حرب الـ 12 يوماً: “ثلاثية عاقلة” وأسعار نفط متزنة وقوى اكتفت بالشجب.. والعرب؟

حرب الـ 12 يوماً: “ثلاثية عاقلة” وأسعار نفط متزنة وقوى اكتفت بالشجب.. والعرب؟
وقف النار في الحرب ضد إيران يمنح هدنة ويسمح لكل الأطراف، مع التشديد على إيران والولايات المتحدة، بالعودة إلى المسار الدبلوماسي. وللحقيقة، كان هذا المسار طوال الطريق، بالتوازي مع الضربات العسكرية. الحرب التي بدأت في 13 حزيران دارت في إطار تنسيق أمريكي – إسرائيلي وثيقة ومبهر، بل وكانت نوعاً من التنسيق الأمريكي الإيراني، في ضوء رد إيران على على القواعد الأمريكية في قطر والعراق، الذي كان مقنوناً جداً.
نستخلص من ذلك بضعة أقانيم أساسية:
اللاعبون الثلاثة (الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران) أداروا المعركة بشكل عاقل. إيران فوجئت بالهجوم الإسرائيلي. وكما كان متوقعاً، ردت بقوة، وألحقت أضراراً جسيمة بالأرواح وبالممتلكات، لكنها حالياً، يبدو أنها قننت خطواتها بحكمة. وهكذا كان أيضاً بعد الهجوم الأمريكي.
اللاعبون الإقليميون، ومعظم الأسرة الدولية، وفروا دعماً للهجوم الإسرائيلي. لا ينبغي الاستخفاف بذلك، في ضوء مكانة إسرائيل بعد حربها في غزة في السنتين الأخيرتين. تواصل الخروقات الإيرانية -كما وجد تعبيره في آخر تقرير لوكالة الطاقة الذرية- ربما أثار قلقاً لدى هذه الدول.
التشاؤم النسبي من جانب روسيا والصين مثير للاهتمام. الدولتان شجبتا، كما كان متوقعاً، الهجمات من جانب إسرائيل، ودعتا لانعقاد مجلس الأمن، لكنهما لم تتخذا خطوات فاعلة. يبدو أن الرئيس بوتين اعتقد أن لا مصلحة له لتحدي إدارة ترامب أو إحراجه الآن على أمل أن يجديه هذا في الغداة، في موضوع الحرب في أوكرانيا.
أسعار الطاقة ارتفعت أقل بكثير مما كان متوقعاً، ولم تنشأ فوضى في السوق العالمية. ينبغي أن يعزى هذا لجودة التنسيق الوثيق الذي بين واشنطن وحلفائها في الخليج، مثلما يعزى أيضاً لاستقلالية الولايات المتحدة للطاقة في السنوات الأخيرة.
لقد خرجت إسرائيل، حتى الآن، بإحساس مبرر بالإنجاز؛ لقد نجحت في الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة للهجوم، حلم نتنياهو منذ سنين، بل وضم واشنطن لهجوم مهم على منشآت النووي. بقي انتظار التطورات؛ في المدى الزمني القصير، في مسائل استقرار وقف النار ومدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، وفي المدى الزمني الأبعد ستكون حاجة للرد على السؤال إذا كانت الحرب لم تعمق التصميم الإيراني على الوصول إلى قدرة نووية عسكرية. مسألة انهيار النظام غير قابلة للتقدير. واضح أنه ضعف، لكن التداعيات لن تتضح إلا لاحقاً.
على إسرائيل أن تتصدى للفكرة التي تجد لها موقعاً في الدول العربية، وبالتأكيد في الساحة العامة في موضوع رغبتها في “فرض هيمنتها في الشرق الأوسط”. ربما تخطئ حكومة إسرائيل بالمضي في سياسة مغرورة وخطيرة. تقع المسؤولية في هذا الشأن على الرئيس ترامب. إذا تمكن من لجنة الأماني الهاذية لدى محافل في الحكومة وربما أهم من ذلك، إذا ما استغل الملابسات الخاصة الناشئة لإنهاء الحرب في غزة. تغريداته الأخيرة والمكالمة الهاتفية الغاضبة مع نتنياهو أثبتت أنه يستطيع.
ميخائيل هراري
معاريف30/6/2025