قراره لبيد التصويت إلى جانب إقصاء أيمن عودة يدل على أنه جبان وإمعة

قراره لبيد التصويت إلى جانب إقصاء أيمن عودة يدل على أنه جبان وإمعة
ناحوم برنياع
يائير لبيد ليس عنصريا وليس كهانيا. مظاهر الكراهية التي تجتاحه من اليسار منذ قرر التصويت إلى جانب إقصاء أيمن عودة من الكنيست تتجاوز كل حدود – بما في ذلك حدود الذوق السليم وكذا حدود الحقيقة. قراره يشهد على خصلتين أخريين: مؤسفة بقدر لا يقل: هو جبان وهو إمعة. الجبن هو ضعف لا يناسب شخصا في مكانة رئيس المعارضة؛ الإمعية هي ضعف لا يمكن لسياسي مجرب أن يسمح لنفسه بها.
معقول الافتراض بأنه لن يوجد في النهاية 90 نائبا يصوتون إلى جانب إقصاء عودة. المقترحون، أناس الطائفة الكهانية في داخل كتلة الليكود، لم يقصدوا النجاح إلى هذا الحد. فقد كان الهدف أن يجمعوا لأنفسهم إعجابات في الشبكة، تفكيك المعارضة وإحراج محكمة العدل العليا، إذا ما وصلت حيلتهم إلى محكمة العدل العليا. اثنان من الأهداف الثلاثة تحققا بنجاح.
يوم الجمعة نشر لبيد في “هآرتس” مقالا يحاول فيه شرح دوافعه. هو كاتب كفؤ، ذو قلم رشيق وأسلوب صائب. مشكوك أن يكون هذا المقال في أحد كتبه التالية. دفاعا عن نفسه يجند معيار التوازن. “كل شيء متطرف، مبالغ فيه وقاطع بلا جدال”. يشكو، “الكل يدور مع بطاقة من الرب في أنهم هم وحدهم المحقون”.
لا يصدق. يمكن الدعوة إلى إقصاء نائب من الكنيست بسبب منشور غير ذكي كتبه بكل أنواع الأسماء، يمكن حتى المدح والتمجيد لكن لا يمكن تسمية هذا بفعل متوازن. ليس صدفة أن قضى المشرع بانه مطلوب تصويت 90 نائبا على الأقل لأجل إقصاء نائب عن منصب انتخب له حسب القانون. لبيد محق: التوازن مات. هو مات عندما يقوم الناس الذين يلوحون بالتوازن كشهادة تسويغ بفعل غير متوازن على نحو ظاهر.
لماذا يفعل هو هذا؟ “انا أؤيد إقصاء عودة بسبب سلسلة تصريحات لا تغتفر – وعلى رأسها التشبيه بين المخطوفين الإسرائيليين والمخربين، والقول “غزة ستنتصر” في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل منظمة إرهاب إجرامية”، كتبت.
بالفعل، قول مثير، منفر، لكنه فقط قطرة في بحر اقوال مثيرة لنواب افقدت التفضيلات الغورتية في الشبكة الاجتماعية صوابهم. في المعيار الذي يدعي لبيد تبنيه ثلاثة نواب على الأقل ينبغي أن يتلقوا أمر طرد من مقر الكنيست، بما في ذلك المؤيدين الأكثر صخبا لإقصاء عودة.
لا، لبيد ليس أعمى. هو يعرف أن عودة ومنشوراته لا تهم طرف قدم الكهانيين في الكنيست. رؤيا الإلغاء لديهم لا يتوقف عند شخص واحد، رأي واحد أو حتى قطاع واحد. طرد عودة هو التوطئة. الهدف هو أن يشيروا إلى طريق الخروج لكل من لا يروق لعينهم.
إن قرار لبيد التصويت معهم يدل على أنه يخاف منهم: هو يخاف أن يخسر مقاعد اليمين الرقيق الذي على أي حال ستذهب إلى بينيت. هو يخاف ألا يبدو كوطني، أن يفقد الشرعية، أن ينزل أكثر حيال نتنياهو وبينيت في استطلاعات التأييد لرئاسة الوزراء. مثله غانتس. آسف على قول هذا، لكن حيال كل ما يحصل هنا – في الحرب في غزة، في الانقلاب النظامي لا مفر من قول هذا أيضا. إن: “التوازن هو الملجأ الأخير للجبان”.
كان يمكنه أن يتصرف بشكل مختلف. ها هي مسودة خطاب لن يتجرأ لبيد على القائه: “منشور عودة منكر في نظري، لكن منكرة بقدر لا يقل الحملة الكهانية لإقصائه عن الكنيست. سأصوت ضد إقصائه كي أدافع عنكِ أيضا يا تالي غوتليف وعنكَ أيضا يا بورون، وعنك أيضا يا باتوري. حتى لو لم تكونوا تحترمون مكانتكم – فأنا احترمها. أنا سأصوت ضد إقصائه كي أدافع عن الديمقراطية من رؤياكم المجنونة”. هذا ما كان يمكن للبيد أن يقوله. السماء ما كانت لتسقط، وهو كان سيجرف وراءه كل أعضاء المعارضة.
والآن لموضوع الإمعة: المجتمع الإسرائيلي مستقطب سياسيا. الانقسام بقي على حاله رغم الحرب، والآن، بعد قرابة سنتين، بسبب استمرارها أيضا. في مثل هذه الفترات الأصوات تتدفق إلى من يتحدث بشكل قاطع وواضح. المعارضة هي معارضة؛ كله إلا بيبي هو كله إلا بيبي. زعيما حزبين في المعارضة فقط يتحدثان بشكل قاطع وواضح: أفيغدور ليبرمان ويئير غولان. مؤيدو الرواية اليمينية كله إلا بيبي سيذهبون إلى ليبرمان أو إلى بينيت؛ مؤيدو الرواية اليسارية سيذهبون إلى غولان. اما لبيد، غانتس وحزباهما فمن شأنهم أن يكونوا أخبار الأمس، الضيوف الذين يرفضون الرحيل.
الخطأ التاريخي هو موقف السياسيين في الوسط – اليسار من المجتمع العربي. أيمن هو ورقة الاختبار. أكثر من كل سياسي آخر، ربما باستثناء منصور عباس، سعى لانخراط المجتمع العربي في الساحة، بما في ذلك الانضمام إلى الائتلاف. هو قال في هذا الشأن اقوالا شجاعة قلبت عليه حزبه. غانتس ولبيد رفضاه باستخفاف، بغرور. هما أوهما نفسيهما – ولا يزالان يوهمانها – بأنهما يمكنهما أن ينتخبا إلى رئاسة الوزراء دون تأييد نواب عرب، دون تصويت جماعي للناخبين العرب. الطائفة الكهانية ما كان يمكنها أن تحلم بشركاء أفضل.
يديعوت احرونوت – 14/7/2025