الصحافه

أيمن عودة.. حين تصبح المطالبة بإنهاء الاحتلال “تحريضاً”.. هل بدأ “صيد العرب”؟

أيمن عودة.. حين تصبح المطالبة بإنهاء الاحتلال “تحريضاً”.. هل بدأ “صيد العرب”؟

شرعت لجنة الكنيست أمس في إجراء تنحية ضد النائب أيمن عودة على تعبير سياسي شرعي يعبر عن التضامن مع أبناء شعبه في غزة، وبالتأكيد ليس مع منظمة الإرهاب حماس وأفعالها الإجرامية. ليس هذا رد فعل موضوعياً لمجلس نواب ديمقراطي، بل هجمة منسقة، قومجية وذات نزعة قوة على ممثل الجماهير العربية، من القلائل الذين يرفعون علم السلام.

منذ نشبت الحرب أطلق نواب ونائبات يهود في الكنيست كل لجام، وتصريحاتهم تلعب دور النجم في لوائح الاتهام في محاكم لاهاي التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية. وبالطبع، هذا لا يمنع أحداً منهم من التوقيع على طلب لتنحية عودة بسبب تصريحاته، رغم أنه لا توجد أي ذرة تحريض في أقواله. وهاكم التغريدة الأصلية التي يسعى نواب يهود في أعقابها إلى تنحية عودة: “يسعدني تحرير المخطوفين والسجناء. من هنا يجب تحرير الشعبين من عبء الاحتلال. كلنا ولدنا أحراراً”. عودة يعارض العنف، فما بالك الصراع العنيف. كل من سمعه ذات مرة لا بد أنه يعرف هذا. خطيئته كلها تتلخص في هويته المزدوجة. إسرائيلي وفلسطيني.

مفهوم أن شيئاً من كل هذا لم يمنع النواب من الانقضاض على عودة في زمن المناقشات، وشتمه وتهديده. النائب اوفير كاتس وصفه بـ “مخرب”، والنائب أوشر شكاليم صرخ عليه “في دولة أخرى كانوا سيوقفونك أمام ثلة مطلقي نار”. لكن المحرضين يهود، وبالتالي من يهمه هذا.

في هذا الإجراء العبثي الذي لا غطاء له للصمود في اختبار محكمة العدل العليا، يحاول النواب إلقاء وصمة على أحد الممثلين العرب الأكثر تماثلاً مع السلام والمصالحة والحياة المشتركة، والمس بحق الجمهور العربي في أن ينتخب ويُنتخب، وبإمكانية التعاون مع ممثليه في الكنيست.

 رغم أن الأمر ممنوع إجرائياً، أرفق النائب افيحاي بورون بالطلب أقوالاً قالها عودة في مظاهرة ضد الحرب قبل بضعة أسابيع، وبينها “غزة انتصرت، غزة ستنتصر”. وليس مثلما هو الحال لدى معظم اليهود، في نظر عودة وأعضاء حزبه، فحماس وغزة ليستا كلمتين مترادفتين بل متعارضتان تماماً. لكن في الكنيست الحالية، فإن قولاً كهذا يذكر بالجانب الفلسطيني يعد خيانة. ولعار المعارضة، 13 من أعضائها وقعوا على طلب التنحية الأصلي.

بالتأكيد، عودة ليس “جبهة ثامنة” مثلما اتهموه، بل العكس؛ فإذا كان هناك احتمال لهذا المكان، فهو بفضل عودة والقلة الذين يتبنون المساواة والسلام مثله. ليس مفاجئاً أن تجد الكنيست الأكثر عنصرية وقومجية في تاريخ الدولة محاولة إسكاته وتنحيته أمراً صائباً. يريدون تقديمه إلى محكمة ميدانية، ثم كل النواب العرب. محاولة تنحيته هي لائحة الاتهام الحقيقية ضد هذه الكنيست.

أسرة التحرير

 هآرتس 25/6/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب