سوريا الحبيبة بين الموحدين الدروز والشرق الاوسط الجديد. بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق –
بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق -

سوريا الحبيبة بين الموحدين الدروز والشرق الاوسط الجديد.
بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق –
الموحدون الدروز :
اعرف الكثير عن الدروز .. عشت بينهم .. شيخ عقلهم في ريف دمشق ابو حمود صديق اعتز بصداقته.. لأنه يعتز بعروبته اولا وسوريا وطنه ثانيا ولم اسمعه يفتخر بمذهبه يوما رغم انه يدافع عنه عندما استفزه .. هم طائفة اسلامية رغم انهم متهمين بغير ذلك ، بسبب الاجتهاد العميق لهم ، فمثلا اسأله لماذا حرمتم التدخين ؟ يجيبني استنادا الى كلام الله ، اجيبه ولكن كلام الله لم يحرمه ، يبتسم قائلا ، امرنا الله ان لا نرمي بأنفسنا الى التهلكة ؟ والتدخين تهلكة . لديهم ايضا صدق اللسان بدل الصلاة (لا صلاة)، وحفظ الإخوان بدل الصوم (لا صوم) ، زواج الدرزية من غير درزي تعني المقاطعة ، والعكس صحيح.. يبلغ عددهم المجمل مليون درزي في سوريا بضمنها الجولان المحتل ولبنان وفلسطين المحتلة .. رجال الدين الكبار يسمونهم شيوخ (العقل) ، وباقي الدروز يسموهم (الجهال) ، لا يؤمنون بالجنة والنار وعندما تحاجج بالقرآن يجيبوك .. انها موجودة كرمز للخير والشر.. اهل الخير للجنة واهل الشر للنار ، بينما الحقيقة لديهم تكمن في (التقمص) فالمتوفى تتقمص روحه شخص آخر يولد ، اما قصة الطوفان فيفحموك بالقول انها رمز لنجاة اهل الخير وغرق اهل الشر وألا فمن كان بإمكانه بناء سفينة تتسع لزوجين اثنين من كل مخلوق
كأي طائفة صغيرة يقدسون طائفتهم ورجال دينهم ، وهم مؤمنون بأنهم (الفرقة الناجية) كباقي الطوائف .. يسمون انفسهم (بني معروف) يهزجون بها وينظمون الشعر.. ويتوقعون ان سيدنا سلمان الفارسي هو الوحي وهو اعلى منزلة من النبي وعندما يذكرون اسمه يرفقوه ب(صلى الله عليه وسلم) مستندين على واقعتين ، وأمراء الطوائف يتفننون في صنع الحجج كما نعلم .. الأولى ان سيدنا سلمان شوهد مرتين يهمس بأذن النبي (صلى الله عليه وسلم) والثانية ان ام المؤمنين عائشة سألت النبي عن الهيئة التي يظهر فيها الوحي امامه ، وصادف ذلك مع دخول سيدنا سلمان عليهما فأجابها انه يشبه سلمان ( الطبري)..عدا الدين ، هم ميالون الى العنف وتحدي السلطة ، وهم الوحيدون بين العرب في فلسطين المحتلة من يتم قبولهم في الكليات العسكرية للكيان المحتل ويصلون الى مراكز رفيعة في الجيش والقوات الامنية .. والأمر نفسه جرى لهم في سوريا فكان هناك عضو قومية ومعه عضو قطرية بشكل دائم ولهم حصة في المخابرات وأمن الدولة .
القصة كما هي :
يبدوا انهم و (قسد) يسعون الى اقليم ، وأنا كإنسان عروبي اقدس الخصوصيات القومية للآخرين ، بنفس القدر الذي اقدس فيها قوميتي ، وبالتالي أؤمن بخصوصية قسد الكردية وأرى ان لتلك الخصوصية خياران ، اما حكم ذاتي (اقليم) كما جرى في العراق – رغم سلبيات التجربة – او ان تبني الدولة نظاما ديمقراطيا يستوعب الجميع في وطن واحد .. لا مكون اكبر ولا اصغر ولا استقواء (( حملة الجنسية متساوون دون اي ذريعة )) وأطرح سويسرا كتجربة رائدة في هذا المجال والتي تظم قوميتان رئيسيتان الايطالية والالمانية ،وأخرى .. ايطاليا وألمانيا اكلتا بعضها البعض في الحرب العالمية واتجهت الدولتان لاستمالة ايطاليو وألمان سويسرا اليها فرفض الطرفان ذلك وقالوا نحن لسنا المان او ايطاليين .. نحن سويسريون ووطننا سويسرا . . اما الخصوصية الدينية والمذهبية فهي من العيب ان يتحدث المرء فيها لأنها انتماء عقيدي فقط وليس انتماء طبيعي ، وهذا ما ينطبق على الدروز (طائفة) وينطبق على الاقليم الشيعي والسني وإقليم البصرة .. وهذا رأيي المتواضع غير الدستوري خصوصا في ظل ادارة لا مركزية .
عليه قضية الدروز غير شرعية ولكن المطلوب دوليا ومحليا نتنياهو لا بد له من التفوق على جحا صاحب المسمار الواحد ليضع الف مسمار ومسمار ويحولها الى (مزامير) مقدسة ، رفح – نتسار يم – خان يونس ،التي فصل بين شرقها وغربها بمزمور جديد – المدينة الانسانية – ناسيا ان كل محاوره وسافاكه وشاباكه ومستعمرات غلاف غزة والجدار العملاق وكل تقنية الانذار المبكر في العالم ، لم تمنع ابطال القسام وأخوتهم من اسقاط كل ذلك بإقل من 24 ساعة ألدروز صاروا احبابه ولأن لديه هو دروز عليه ان يحمي السويداء ويحتل جبل الشيخ ويقصف القصر الرئاسي السوري للمرة الثانية، (شر البلية ما يضحك ) اين جماعتك يا نتنياهو وماذا يفعلون في الدوحة منذ اسبوع ؟؟ انهم يحدثون خرائط انسحاب جيشه الاكثر اخلاقية في العالم .. الجيش الذي قتل حسب احصاء الامم المتحدة امس (17000) طفلا حسبتها على انها تعني قتل فصل دراسي (صف مدرسي ) يوميا اي انه قتل اكثر من 607 صفا فقط لا غير، وهذا يعني انه اباد ستين مدرسة اطفال ، واليوم ايضا تضع مشافي غزة كل خمسة رضع على حاوية واحدة ، وأيضا اليوم فقط شاهدت فيديو لطفل غزي يمتطي عربة خشبية مسطحة يجرها الحمار على هواه وهو يجلس باكيا بين خمسة من اخوته الأطفال يهز جثامينهم عسى ان يتحركوا . هؤلاء ليسوا دروزا؟؟ فالمهم ان عمه ترمب يهدف الى جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى وهو رشحه لجائزة نوبل (للسلام) ونتنياهو يهدف الى (جعل الشرق الأوسط عظيما )، وهذا ما ذكره في تغريد شكر الى ترمب اليوم بسبب انه ارسل السفير الأمريكي ليحضر مرافعة نتنياهو امام المحكمة ،ولا ادري لم لا تحضر سيدة الإبادة الجماعية الأولى زوجته سارة فهي شريكة معه في الرشوة (مصوغات ذهبية) ويدخل مسؤول امني ليبلغ نتنياهو بحصول خرق امني وتؤجل المرافعة بعد نصف ساعة من انعقادها .. أتوقع ان الخرق الأمني هو مقتل وإصابة بعض جنود الجيش الأكثر أخلاقية في العالم .. (فلسطين تعود عظيمة مرة أخرى) ،
17/7/2025