلا الجانبين أنه قادر على الانتصار عسكريا وأنه ليس لديه حوافز تذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات”.
وأضافت “يسعى الطرفان إلى مصادر دعم خارجية، من المرجح في حال نجحت، أن تُفاقم النزاع وتخلق احتمالات أكبر لمخاطر توسع رقعة التحديات في المنطقة”.
ورأت هينز، أكبر مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة، أن المعارك فاقمت ظروفا إنسانية متردية أساسا، “ما يثير شبح تدفق هائل للاجئين والحاجة إلى مساعدات في المنطقة”.
ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات من المدنيين إلى 457
أعلنت لجنة أطباء السودان، الخميس، ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” إلى 457 قتيلا في صفوف المدنيين.
وكانت آخر حصيلة أعلنتها اللجنة (غير حكومية) الأربعاء، 448 قتيلا و2322 إصابة بين المدنيين، منذ بداية الاشتباكات.
وذكرت اللجنة في بيان عبر حسابها على فيسبوك: “ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات لـ457 حالة وفاة، و2366 حالة إصابة” في الفترة بين 15 أبريل/ نيسان الماضي و3 مايو/ أيار الجاري.
وأضافت: “ما زالت الاشتباكات جارية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لليوم الـ19 على التوالي، والتي أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والأقاليم”.
وكما في كل بياناتها الخاصة بتحديثات الوضع منذ بدء الاشتباكات، كررت اللجنة الإشارة إلى أنه “يوجد العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد”.
وتابعت: “ما زالت جميع المستشفيات والمرافق الصحية متوقفة في مدينة الجنينة (غرب) حتى اللحظة واستطعنا حصر عدد (100) وفاة منذ الـ24 من أبريل، ولا يوجد حصر دقيق لعدد الإصابات إلى الآن”.
ضربات جوية وقصف مدفعي في انتهاك للهدنة الجديدة
تعرضت هدنة دخلت حيز التنفيذ في السودان اليوم الخميس لخروقات، حيث تردد وقوع ضربات جوية وقصف مكثف بالقرب من القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم في الصباح، حسبما ذكرت شبكة الجزيرة القطرية الإخبارية.
كما سُمع دوي مدفعية في أم دُرمان، وفقا لتقارير شهود عيان على تويتر.
ومن المفترض أن يسري اتفاق لوقف إطلاق لمدة أسبوع اعتبارا من اليوم وحتى الخميس المقبل، غير أن فرص تحقيق ذلك تبدو ضئيلة.
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي، وقعت خروقات مرارا وتكرارا لاتفاقات وقف إطلاق النار كانت تصل إلى 72 ساعة.
وأدانت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة بالسودان.
وقال محمد عثمان الخبير السوداني بالمنظمة في تقرير صدر اليوم الخميس ” الأطراف المتنازعة في السودان تظهر تجاهلا لحياة المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان”.
ودعت المنظمة مجلس الأمن الدولي لبذل المزيد لضمان سلامة المواطنين ومحاسبة المسؤولين عن الصراع.
ووفقا للمنظمة وشهود عيان في الخرطوم، تم نصب مدافع مضادة للطائرات وأطلقت النار في محيط المباني السكنية.
كما وردت تقارير بأن جنود قوات الدعم السريع يدخلون وينامون في المنازل المحيطة. كما يسعون للاحتماء خلف المنازل من قصف الجيش، ما يجعل المباني عرضة للاستهداف.
وجاء في التقرير أنه في ظل ارتفاع درجة الحرارة، لا يوجد سوى إمدادات بسيطة من المياه مع ندرة الكهرباء، ولم تعد هناك إمكانية للحصول على رعاية طبية.
وارتفعت درجات الحرارة في الخرطوم حاليا إلى أكثر من 40 درجة مئوية خلال النهار.
حلول إفريقية
وأعلن جنوب السودان الذي غالباً ما يقوم بوساطة في السودان أنّ طرفي النزاع وافقا على هدنة “من 4 الى 11 أيار/مايو”.
وأعلن الجيش السوداني موافقته على الهدنة شرط أن تلتزم بها قوات الدعم السريع التي لم تعلق على الأمر.
وفي وقت تتكثف الاتصالات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار هذا الاقتراح الذي تقدمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد) بسبب الحاجة إلى “حلول إفريقية لمشاكل القارة”.
ورحب أيضا بالوساطات الأمريكية والسعودية بعد جولة قام بها موفده هذا الأسبوع شملت الرياض ثم القاهرة وجامعة الدول العربية.
وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية لبحث الحرب في السودان، حسبما قال دبلوماسي رفيع المستوى.
وسيبحث الاجتماع المخصص للسودان الوضع في هذا البلد “بأبعاده كافة، السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية”، وفق المصدر.
وتعهد معسكر البرهان تسمية موفد يمثله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية “رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي”.
ومع استمرار نزوح السودانيين، تتواصل عمليات إجلاء مئات الأجانب، وخصوصا عبر مدينة بورتسودان على البحر الأحمر.
وقال غوتيريش في نيروبي الأربعاء “الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق. يجب التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وأعرب عن “قلقه الشديد” بشأن امتداد النزاع إلى دول الجوار التي تمر بمشاكل سياسية ومراحل انتقالية، ولا سيما تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.
بريطانيا تعلن اكتمال إجلاء رعاياها من السودان
أعلنت بريطانيا، الخميس، اكتمال عملية إجلاء رعاياها من السودان. وذكرت الحكومة البريطانية في بيان على موقعها الإلكتروني، أن “آخر رحلة إجلاء للمملكة المتحدة غادرت السودان من مدينة بورتسودان الليلة الماضية (3 مايو/ أيار الجاري)، لتختتم أطول وأكبر عملية إجلاء لدولة غربية”.
وأوضح البيان أن “عملية الإجلاء استمرت 8 أيام عن طريق مسارات متعددة عبر مطار وادي سيدنا شمالي العاصمة الخرطوم ومطار بورتسودان (غرب)”.
وأشارت الحكومة إلى أن “العملية الناجحة شملت إجلاء أكثر من 2450 شخصا في 30 رحلة جوية، غالبيتهم من الرعايا البريطانيين وعائلاتهم”، وفق البيان.
وجاء في البيان: “ساعدت المملكة المتحدة أيضا في إجلاء أكثر من 1200 شخص من دول أخرى، بينها الولايات المتحدة وأيرلندا وهولندا وكندا وألمانيا وأستراليا”.
(وكالات)