المؤتمر الدولي لحل الدولتين

المؤتمر الدولي لحل الدولتين
بقلم : سري القدوة
بمبادرة مشتركة من قبل المملكة العربية السعودية وفرنسا من المقرر أن يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك المؤتمر الدولي الخاص بالقضية الفلسطينية “مؤتمر حل الدولتين” في 28 يوليو الجاري، وسيعقد المؤتمر برئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، وبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب تشجيع الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويعقد المؤتمر بعد أن تم تأجيله سابقا عقب العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران الماضي .
ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل مواصلة الاحتلال حرب الإبادة الجماعية وفشل هدنة غزة في وقف الحرب ويحمل العديد من الآمال في التأكيد الدولي مجددا انه لا حل للقضية الفلسطينية ألا حل الدولتين وإقامة السلام العادل والشامل كمدخل حقيقي لاستقرار المنطقة والعمل على عودة القضية الفلسطينية الى صدارة العمل الدبلوماسي الدولي في ظل التأكيد الفرنسي والبريطاني على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة والقدس الشرقية عاصمتها حيث سيكون ذلك بمثابة تحول تاريخي مهم في إطار التطورات الدولية الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية على طريق رفع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني نتيجة الاحتلال لأرض فلسطين ومحاولاته طمس الهوية والحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني .
المؤتمر يعقد في ظروف معقدة كون الاحتلال وحكومته المتطرفة يواصلون ارتكاب حرب الإبادة الجماعية إضافة إلى جرائم التطهير العرقي والاستيطان والإجرام الذي يمارسه الاحتلال في الضفة الغربية، بما في ذلك إرهاب المستوطنين حيث يعكس ذلك خطورة محاولات حكومة الاحتلال إفشال الجهود الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف اعتداءاتها في الضفة الغربية، من خلال تدمير آلاف المنازل في مخيمات جنين وطولكرم، وإجبار المواطنين على إخلاء منازلهم بالقوة، وإرهاب المستعمرين واستمرار مذابح القتل والتجويع في قطاع غزة .
وتعكس خطوة عقد المؤتمر أهمية الموقف الفرنسي والسعودي وجدية التحرك الدولي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحل الدولتين، باعتبارها تشكل أساس لإنهاء الصراع ووضع حد لأطول احتلال عرفه العالم، وأن الجهد السعودي والفرنسي يجب أن يشكل خطوات عملية لإنهاء الاحتلال ودعم قيام الدولة الفلسطينية لأن استمرار الاحتلال يعني استمرار القتل والدمار والخراب والتهجير وغياب الأمن والسلام في المنطقة .
انعقاد المؤتمر الدولي يجب أن يكون بمثابة دعوة للمجتمع الدولي وضرورة وقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وكذلك ضرورة وجود مسار سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وضرورة ان يسهم المؤتمر الدولي في إنقاذ وتنفيذ حل الدولتين، والوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية ومنع التهجير، وأن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين .
يعقد المؤتمر الفرنسي السعودي الدولي والشعب الفلسطيني يتطلع الى تحقيق ابسط القضايا المتمثلة في وقف الحرب في قطاع غزة ويجب أن يرافقها موقف حازم وقوي فعلي لوقف العدوان على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة حيث يواجهه الشعب الفلسطيني حربا شاملة على مدنه وقراه ومخيماته، وحصاراً مالياً، ولكن بصموده وتمسكه بالثوابت الوطنية سيفشل كل المحاولات، كما أن من يريد أن ينعم بالأمن والسلام عليه أن يعترف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967.
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]