الصحافه

صحيفة عبرية: هذا عصر الشرطة القوية التي يمكنها توجيه أي تهمة للصحافي الذي يقوم بانتقاد الحكومة

صحيفة عبرية: هذا عصر الشرطة القوية التي يمكنها توجيه أي تهمة للصحافي الذي يقوم بانتقاد الحكومة

روغل الفر

اعتقال تلو اعتقال وتحقيق تلو تحقيق، رسالة الشرطة تنتقل، حادة وواضحة: لا يجب انتقاد النظام علنا في إسرائيل، أو الخروج في مظاهرة احتجاج، أو المطالبة بإعادة المخطوفين، أو محاربة الانقلاب النظامي، أو انهاء الحرب على الفور، أو قول الحقيقة بخصوص طابعها الزائد، أو الادعاء بأنها حرب غير اخلاقية، أو محاولة الدفاع عن حقوق الانسان للفلسطينيين، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، أو مواجهة المستوطنين، أو تعليم الأولاد بانه مسموح لهم التعبير عن رأيهم حتى لو كان يعارض سياسة النظام – كل ذلك ببساطة لا يساعد.

لا يجب أن تكون مراسلا يدافع عن جهاز القضاء ويهاجم ايتمار بن غفير، هذا لا يساعد. لأنه لن يتغير أي شيء. الحرب لن تتوقف، المخطوفون لن يعودوا، قتل الغزيين لن يتوقف. العنف ضد الفلسطينيين في الضفة يستمر، الانقلاب النظامي مستمر، الحقائق لا معنى لها، خطير الآن ان تكون ناشطا سياسيا أو صحافيا ضد النظام، الشرطة هي ذراع للديكتاتورية، الرأي العام ووسائل الإعلام العنيفة والمحكمة كلها لن تحمي حقوق المواطن لليساريين. هم سيتم اعتقالهم، سيخضعون للتحقيق وستتم إهانتهم، من أجل أن يكونوا عبرة. بالنسبة لليساريين الواقع هو خيال.

كل صحافي يعارض النظام وكل مواطن يعارض النظام يعرف أنه في أي لحظة يمكن أن يجد نفسه في كابوس كفكائي ومتهم بجرائم خطيرة ضد الوزراء ورجال الشرطة والمقربين والعاملين لدى النظام، ويتم عرضه كعنيف، عدواني، يشوش عمل الشرطة، مجرم بدون صلة بالحقائق، من خلال إعطاء تفسير متلاعب ومشوه إلى درجة الضحك، لنشاطات بريئة أو لا يوجد فيها أي نية سيئة، أو أعمال يمكن ان تكون تحت عنوان “حرية التعبير”.

لن يساعد أي غضب شعبي أو إعلامي. القوة ستنتصر على الحقيقة. الأمر لم يعد مجرد مثال مبتذل لضفدع تعود على المياه المغلية. هذا لم يعد تحذيرا. الطبخ انتهى، الطعام جاهز، مرقة ضفادع ساخنة ويخرج منها البخار.

أنا اصبحت أفكر بما سأكتبه. هل ما اكتبه يستحق ذلك؟ هل يستحق الاستدعاء للتحقيق؟ هل يستحق ليلة في المعتقل أو ليلتين؟ كم هذا يستحق عندي؟ لماذا يهم ذلك؟ أنا كتبت آلاف النصوص، ولكنها لم تغير أي شيء. هذا لا يساعد. الصحافيون الذين يعارضون النظام بدأوا في التفكير الشخصي. الحياة في مرقة الضفادع تستدعي معضلات. عندما سيتم اعتقالهم لبضعة أيام بدلا من بضع ساعات، ولأشهر بدلا من بضعة اسابيع، وعندما سيتم اتهامهم بتهم قاسية وانتقامية تهدف إلى معاقبتهم والتنكيل بهم وإسكاتهم، فان الحياة في الدولة ستتواصل كالعادة. من يؤيدونهم سيفكرون مرتين، ثلاث مرات، قبل نشر أي تغريدة تمت صياغتها بحذر. يوجد لهم أولاد، عمل، شقة للبيع قبل تغيير مكان السكن، توفيرات من أجل تحويلها إلى الخارج. كل واحد وذنبه.

من الأفضل حني الرأس والانتظار إلى حين مرور الغضب، إلى حين يقرر نتنياهو الذهاب إلى البيت. الشرطة قوية جدا ونحن لا يمكننا التغلب عليها، هي تفعل ما تشاء والمواطن الفرد صغير وعاجز أمامها. يجب الصمت، والعمل من أجل البيت والامتناع عن لفت الانتباه، هذا هو مبدأ الحياة في الوقت الحالي. لن يتم سجن نتنياهو أبدا، لكن افيعاد غليكمان قد يتم سجنه بدعم من ترامب. هذا هو عصر الرقابة الشخصية. فقط هكذا يمكن البقاء.

هآرتس – 14/7/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب