مقالات

مشروع الشرق الأوسط الجديد بديلا للهوية العربية. بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي-دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي-دمشق -

مشروع الشرق الأوسط الجديد بديلا للهوية العربية.
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي-دمشق –
رؤية تحليلة من منظور الفكر القومي العربي
الكلام عن الشرق أوسط الجديد لن يدخلنا في متاهات التسميات،ولن تنفذ جهدنا،وتأخذ أكثر من استحقاقاتها،التي نلخصها،بأن في الخرائط المتداولة ماقبل أًواخز الألفية الأولى ،وبدايات الألفية الثانية،لم تكن هذه الخرائط تعرف مفهوم الشرق أوسط،ولم يكن متداولاً،إلاّ الشرق الأدني،وترجع بعض المصادر أن مؤسس مفهوم ومصطلح الشرق الأوسط،هو ضابط يهودي أمريكي في الجيش الأمريكي.
أما عن استحداث هذا المفهوم،فقد تعود لهموم صهيونية،تخص مشروعها في إقامة كيان صهيوني يمتد من النيل إلى الفرات،يسمى بدولة إسرائيل الكبرى. 
والسؤال الذي يقود هذه المداخلة لماذا انتقل الفكرالصهيوني باهتماماته الاستراتيجية من مفهوم الشرق الأوسط إلى مفهوم الشرق الأوسط الجديد؟
خطوة خطوة التي ابتدعها الصهيوني الأمريكي ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كيسنجر في لحظات التلاقي مع السادات من أجل إقناعه بالصلح والتطبيع من الكيان الصهيوني،والخطوة خطوة من المفاهيم الصهيونية الاستراتيجية،اتّبعتها في كل سياساتها،من البحث عن مخارج وآليات،لتؤسس موطىء قدم لمشروعها الأساس في إيجاد أرض لدولة يهودية،وكانت البداية في فلسطين،يوم أخذت القيادات قرارها في إنشاء دولتها وكيانها في هذه الأرض العربية،تحت دواعي وشعارات تلمودية توراتية،وأساطير صهيونية باحثة عن تنفيذ مشروعها الصهيًوني،قادته بسياساتها القائمة والمنقادة بخطها الاستراتيجي خطوة خطوة.
وسياسة الخطوة خطوه،كمفهم ومصطلح منبته عقل عصابي ميليشياوي،نفذ على تراب القارة الأمريكية،يوم أخذت العصابات الأوروبية تؤسّس أقامة دولة للبيض على حساب السكان الأصليين من الهنود الحمر،والبداية أخذت مجراها عندما حاولت عصابات البيض،تشكيل مراكز استيطان،خالية من الهنود.
وإذا عدنا إلى تاريخ الخطوة خطوة في تشكيل الكيان الصهيوني،نجده يعيد نفسه في طريقة البيض في القارة الأمريكية في تاسيس الكيانات كنهج االاستيطان،وهذا ماعملت عليه الصهيونية في فلسطين.
وتمت النكبة في تاسيس الكيان الصهيوني، الذي قام على أساس الخطوة خطوة،وذهنية العصابات الاستيطانيةهي ذهنية الخطوة خطوة، التي تقوم على القتل والإبادة والتهجير،وتاريخ الكيان الصهيوني في فلسطين كثير الشواهد على هذه العقلية،في تاسيس مواقع استيطانية،خالية من سكانها الأصليين من الشعب الفلسطيني،على النحو الذي يجري الآن في غزة والضفةالغربية.
ومن تاريخ النكبة،وحتى هذه اللحظة،تعتمد الصهيونية في سياسة الخطوة خطوة في استكمال مشروعها،معتمدة الحروب من نكسة حزيران،مروراً بحرب تشرين،وهي تضيف مساحات جديدة من الأراض السورية واللبنانية،واعتماد الخطوة خطوة في إخراج الأنظمة العربية من حربها،بما يسمى سياسة التطبيع
والصلح مع الكيان الصهيوني،من النظام في مصر، إلى الأردن،ثم الإمارات فالبحرين،والمغرب.
وكانت الخطوة خطوة في التطبيع،تمهد للشرق الأوسط الجديد،الذي يكون فيه الكيان الصهيوني سيد الموقف في القرارات السياسية والاقتصادية والثقافية،وصاحب الكلمة الأخيرة ،في التمهيد للخطوة خطوة الجديدة نحو إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. لكن هذا الكيان في أعقاب بلوغ دولة إسرائيل الكبرى،سيكون مفتوحاً باتجاه يثرب ومدن عراقية،ومناطق مذكورة الأساطير التلمودية.
وكانت نجاحات سياسة الخطوة نحو صياغة شرق أوسط جديدمتوقفة على إسقاط النظام الوطني القومي في العراق،ونفذت الخطوة خطوة-القرار بقيام الحلف الأطلسي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية بعدوانه الصهيوني على العراق سنة 2003 وحسبته الصهيونية إنجازها التاريخي،في شرق أوسط جديد على هوى مصالحها واستراتيجيتها في بلوغ أهدافها الكبرى المتمثلة في خطوتها ماقبل الأخيرة إسرائيل الكبرى،تمهيدا
لممارسة دورها الحضاري،في تحويل العالم إلى عالم الصهيونية.إذاً،الشرق الأوسط الجديد أخذ دوره الى العلن،يوم تسلحت الصهيونية بسلاح جديد اسمه الإبراهيمية ليكون الصراع على الدور الحضاري بين الصهيونية العالمية،والأمة العربيةًبرسالتها الخالدة مرفوقاً ومأذوناً بثلاثية فيهاالقديم وفيها الجديد السياسة جنباً إلى جنب مع السلاح والثقافة بمعناها الأنثروبولوجي،وعلى رأسها الدين /الابراهيمي،التي تطوع لها أكثر من نظام عربي،من أنظمة التطبيع.والثقافة الإبراهيمية ستعتمد الإعلام العربي المطبع،زد على ذلك إمبراطوريات عالمية ستنزلها العدوانية الغربية والأمريكية الحليف الشريك للصهيونية في النزال كم من عناصر الثقافة
الإبراهيمية المادية والفنيّة والأخلاقية والقيمية لتذليل الصعوبات أمام اختراق الذهنية العربية لتطويعها لصالح
تبديل الهوية العربيه ،معلماً وراء معلم،حتى تصبح ذهنية الشخصية العربية،تدور في فلك الثقافة الصهيونية بما لها من قيم يمكن أن نستدل عليها،أو قل على مستويات منها،كما نراها الآن في غزة،ودليلنا الراهن ما اتفق عليه بين الجناح الصهيوني الأمريكي والكيان الصهيوني.ونرى في هذه الحالة أن الشرق الأوسط الجديد التي بلغته الصهيونية خطوة خطوة،سيكون ملاذ الثقافة الابراهيمية لتبديل معالم الهوية العربيةوفي مقدمتها أن يتحول معلم المقاومة،كما يدور الآن في غزة،إلى معلم قبول الكيان الصهيوني بالشرعيات التي يدعيها،وهي أن المقاومة للاحتلال الصهيوني ماهي إلاً أحد مستويات الإرهاب،أليس في المؤسسة الإنسانية لغزة،وما يمارس تحتها،وفي ظلها من قتل يومي بالمئات من أهلنا في غزة،شاهد حقيقة وشاهد عصر والوقوف المجاني لكثرة من الشعب العربي تجاه مايجري في غزًة من قتل وتهجير وابادة،وتطهير عرقي على النحو التي قامت به العصابات في القارة الأمريكية والكندية والاسترالية و…إلخ ترى هل نرى في التيار القومي العربي موقفاً يحمل الكثير من الإجراءات النضالية لمجابهة الخطوة خطوة في تشكيل الشرق الأوسط الجديد،بحيث نوقف مسيرته التي تقوده الصهيونية العالمية،ونخل بديلا عنه شرق أدنى يشكل ملاذا لتحرك شعبي عربي يضع النقاط على الحروف في شرق أدنى يحسب للحضور الشرعي التاريخي العربي.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب