تحقيقات وتقارير

تفاؤل في واشنطن وتل أبيب بقرب صفقة مع “حماس” تشمل هدنة.. وصيغة ضبابية لنهاية الحرب

تفاؤل في واشنطن وتل أبيب بقرب صفقة مع “حماس” تشمل هدنة.. وصيغة ضبابية لنهاية الحرب

الناصره / وديع عواودة

 للنظر في الصفقة المقترحة مع “حماس”، يلتئم الكابنيت الإسرائيلي ليلة السبت القريب، قُبيل مغادرة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إلى واشنطن، في زيارة للبيت الأبيض، هي الثالثة منذ بدء العام الحالي، والخامسة منذ اندلاع الحرب. بيد أن ترامب، وقبيل وصول نتنياهو إلى واشنطن، وقبل صدور موقف إسرائيلي رسمي حيال الصفقة المقترحة، يواصل التعبير مجددًا عن تفاؤله بوقف النار في الأسبوع القادم.
بعدما أبلغ وزيرُ الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال رون درمر المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بقبول إسرائيل بالصفقة المقترحة، وفقًا لأنباء إسرائيلية صحافية، قال ترامب، في تصريح ردًا على سؤال صحافيين: “سأكون صارمًا جدًا مع نتنياهو حول إنهاء الحرب، لكنه هو الآخر يريد ذلك. أعتقد أن صفقة ستتحقق في الأسبوع القادم”.

ترامب: سأكون صارمًا جدًا مع نتنياهو حول إنهاء الحرب، لكنه هو الآخر يريد ذلك. أعتقد أن صفقة ستتحقق في الأسبوع القادم

وفجر اليوم الأربعاء، تطرق ترامب إلى المسألة هذه مرة أخرى، فقال، في تغريدة جديدة، إن إسرائيل وافقت على هدنة 60 يومًا، خلالها ستبحث كل الأطراف نهاية الحرب. وتابع، مهددًا كعادته، دون تقديم تفاصيل: “أتمنى الخير للشرق الأوسط، وأن تقبل “حماس” هذا الاتفاق، لأنها لن تحصل على اتفاق أفضل، وسيكون الوضع أسوأ.. ستواصل مصر وقطر متابعة الاتفاق”.
ترامب، الذي سبق أن أدلى بتصريحات فارغة عن قرب الصفقة ووقف الحرب، واصل التباهي من جديد بالانتصار على إيران، ويبدو أنه معنيّ، ضمن سلة أهدافه من دعوة نتنياهو لزيارة بلاده، بالظهور في صورة انتصار مع نتنياهو داخل البيت الأبيض، وهو المدمن على العناوين الدرامية وعلى صورة الفائز والمنتصر.

مقترح ويتكوف معدّل

وطبقًا لتقارير وتسريبات إعلامية عبرية، يجري الحديث عن مقترح قدمته قطر، وهو في جوهره نص معدل لمقترح ويتكوف الثاني، ويقضي بهدنة 60 يومًا تتخللها محادثات لوقف الحرب، على أن يُفرج عن ثمانية أسرى إسرائيليين في اليوم الأول، وعن اثنين في اليوم الخمسين، علاوة على نصف الجثامين.
ويبدو ترامب هذه المرة متلهفًا أكثر من أي وقت مضى لإنهاء ملف غزة، بممارسة الضغوط على الأطراف المعنية.
وفي إسرائيل، تتصاعد التخمينات والتقديرات حول كيفية تصرف نتنياهو أمام ضغوط خارجية وداخلية متعاكسة، في ظل تأييد واسع في الشارع الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنية والجيش لوقف الحرب، فيما يواصل وزراء متشددون رفض الفكرة، كما ينعكس من تغريدة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي قال، بعد دقائق من تصريحات ترامب، إن الصفقة ستكون فقط بعد تدمير “حماس”.
ويرجح مراقبون إسرائيليون أن تهديدات بن غفير وسموتريتش، مثلها مثل تهديد بإطلاق نار من مسدس بلا رصاص، لأنهما لن يقويا على معاندة ترامب، لا سيما أن نتنياهو عزّز مكانته داخليًا بعد الحرب المباغتة على إيران. وهناك من يذهب إلى حد القول إن تلميحات نتنياهو جادة، وإنه يتجه للتساوق مع ترامب وإنهاء الحرب، والدخول في مسار توسيع التطبيع، والمشاركة في تحولات شرق أوسطية مهمة تشمل تطبيعًا مع السعودية ومع عمان، علاوة على تصريح سوري رسمي بوقف حالة العداوة بين سوريا وإسرائيل، كما توضح صحيفتا “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت” اليوم.

إيتمار بن غفير: الصفقة ستكون فقط بعد تدمير “حماس”

وتقول هذه الجهات الإسرائيلية غير الرسمية إن نتنياهو سيستغل زيارته إلى واشنطن لتعزيز مكانته وشعبيته في أعين الإسرائيليين كما يفعل تاريخيًا، فيوافق على صفقة مع “حماس” رفضها حتى الآن، ويكسب الوقت حتى بدء العطلة الصيفية للكنيست في نهاية تموز الحالي، وبعدها يعلن الذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة على أمل أن يبقى في سدة الحكم وفي ذاكرة الإسرائيليين بعد الحرب على إيران.

صيد وفير ومقابل كبير

وتعوّل هذه التقديرات على وجود تقدم فعلي في المفاوضات، وعلى تغير موقف نتنياهو، وعلى تلميحاته المتتالية، منذ أسبوع، برغبته في إحراز صفقة والاستجابة لطلب الإدارة الأمريكية الراغبة بالصفقة الآن لعدة أسباب، أهمها الطمع في صفقة أكبر، إقليمية، حيث قال أمس: “إننا أمام نافذة فرص تاريخية”. وقبل ذلك، قال نتنياهو إن استعادة المخطوفين باتت الهدف الوطني الأعلى. وفي يوم الأحد، قال للمحكمة، مبررًا طلبه بتأجيل شهادته، إن هناك تطورات إقليمية وأمنية ودبلوماسية.
وربما يسعى نتنياهو إلى تسويق الصفقة لوزرائه في اجتماع الكابنيت القريب، ولجمهوره اليميني، من خلال محاولة تغليفها بصفقة أكبر تهدف إلى تيسير عملية تمرير الاتفاق، والتلويح بصيد وفير ومقابل كبير.

بنيامين نتنياهو: إننا أمام نافذة فرص تاريخية

وتقول الإذاعة العبرية الرسمية، اليوم، إنه من غير المستبعد أن يمنح ترامب “جزرة” إضافية لنتنياهو على شكل ضمانة أمريكية خطية بالسماح لإسرائيل بمهاجمة إيران مجددًا، في حال جددت هذه الأخيرة مساعي بناء مشروعها النووي.
الاحتمالات بصفقة وشيكة تبدو أكبر هذه المرة، رغم أن نقطة الخلاف الجوهرية (وقف حرب الإبادة على غزة) غير واضحة من حيث كيفية تسويقها، وكيف ستتعامل حركة “حماس” معها، بعدما رفضت في السابق مقترحات الصفقة مع إبقاء الحرب مفتوحة.
ومن جهته، يبدو ترامب مصممًا أكثر على تحقيق وقف للنار، والموسيقى في واشنطن تبدو مختلفة عن الماضي، فيما يبدو نتنياهو أكثر قدرة، وربما رغبة، في وقف الحرب، مقابل معارضة وزراء متعطشين للمزيد من التدمير والتهجير في غزة.
وفي هذا الشأن، توضح الإذاعة العبرية العامة، صباح اليوم، أن هناك صياغة جديدة ضبابية للاتفاق تتيح لـ “حماس” الموافقة، تتحدث عن “حالة سلم دائم” بدلًا من “وقف الحرب”.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب