تقرير: زيارة مرتقبة للمنسق الأمريكي إلى مخيم نور شمس… بين التهجير والإعمار والترتيبات الأمنية

تقرير: زيارة مرتقبة للمنسق الأمريكي إلى مخيم نور شمس… بين التهجير والإعمار والترتيبات الأمنية
طولكرم – خاص
يترقب مخيما طولكرم ونور شمس في شمال الضفة الغربية زيارة مرتقبة يوم غد للمنسق الأمريكي للشؤون الأمنية، يرافقه وفد رسمي فلسطيني يضم وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح ومحافظ طولكرم اللواء عبدالله كميل، وسط حالة من الترقب والقلق الشعبي بشأن أهداف الزيارة وتداعياتها على الأرض.
الزيارة تأتي في أعقاب تصعيد عسكري إسرائيلي عنيف خلال الأشهر الماضية، أدى إلى تهجير قسري لعشرات العائلات من المخيمين، إضافة إلى تدمير واسع للمنازل والبنية التحتية بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، ما حول المخيمين إلى مناطق منكوبة تعاني من ظروف إنسانية صعبة.
ترتيبات أمنية مشروطة بالإعمار
تشير مصادر مطلعة إلى أن أجندة الزيارة تتضمن بحث ترتيبات لإعادة إعمار المخيمين بعد الدمار الواسع، بما يشمل إصلاح الخدمات الأساسية وتأهيل المنازل المهدمة. لكن هذه التحركات تبدو مرتبطة بشروط أبرزها:
إعادة انتشار الأجهزة الأمنية الفلسطينية داخل المخيمين لضمان “ضبط الوضع الأمني”.
آليات لمنع عودة نشاط المجموعات المسلحة، استجابة لضغوط إسرائيلية وأمريكية متواصلة.
عودة تدريجية للسكان المهجرين وفق خطة أمنية يتم التنسيق بشأنها مع الأطراف الدولية.
السياق الأمني للزيارة
يأتي التحرك الأمريكي في ظل مخاوف من تحوّل مخيمي طولكرم ونور شمس إلى بؤرتين ساخنتين على غرار جنين، بعد أن أصبحتا مسرحًا لمواجهات عنيفة وعمليات عسكرية متكررة. ويرى مراقبون أن زيارة المنسق الأمريكي تسعى إلى منع انفلات الأوضاع وضمان وجود سلطة أمنية فلسطينية قادرة على ضبط الميدان، كجزء من سياسة “إعادة الاستقرار” التي تدفع بها واشنطن.
الشارع بين الأمل والريبة
أثار الإعلان عن الزيارة ردود فعل متباينة بين سكان المخيمين؛ إذ يأمل المهجرون أن تسفر التحركات عن إعادتهم إلى منازلهم المدمرة وتحسين أوضاعهم الإنسانية، بينما يخشى آخرون أن تكون الترتيبات الأمنية المرتقبة مقدمة لتضييق الخناق الأمني عليهم بدلاً من معالجة جذور الأزمة المتمثلة في استمرار الاحتلال وسياساته الميدانية العنيفة.
خلاصة
بين التدمير الذي طال المخيمين والمطالب بعودة السكان إلى منازلهم، تبدو زيارة المنسق الأمريكي محاولة لإيجاد صيغة توازن بين الضغوط الأمنية الإسرائيلية والمطالب الإنسانية للسكان. ويبقى نجاح هذه الجهود رهنًا بقدرة الأطراف على تجنب فرض حلول أمنية بحتة قد تشعل المزيد من التوتر في المنطقة.



