تحقيقات وتقارير

تحليلات: الحرب بين إسرائيل وإيران أنشأت “ميزان ردع جديدا”

تحليلات: الحرب بين إسرائيل وإيران أنشأت “ميزان ردع جديدا”

محللون وخبراء إسرائيليون: “إيران ما زالت معرضة للاستهداف ومنشآتها النووية تضررت كثيرا، لكن لا توجد أي آلية تمنعهم من تعزيز قوتهم مرة أخرى. وبدون اتفاق سياسي، ستضطر إسرائيل إلى الانجرار إلى حرب استنزاف مع إيران”

يستبعد خبراء ومحللون أمنيون إسرائيليون، بعد بدء وقف إطلاق بين إسرائيل وإيران، والذي لا يزال يبدو أنه هش، اليوم الثلاثاء، أن تتنازل إيران عن الاستمرار في تطوير برمجها النووي، خاصة وأن وقف إطلاق النار لا يستند إلى اتفاق سياسي.

ويقدر مسؤولون إسرائيليون أن إيران قد تحاول الالتفاف على مراقبتها بواسطة “شراء سلاح نووي من دول أخرى، أو بواسطة تعاون مع روسيا والصين. ولذلك، فإن نجاح الحرب ضد إيران ليس متعلقا بتدمير منشآت نووية فقط، وإنما بقدرة إسرائيلية متواصلة للحفاظ على التفوق”، حسبما نقل عنهم موقع “واينت” الإلكتروني.

وأضاف “واينت” أن خبراء إسرائيليين يقدرون، على إثر عدم وجود اتفاق خطي بشأن وقف إطلاق النار، أن احتمال استئناف إيران جهودها في المجالين النووي والصاروخي، مرتفع جدا. وقال الرئيس السابق لدائرة إيران في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، دنيس سيتريونوفيتش، إنه “لا توجد أي آلية تمنعهم من تعزيز قوتهم مرة أخرى. وبدون اتفاق سياسي، ستضطر إسرائيل إلى الانجرار إلى حرب استنزاف مع إيران، والتي ستكون أكثر كلفة وصعوبة بكثير من المواجهة في لبنان أو غزة”.

أضرار لحقت بمباني في بئر السبع إثر سقوط صاروخ إيراني، أول من أمس (Getty Images)

في إسرائيل يصفون نتائج الحرب على إيران، التي استمرت 12 يوما، بأنها “نجاح عسكري وسياسي”، لكن “واينت” أشار إلى أن الوضع لا ينتهي عند ذلك. “وربما سيؤثر نجاح الحرب على الأداء مقابل حماس أيضا. ويقدر مسؤولون سياسيون أن حماس، التي توقعت مساعدة إيرانية، ستجد نفسها معزولة، الأمر الذي من شأنه أن يسرع الاتصالات حول صفقة تبادل أسرى”.

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن الحرب على إيران “أعادت البرنامج النووي إلى الوراء، ويتعين علينا أن نرى مدة ذلك، وأنشأت ميزان ردع جديدا. وبعد أن تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إلحاق ضرر كبير بمنظومة الدفاع الجوي الإيرانية، بقيت إيران معرضة بالكامل للاستهداف ومنشآتها تضررت كثيرا”.

وفيما ترددت تصريحات إسرائيلية وأميركية حول إسقاط النظام الإيراني، أشار هرئيل إلى أن هذا ليس في مقدمة اهتمامات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. “فالرئيس الأميركي يسعى إلى إنهاء الحرب بأسرع ما يمكن، وهو على استعداد للعودة إلى التحدث مع مندوبي الزعيم الإيراني الأعلى، علي خامنئي”.

وأضاف أن “السؤال هو إذا ستكون إدارة ترامب قادرة على التوصل إلى اتفاق (نووي) ملزم، ويضع مطالب أوسع أمام الإيرانيين وتقوم بإنفاذ عقوبات عليهم في حال حدوث خروقات أخرى. واستنادا إلى التجربة في الماضي، سيحاول النظام المماطلة لفترة طويلة بقدر الإمكان في المفاوضات، ولن يتردد بعدها من العودة إلى المناورة والتضليل، بهدف التهرب من إنفاذ دولي”.

وتابع هرئيل أن “إمكانية أخرى هي تسوية بلا اتفاق، يكون عنوانها ’الهدوء مقابل الهدوء’. وقد تهاجم إسرائيل، وربما الولايات المتحدة أيضا، إيران مرة أخرى إذا رصدتا خروقات لوقف إطلاق النار، لكن بغياب اتفاق مفصل، ماذا سيعتبر خرقا؟ هل سيكون مسموحا لإسرائيل بأن تهاجم بعد أي استئناف إيراني العمل في البرنامج النووي؟ وهل بالإمكان إنفاذ حظر على الإيرانيين مرة أخرى بدون حرب شاملة؟”.

وبعد ساعتين من دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار. ولفت هرئيل إلى أن “ما لا يقوله نتنياهو هو ما الذي تم الاتفاق عليه بينه وبين ترامب، في المحادثات التي سبقت الإعلان عن وقف إطلاق النار”.

أطفال أمام الدمار الرهيب في مدينة غزة، أمس (Getty Images)

وتساءل هرئيل “هل طالب ترامب نتنياهو بثمن في غزة، إنهاء الحرب هناك وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع مقابل تحرير جميع المخطوفين والقتلى؟ أو ربما التعبير عن موافقة على تقدم سياسي في القناة الفلسطينية مقابل تطبيع علاقات مع السعودية؟”.

وأضاف أن “ترامب لم يتخل عن أحلامه حول حلف إستراتيجي إقليمي جديد، يضم إسرائيل والدول السنية في الخليج، وربما تعويض شخصي له على شكل جائزة نوبل للسلام. وهذا يبدو أنه فرصة. وهي قد تلمح لنتنياهو أيضا، على إثر المأساة المتواصلة حول المخطوفين ووقف النزيف في القطاع. لكن هذه الأمور متعلقة أيضا بالشكل الذي يستوعب فيه نتنياهو وضعه السياسي. فتصريحاته الكثيرة، وجولاته الميدانية في المدن المستهدفة، وعودته المترددة إلى أستوديوهات التلفزيونات، تدل كلها على أنه على ما يبدو يدرس التوجه سريعا إلى انتخابات”، رغم أن ذلك قد يكون مستبعدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب