استحداث محور في خانيونس: العدوّ يوسّع هامش المناورة

استحداث محور في خانيونس: العدوّ يوسّع هامش المناورة
محور “ماغين عوز” يكرّس تقسيم خانيونس كأداة ضغط تفاوضي، ويكشف مسعى الاحتلال لفرض وقائع ميدانية تمهّد لصفقة تُبقي غزة تحت إدارة أمنية مشروطة.

غزة | أعلن جيش الاحتلال، أمس، السيطرة على محور جديد في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، يفصل الأحياء الشرقية للمدينة عن وسط المحافظة وغربها، ويحمل اسم «ماغين عوز»، أي «درع الشجاعة». وجاء الإعلان عن ذلك عقب اجتماع «كابينت الحرب» في مقر «الكرياه»، والذي استمر عدة ساعات لمناقشة صفقة التبادل وتطوراتها وخطط إعادة الانتشار في القطاع، ومدى المرونة المسموح بها في هذا المجال.
ويمتدّ المحور الجديد من كيسوفيم جنوب شرق مدينة دير البلح حتى وسط محور «موراغ» شمال مدينة رفح، مروراً بوسط محافظة خانيونس، ويقضم بلدات عبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة وبني سهيلا وخزاعة والزنة والفخاري ومعن والقرارة والسطر الشرقي والسطر الغربي وحي النصر والمنارة وجورة اللوت ومنطقة المحطة ومنطقة الكتيبة ومنطقة دورا التحلية ومنطقة الشيخ ناصر وأجزاء من منطقة البلد. وتبلغ مساحة هذه المناطق 68 كيلومتراً مربعاً تقريباً، تشكّل ما نسبته حوالى 18% من مجمل مساحة القطاع.
ويفتح الإعلان عن المحور الجديد، في هذا التوقيت، وفق ما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، الباب على تقسيم مدينة خانيونس إلى قسمين، في خطوة عسكرية تحمل أهدافاً سياسية. فالجزء الشرقي المُخلى تماماً من السكان يشبه وضعه الحالي وضع مدينة رفح. أما الجزء الغربي الذي يشكّل مركز الثقل السكاني للنازحين، فهو يشهد معارك وعمليات قصف جوي مستمرة.
والهدف من ذلك التقسيم هو فرض أمر واقع ميداني جديد من خلال خلق «منطقة آمنة» جديدة تضاف إلى رفح، وتشكّل ما يشبه جيباً «مُطهّراً» سيصار إلى تطويره لاحقاً. أما البعد السياسي لهذه الخطوة فهو توسيع هامش التفاوض، بعدما كانت رفح سابقاً الورقة الوحيدة على الطاولة في أي صفقة. والآن، يسمح محور «ماغين عوز» بهامش أكبر من المناورة السياسية، وبتوسعة محتملة للمناطق الإنسانية بضم خانيونس إلى رفح، ما يتيح بناء «مدينة إنسانية واسعة» تحت إدارة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ورقة ضغط جديدة لتسريع قبول «حماس» بما سيُعرض عليها من خرائط إعادة انتشار
وتتزامن هذه التطورات مع إعلان رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، الانتهاء من عملية «مركبات جدعون»، وتحقيق كامل الأهداف المُعلنة لها. وقال زامير إن «الجيش يضمن أن غزة لن تشكّل تهديداً لإسرائيل لأجيال مقبلة»، وأضاف: «إذا تمّ التوصل إلى اتفاق، سنتوقّف وسنعيد التموضع وفقاً للخطوط التي يحدّدها المستوى السياسي. وإذا لم يكن هناك اتفاق فإن توجيهي للقيادة الجنوبية هو تصعيد وتوسيع العمليات قدر الإمكان أكثر مما نقوم به الآن. سندخل إلى مناطق إضافية وسنواصل تنفيذ العمليات التي نقوم بها الآن».
ويُقرأ من تدشين المحور الجديد مع ما ترافق معه من مستجدّات، خصوصاً تسليم خرائط إعادة التموضع المُحدثة لحركة «حماس» وبدء جولة إضافية من مفاوضات وقف إطلاق النار، بصفته ورقة ضغط جديدة لتسريع قبول الحركة بما سيُعرض عليها من خرائط، أي إنه محاولة ابتزاز ستجد «حماس» نفسها إزاءها لاحقاً، مضطرة إلى التفاوض على الانسحاب من محور «ماغين عوز»، في حال رفضت ما انتهت إليه التفاهمات حول محور «موراغ».
وعلى الصعيد الميداني، وسّع جيش الاحتلال من هجماته في مناطق القطاع كافة. وشهدت الأوضاع الميدانية في حي الزيتون أعلى مستويات الضغط الميداني، حيث يواصل العدو نسف مئات المنازل وتدميرها. كما سجّلت وزارة الصحة استشهاد 150 مواطناً خلال 24 ساعة، 20 منهم قضوا في مركز توزيع المساعدات الأميركية في موقع العلم. ووفقاً لشهود عيان، فإن جنود الحماية الأميركية دفعوا عشرات الآلاف إلى العبور في ممر ضيق مُحاط من جانبيه بالأسلاك الشائكة، وفي ذروة التدافع والزحام، أطلقوا عشرات قنابل الغاز السام، ما تسبّب بإصابة المئات واستشهاد 20 مواطناً خنقاً.
الاخبار