مقالات

“تطهير عرقي” في الضفة و”تهجير” في غزة

“تطهير عرقي” في الضفة و”تهجير” في غزة

بقلم : سري القدوة

حكومة الاحتلال تواصل جرائمها المركبة في قطاع غزة والضفة الغربية وباتت تعمل ضمن خطط إسرائيلية تم تداولها مؤخرا تهدف لحشر الشعب الفلسطيني في مخيم صغير في جنوب قطاع غزة وأن هذه الخطة التي يدعوها الاحتلال بـ “المدينة الإنسانية” لا تمت للمدنية أو الإنسانية بأدنى صلة، وأن الخطة المرفوضة شكلا وموضوعا تعكس مستوى جديد من الانحدار الأخلاقي والقيمي للاحتلال، وتكشف عن نية لمواصلة مخطط التطهير العرقي، وإعادة احتلال قطاع غزة وربما تهيئته لنشر المستوطنات .

ما يجري في غزة يمثل كارثة يومية، وأن السياسات والممارسات الإسرائيلية على الأرض تمنح الاحتلال إفلاتا تاما من المحاسبة، وبات حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، ولا بد من دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، في ظل انعدام أي تنسيق فعال مع جهات إنسانية داخل غزة، باستثناء الأمم المتحدة .

بينما يستمر الاحتلال في تصعيد حرب الإبادة والقتل اليومي يعمل على توسيع النزوح الجماعي في الضفة الغربية المحتلة حيث بلغ مستويات غير مسبوقة منذ بدء احتلال إسرائيل للضفة قبل نحو 60 عاما، وان العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في شمال الضفة الغربية في كانون الثاني/ يناير شرد عشرات آلاف الأشخاص، ما يؤكد أن الاحتلال يمارس جرائم التطهير العرقي بشكل ممنهج ومدروس مسبقا، وأن العدوان العسكري الإسرائيلي هو الأطول مدة منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وما يحدث يؤثر على العديد من مخيمات اللاجئين في المنطقة، ويتسبب في أكبر نزوح سكاني للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 1967 .

النزوح القسري الجماعي على يد قوات الاحتلال يرقى إلى مستوى التطهير العرقي وانه ومع بدء العدوان الإسرائيلي على محافظات شمالي الضفة الغربية المحتلة في يناير وخصوصا جنين وطولكرم لا يزال حوالي 30 ألف فلسطيني مهجرين قسرا، وأن قوات الاحتلال أصدرت خلال الفترة نفسها أوامر هدم لنحو 1400 منزل في شمال الضفة الغربية، بينما شردت عمليات الهدم الإسرائيلية 2907 فلسطيني في أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ أكتوبر 2023 وأن 2400 فلسطيني آخرين، نصفهم تقريبا من الأطفال، هجروا نتيجة هجمات من مستعمرين إسرائيليين حسب ما أكدته التقارير الدولية حيث تمارس حكومة الاحتلال سياسة التهجير الدائم للسكان المدنيين داخل أراض محتلة مما يعد نقلا غير قانوني ويعد شكلا من إشكال التطهير العرقي وجريمة ضد الإنسانية، ومنذ ذلك بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استشهد ما لا يقل عن 964 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية؛ وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

يجب على المجتمع الدولي التصدي بقوة لمثل هذه المُخططات اللاإنسانية، وأن المطلوب الآن هو التوصل في أسرع وقت لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتوقف حكومة الاحتلال عن وضع العصي في العجلات والمماطلة واختراع العقبة تلو العقبة للتهرب من استحقاق وقف إطلاق النار .

لا بد من تعزيز الصمود ومواجهة التحديات والمخططات والمشاريع الاحتلالية التي تنتهجها حكومة الاحتلال المتطرفة في اطار سعيها لتقويض المنجزات الوطنية وفرض وقائع جديدة على الأرض تنفيذا لسياسات وإجراءات حكومة الاحتلال العنصرية وأهمية التمسك والتأكيد على ضرورة ضمان إعادة إعمار ما دمره العدوان، وإفشال كل مخططات فصله عن الضفة لقطع الطريق أمام إقامة الدولة الفلسطينية .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب