مقالات
الثامن من آذار وحركة شباط و الأسد ثلاثي المغالطات مع البعث التاريخيّ بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

الثامن من آذار وحركة شباط و الأسد ثلاثي المغالطات مع البعث التاريخيّ
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
وأنا أكتب عن المجتمعات المنخورة،في الوطن العربي،واختياري النظام في سوريا خلال نصف قرن من حكم الأسد،كان يجول بخاطري،وفي تفكيري ووعيي،السؤال الآتي :
هل وجود الأسد خلال هذه الفترة الزمنية،كان بفعل دوره منفرداً وبقدراته الشخصية،أم أتى في عملية الاختراق،التي أتينا عليها.
في ذلك المقال،مصحوبة بالمحددات والمؤشرات،التي ذكرناها شواهد على الاختراق،والكيفية التي تتحول إلى ظواهر بنائية،تمهد لشخصية اجتماعية ضعيفة تكثر فيها الثقوب التي تنفذ منها القوى الأجنبية،بأطرها العسكرية الأمنية والسياسيةوالاجتماعية والثقافية.ومن جملة هذه المحددات المؤشرات،مغالطات هذا الثلاثي
في تشًويه سمعة حزب البعث،والتشكيك في مرتكزاته،وتقديمه بصورة تعاكس تاريخه النضالي وتفكيره الوحدي،الذي شكل فلتة في تنظير القضايا العربية،إنطلاقاً من رؤية أهمية الوحدةالعربية،في بلوغ المستقبل العربي،التي تزينه رسالة الأمة العربية الخالدة،ودورها الحضاري الإنساني.
إذا كان التضليل في صورة البعث الوحدوية،من أنّ الوحدة طريق الشعب العربي لبلوغ أحلامه وأهدافه،المنفذ الذي تنفذ منه القوى المضادة للأمة العرب،كونه هدفاً مستساغاً لهذه القوى،بعد أن بنت تلك المغالطات في محدداتها ومؤشراتها،العقبات والمسافات بين الجماهير،وبين حزب الأمة العربية،حزب البعث العربي الاشتراكي.ولاشك أن من بين هذه المغالطات،التحالف مع إيران،لحظة دخول العراق،الذي يقوده البعث،في حرب مع إيران،الحاملة أديتها القومي،التشيع الصفوي،بمحدداته ومؤشراته الذي طرح نفسه فيه نقيضا ومغالباً للأمة العربية في رسالتها الخالدة،التي زينها بها الإسلام.
كأن السؤال الشعبي الجماهيري،كيف لهذا الحكم الأسدي، الذي يدعي الانتساب للبعث،وهو الذي يتحالف مع هجمة فارسية،بغطاء إسلامي صفوي،يحمل العداء للصحابة والخلفاء من أمثال أبو بكر الصديق وعمر وعثمان،بقصدضرب الفتح الإسلامي بمرتكزات شرعية هولاء بهذا الفتح. ولم تقتصر مغالطات هذا الثلاثي على حزب البعث العربي الاشتراكي بالمزايدات الثورية،والخروج من فكر البعث،تمهيداُ لتشكيل الحزب الذي سيكون غطاء لانحرافاتهم الفكرية والعقائدية.لكن وجود البعث على رأس النظام في العراق،هو الذي شكل
قوة ممانعة أمام هذه المغالطات،التي لاتزال القوى المعادية في الوطن العربي،تلبس الحكم في زمن الثلاثي المغالط لحقائق تاريخ البعث،وشخصيته العربية،المكحلة عيونها بفكر جاء حاملاً لمجابهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية في معركة مصيرها ومستقبلها.
قوة الممانعة التي تمثلهاالعراق،كانت في إنجازاته الوطنية والقومية،وفي تبنيه المطلق والعملي النضالي للثورة الفلسطينية،إنطلاقا من حقيقة قومية أخذ بها البعث في العراق،وهي أن القضية الفلسطينية،قضية العرب المركزية،والنضال العربي يجد طريقه من خلال أن فلسطين طريق الشعب العربي إلى وحدته ومعركة مصيره،وشواهد البعث في العراق على ذلك تمثلت في مواقفه،التي لاتقبل أي التباس.
ومع ذلك فإن القوى المعادية لحزب البعث العربي الاشتراكي لاتزال تتبنى هذه المغالطات بقولها،إن النظام في سوريا كان محسوباً على البعث.
د-عزالدين حسن الدياب