مقالات

عتابي مع الزمن ..صرخات مناضل بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

عتابي مع الزمن ..صرخات مناضل
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
في عتابي مع الزمن،وأنا أتأمل كيف كنا،وكيف أصبحنا،كنا وكان الود والاحترام بيننا،وأصبحنا الآن في واد غير ذي زرع،وأنا أقول له وهو يحقق معي:أنا مناضل في البعث قبل أن تولد أنت:فأجاب:يبقى خده معاك للآخرة.تباً لزمن يتركنا نموت،وكلنا حسرات على هذه الأمة،وقد استيقظ فيها يهود خيبر ويثرب.
وعاتبت الزمن أكثر،وأنا أنظر إلى وجهه،وهويقول:انقلع.
“انقلعت” وحسرتي على ذلك الزمن يوم لم يكن فيه للنطاطين مكانة وفرصة للفوز في الغِنْمِ،واستوقفني مستقبل هذه الأمة،وأنا أرى الأنظمة العربية التي تقود المشروع القومي،تتهاوى الواحدة تلو الأخرى،بفعل وضربات الصهيونية العالمية من” محمد علي باشا، وعبدالناصر،فصدام حسين”
ومشيت والعتاب للزمن يسكنني،يسكن هذا الجسد المتعب،وأنت تخاف ان تنتقد نظم الأتباع،فيمنعونك من دخول بلدانك..أرضك..وطنك،وأنت المؤمن بمقولة:”حدود القطر العربي الواحد،هي حدود الوطن العربي كله.”اللَّهم الا اذا كنت من قوم النطاطين،فتبيع قضية الأمة العربية الرئيسة فلسطين بحفنة من الدراهم ورشفات من الويسكي.
نظرت إلى نفسي بين الأمس واليوم،وعاتبني جسدي قائلاً لقد انهكتني،وأنت تُبْعَدٍ من بلد عربي إلى آخر وتجوع وتعطش،ولا تبالي،فكنت أنا الثمن،فلا تزعل ياصاحبي من عتابي،ولكن لي سؤالي:ماذا جنيت من كل نضالك،فكثرة من صحبك،ولا أقول. رفاقك يتنزهون في بقاع العالم،ويسكنون افخم البيوت،وأنت قعيد المحبسين،كما قال المعري.
وعتاب الزمن،بكل قسوته،لم يمنعني من أهتف بوجه جسدي:حتى تقول أمتي العربية:إذا خلت خربت،وهاهي لم تخل،لاتظلمني ودع الأيام الباقية لك في هذا الزمن:يبقى الكبير كبيراً،ويظل الصغير صغيراً،ولا يهمك أبداً،فيبقى للأسود حضورها،وإن رأيت الكلاب المسعورة تعلي من نباحها.
جبر الخواطر من طبيعة البشر الأحرار في كل زمان ومكان،فهل يازمن لنا بزمن آة تاتي فيه أجيال تجبر بخاطرنا ايها الجسد المتعب،وأنت تلتحف التراب،ولاتنسى أنني في مسيرتي كنت أضع في حسابي أن ذاكرة التاريخ تتسع لكل الشخصيات الفردية والاجتماعية،وتسجل على صفحاتها هويتك الشخصية،وتقول كلماتها في مواقفك وتاريخك،فاخترت بكل معاني الاختيار،ومحدداته الأخلاقية والقيمية والوطنية والقومية،أن تحسبني هذه الذاكرة على أحرار الأمة العربية من تاريخ من ناهض التبعية في عقل وجوه وأعيان المناذرة والغساسنة،التبعية للفرس والروم،من الرسول العربي محمد الذي ناهض وبقوة رسالته أن يكون دونها فرفض بحزم الرجال من لا ينظرون للمستقبل بعين لاتنام،وآخذة بكل مقتضيات المستقبل إلى آخر عربي تلده الأمهات يقوم بمهام التوحيد.
هذا أنا ايها الجسد المتعب، فلا تتعاون مع هذا الزمن،وكل ماحمل من تحديات وأزمات،وتُبَّع،ونطاطين،فإنها ستنهض وستستعيد دورها التاريخي،فالأمة العربية وجدت لتبقى،ببقاء رسالتها الخالدة،وهي ولادة باعتراف التاريخ.
قل معي أيها الجسد لهذا الزمن: هكذا علمنا تاريخ هذه الأمة يوم نطقت بالضاد،وقادها محمد العروبة،والإسلام الرسالة، وهكذا عهدتك من أول سكينة تلقيتها في رقبتك،يوم كنت تهتف للبعث،يوم كان البعث بعثاً بقيمه وأهدافه الكبرى،وبممارساتها،ونضاله،يوم كان فكر البدايات يتجلى في سلوك كل من يحمله.سبعون سنة مضى على ذلك اليوم،فلا تندم ياجسدي،فالأمة العربية لاتعيش وتقوى إلاّ بالصالحين من أبنائها،إنها ولادة ويعرفها التاريخ بأنها ولادة للرجال الرجال.
تحية لكل من ظل على العهد عربي الولاء والانتماء والجهاد حتى تلد العروبة نفسها من جديد قوية محاربة،فالأمة العربية لاتحيى إلاّ اذا حاربت من يعاند مستقبلها.
30-يونيو-2021
د- عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب