تحقيقات وتقارير

الفرار من إسرائيل.. “عربي بوست” يتتبع بيانات رسمية تُظهر تزايد الهجرة منها وتراجعاً في العائدين إليها

الفرار من إسرائيل.. “عربي بوست” يتتبع بيانات رسمية تُظهر تزايد الهجرة منها وتراجعاً في العائدين إليها

تواجه إسرائيل تحولات كبيرة في معدلات الهجرة منها وإليها، لا سيما منذ عام 2023 الذي شكّل نقطة مفصلية مع اندلاع الحرب على غزة، وتكشف بيانات رسمية إسرائيلية تتبعها “عربي بوست” وحللها، عن مؤشرات على تحوّل إسرائيل من “دولة جاذبة” للسكان، إلى أخرى طاردة لهم.

تعكس البيانات حول الهجرة من إسرائيل ملامح أزمة داخلية متصاعدة، تتمثل في تنامي هشاشة البنية المجتمعية في إسرائيل، وتزايد الميل إلى الانسحاب في مواجهة الأزمات الأمنية والاقتصادية المتواصلة التي تشهدها البلاد، لا سيما في فترة حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ عام 2022 وحتى هذه اللحظة.

ويظهر تحليل البيانات الصادرة عن المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء، ارتفاعاً ملحوظاً وغير مسبوق في أعداد الإسرائيليين الذين يهاجرون من إسرائيل، وفي الوقت ذاته، انخفاض لافت في أعداد العائدين إليها، إضافة إلى أن إسرائيل تواجه حركة سفر مرتفعة من الفئات العمرية المنتجة.

يرتكز هذا التحليل على 3 مجموعات من البيانات المتعلقة بحركة الهجرة من وإلى إسرائيل، مع تركيز خاص على الفترة الممتدة من 2023 وحتى مايو/ أيار 2025، وهو آخر شهر تتوفر عنه بيانات إسرائيلية، حتى تاريخ نشر هذه المادة.

تنقسم البيانات التي تتبعها “عربي بوست” إلى 3 محاور رئيسية:

– أعداد المهاجرين الإسرائيليين المغادرين من إسرائيل والعائدين إليها.

– أعداد المهاجرين بحسب طريقة الدخول.

– أعداد الإسرائيليين المغادرين بحسب الفئات العمرية.

أعلى رقم للهجرة منذ 15 عاماً

تغطي البيانات الخاصة بأعداد المهاجرين من إسرائيل والعائدين إليها، الفترة من عام 2010 وحتى مايو/ أيار 2025، وتظهر تحوّلاً لافتاً في حركة الهجرة، خلال الفترة من 2023 وحتى الشهر الماضي.

تظهر البيانات أن “ميزان الهجرة” في إسرائيل اتجه بشكل أكبر نحو السالب، ويقصد بـ”ميزان الهجرة“، الفارق بين العدد الكلي للأشخاص القادمين إلى بلد ما، والعدد الكلي للذين يتركونه.

فإذا كان عدد القادمين أكبر من المغادرين، يكون ميزان الهجرة إيجابيًا، ويدل على أن الدولة تستقبل عددًا أكبر من السكان الجدد، ويعكس ذلك وجود ظروف اقتصادية ومعيشية أفضل.

أما إذا كان عدد المغادرين أكبر من القادمين، يكون ميزان الهجرة سلبيًا، ويؤشر ذلك إلى أن الدولة تواجه مشكلات اقتصادية أو سياسية أو أمنية، تدفع السكان إلى الهجرة.

خلال الأعوام من 2010 وحتى 2022، كانت أعداد المهاجرين من وإلى إسرائيل مستقرة نسبيًا، وتراوحت بين 31.1 ألف شخص و39.4 ألف شخص، إلا أن هذا التوازن اختل في العام 2023، الذي شهد ارتفاعًا في عدد المهاجرين إلى 55.3 ألف شخص.

لكن القفزة الأكبر في أعداد المهاجرين، جاءت في العام 2024، إذ بلغ عددهم 82.8 ألف مهاجر، ليسجل بذلك أعلى رقم للهجرة من إسرائيل منذ العام 2010.

تظهر المقارنة بين أعداد المهاجرين من إسرائيل في 2010 وما يقابله في عام 2024 أن العدد ارتفع بنسبة 127%، ويشير ذلك إلى أن موجة الهجرة الكبيرة للإسرائيليين ارتفعت مع استمرار الحرب، وما رافقها من توترات أمنية وأزمات اقتصادية أثرت بوضوح على الداخل الإسرائيلي.

تزايد الهجرة من إسرائيل

يوضح تحليل البيانات أيضًا، أنه مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، سجلت معظم أشهر عام 2024 زيادة في أعداد المهاجرين مقارنة بنفس الأشهر من العام 2023.

في حين تبدو أعداد المهاجرين الإسرائيليين خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025 متقاربة مع أعداد المهاجرين خلال نفس الأشهر من العام 2024، وذلك على النحو التالي:

من شهر 1 إلى شهر 5، 2024: 25.8 ألف مهاجر إسرائيلي.

من شهر 1 إلى شهر 5، 2025: 22.9 ألف مهاجر إسرائيلي.

الهجرة من إسرائيل

كانت دائرة الإحصاء الإسرائيلية تعتبر أن الهجرة تنطبق على الإسرائيليين الذين يقيمون في الخارج لمدة عام واحد، لكن منذ العام 2022 أدخلت تعديلات على تعريف الهجرة.

أصبح المهاجر من إسرائيل هو الشخص الذي يقيم في الخارج لمدة 9 أشهر على الأقل، وينطبق الأمر نفسه على المهاجر العائد إلى إسرائيل، الذي يعود ويقيم في إسرائيل مدة 9 أشهر من تاريخ دخوله.

وفي مقابل ارتفاع أعداد المهاجرين من إسرائيل، فإن أعداد المهاجرين العائدين إليها سجلت تراجعاً غير مسبوقٍ أيضاً خلال العامين 2023 و2024، وهو أقل معدلٍ للعودة منذ العام 2010.

مثلاً، في العام 2021، كانت نسبة المهاجرين العائدين إلى إسرائيل من إجمالي المغادرين 93.9%، لكن النسبة انخفضت إلى 50.3% في 2023، وتدهورت مرةً أخرى في 2024، ووصلت إلى 29.2%، فيما بلغت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025 نحو 21.5%.

عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب