📰 زيارة فينزل إلى مخيم نور شمس: إعادة إعمار مشروطة بين الأمل الشعبي والتحفظات الإسرائيلية

📰 زيارة فينزل إلى مخيم نور شمس: إعادة إعمار مشروطة بين الأمل الشعبي والتحفظات الإسرائيلية
طولكرم – 8 يوليو 2025
صحيفة صوت العروبه/ اعداد وتقرير قسم التحرير
في خطوة تعكس انخراطًا أميركيًا متزايدًا في إدارة الوضع الفلسطيني، قام المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في الضفة الغربية، الجنرال مايكل آر. فينزل، بزيارة ميدانية إلى مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، برفقة وزير الداخلية الفلسطيني اللواء زياد هب الريح ومحافظ طولكرم اللواء عبدالله كميل. جاءت الزيارة عقب عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق، خلّفت دمارًا هائلًا في البنية التحتية للمخيم وأجبرت مئات العائلات على النزوح القسري.
🏗️ أهداف الزيارة: دعم إنساني أم ترتيبات أمنية؟
ركزت زيارة فينزل على ثلاثة محاور رئيسية:
1. تقييم حجم الدمار: تفقد الوفد الأميركي الفلسطيني المناطق المدمرة داخل المخيم، وشملت الجولة معاينة المنازل المهدمة وشبكات المياه والكهرباء التي تضررت جراء العمليات العسكرية.
2. مبادرة لإعادة الإعمار: ناقش فينزل إمكانية تقديم دعم مالي ولوجستي لإعادة بناء المنازل وإصلاح البنية التحتية، في إطار “خطة إنسانية” تسعى واشنطن لتنسيقها مع السلطة الفلسطينية.
3. اشتراطات أمنية: طرحت واشنطن تصوّرًا لإعادة إعمار المخيم مشروطًا بانتشار الأجهزة الأمنية الفلسطينية داخله، بهدف ضمان “بيئة مستقرة” ومنع عودة أي نشاط مسلح، وهو ما اعتبره البعض مدخلًا لإعادة إنتاج تجربة التنسيق الأمني داخل المخيمات.
🏛️ المواقف الرسمية: دعم مشروط وتحفظات قائمة
السلطة الفلسطينية:
وصفت السلطة الزيارة بأنها خطوة إيجابية تمهّد لإنهاء معاناة الأهالي، وأعربت عن استعدادها لتولي المسؤولية الأمنية داخل المخيم، بما يضمن إعادة الإعمار وعودة السكان المهجّرين.
الولايات المتحدة:
أكد فينزل التزام بلاده بدعم الجهود الإنسانية، لكنه ربط أي مساهمة أميركية بوجود ترتيبات أمنية فلسطينية فعّالة لضبط الوضع ومنع تصاعد التوترات.
❌ إسرائيل:
لم يصدر عن الجانب الإسرائيلي تصريح رسمي، لكن تسريبات إعلامية تحدثت عن تحفظات قوية تجاه أي مشروع لإعادة إعمار المخيم بشكل كامل، خشية أن يؤدي ذلك إلى إعادة بناء بنية تحتية حسب ادعاءات سلطات الاحتلال للمقاومة. ووفق مصادر أمنية، فإن تل أبيب تشترط إخضاع أي خطة لإعادة التأهيل لرقابة أمنية مشددة.
👥 انطباعات الشارع الفلسطيني: بين الترحيب الحذر والرفض القاطع
❗ رفض شعبي واسع:
في أزقة المخيم المدمرة، عبّر عدد من النشطاء عن رفضهم لما اعتبروه “مشروعًا أميركيًا لتطبيع الوضع الأمني” على حساب الحقوق الوطنية، مطالبين بإنهاء الاحتلال بدلاً من فرض ترتيبات أمنية جديدة.
وهناك ترحيب مشروط:
في المقابل، أبدت بعض العائلات المهجّرة أملها في أن تسهم هذه الجهود في تسريع عودتهم إلى بيوتهم وتحسين ظروفهم المعيشية، لكنهم شددوا على ضرورة وجود ضمانات بعدم تكرار عمليات التهجير أو فرض قيود صارمة على حياتهم اليومية.
🏠 إمكانية عودة السكان وتأهيل المخيم
تشمل الخطة الأميركية – بحسب ما تسرّب – عودة تدريجية للسكان، تبدأ بإعادة تأهيل الخدمات الأساسية (مياه، كهرباء، طرق) قبل السماح للسكان بالعودة بشكل كامل. غير أن هذه العودة ستظل رهينة:
1. انتشار أمني فلسطيني دائم داخل المخيم.
2. التزام بعدم السماح بعودة أي نشاط مسلح.
3. مراقبة أميركية وإسرائيلية غير مباشرة لعمليات الإعمار.
❓ ويبقى السؤال هل ستسمح إسرائيل بإعادة إعمار المخيم بالكامل؟
تشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد توافق على مشاريع “إنسانية محدودة” لتخفيف الضغط الدولي، لكنها سترفض أي خطة شاملة تعيد المخيم إلى ما كان عليه قبل التصعيد. ومن المتوقع أن تصر على فرض “آليات رقابة أمنية ثلاثية” على أي مرحلة من مراحل إعادة الإعمار وعودة السكان.
🧭 خلاصة تحليلية
زيارة فينزل تمثل اختبارًا جديدًا للسياسات الأميركية في إدارة الملف الفلسطيني، فهي تسعى إلى التوفيق بين البعد الإنساني وضبط الأمن في المخيمات. ومع ذلك، يظل نجاح هذه الجهود مرهونًا بمدى استجابة الأطراف الثلاثة (واشنطن، رام الله، تل أبيب)، وقدرتهم على تجاوز الحسابات السياسية الضيقة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه الجهود من إعادة الأمل إلى أهالي نور شمس، أم ستظل المخيمات الفلسطينية رهينة الشروط الأمنية والتحفظات الإسرائيلية؟