الصحافه

المبعوث برّاك مكملاً «الفيلم الأمريكي الطويل»: تصريحات الحكومة اللبنانية عن احتكار السلاح غير كافية

المبعوث برّاك مكملاً «الفيلم الأمريكي الطويل»: تصريحات الحكومة اللبنانية عن احتكار السلاح غير كافية

سعد الياس

بيروت – لم يكن الحدث في لبنان في نهاية الاسبوع سياسياً ولا أمنياً بل كان حدث الرحيل المفاجئ للفنان زياد الرحباني ابن المدرسة الرحبانية والأيقونة فيروز والذي أجمعت المواقف على وصفه بالحالة الفنية والثقافية الخاصة وبالفنان المتمرد والعبقري الذي غادر إلى دنيا الحق فيما لبنان لم يُسدل الستارة بعد عن “فيلم أمريكي طويل” ولم يستطع أحد بعد الاجابة عن السؤال “بالنسبة لبكرا شو؟”.
وضمن سياق “الفيلم الأمريكي”، موقف جديد عبّر عنه السفير توم براك عبر منصة “إكس” حول موضوع احتكار الدولة للسلاح، كاتباً: “تعتمد مصداقية الحكومة اللبنانية على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما أكد قادتها مرارًا وتكرارًا، من الضروري أن “تحتكر الدولة السلاح”.
وأضاف “ما دام “حزب الله” يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة و”حزب الله” الالتزام التام والتحرك فورًا لتجنب بقاء الشعب اللبناني في حالة من الركود”.
وجاء موقف براك بعد أيام على مغادرته العاصمة اللبنانية وإطلاقه تصريحات مثيرة للجدل بينها ما يتعلق بالتقليل من أهمية مزارع شبعا ودعوته إلى تبادل أراض محيطة بهذه المزارع.
وفي انتظار رد الولايات المتحدة على المذكرة التي سلّمتها الدولة اللبنانية لبراك، حضرت هذه التطورات في لقاء جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام في عين التينة في وقت يستعد رئيس الجمهورية جوزف عون لزيارة الجزائر في إطار تحركه باتجاه الدول العربية على أن يطلق قريباً مواقف في مقابلة يحدد فيها رؤيته وكيفية تعاطيه مع الملفات الشائكة وفي طليعتها موضوع سلاح “حزب الله”.
وفي هذا المجال، رأى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أنّ “على حزب الله الاقتناع بأن احتفاظه بسلاح ثقيل سيجلب الويلات على لبنان”، مشيراً إلى “أن ترسانة حزب الله لم تُجدِ أمام إسرائيل”. وأوضح “أنّ الحكومة اللبنانية فككت الجزء الأكبر من ترسانة الحزب في الجنوب، فيما الأمن لا يستطيع حتى الآن تفكيك سلاح حزب الله بشمال الليطاني وغير مناطق”.

موقف «الحزب»

وفي 4 يوليو/ تموز الجاري، قال الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم: “على مَن يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه”.
ويأتي تصريح باراك في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهة جنوب لبنان، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 262 شهيداً و563 جريحاً، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة
استهداف سيارة ومنزل.

«تزايد الضغوط الأمريكية»

في المواقف، وجد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين “أن الضغوطات الأمريكية تزداد يومًا بعد يوم، سواء من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة لجعلنا نستسلم وتكسر إرادتنا”، وقال “دعونا نقوم بجردة سريعة حول ما قدمه الأمريكيون للبنان، فهل قدموا أموالًا للبنان؟ وهل قدموا سلاحًا للجيش اللبناني الوطني ليدافع عن نفسه وعن أرضه؟ وهل قدموا دعمًا سياسيًا أو دبلوماسيًا لموقف لبنان في المحافل الدولية؟ ما الذي قدّمه الأمريكي؟ هو يتدخل في شؤون لبنان الداخلية في الصغيرة والكبيرة، ويملي إرادته على السياسيين وغير السياسيين بشكل فج ووقح أيضاً”.
وفي احتفال نظمه “حزب الله” في بلدة الطيري الجنوبية، أكد “أن المقاومة التي تمتلك الأبطال الشهداء، لا يمكن أن تكون قابلة للانكسار في إرادتها أو قابلة للهزيمة ورفع راية الاستسلام، مهما فعل الأمريكيون والإسرائيليون”. وتساءل عز الدين “لماذا لا تساعد أمريكا لبنان في الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمسة التي تحتلها؟
ولماذا لا تمنع العدو من انتهاك السيادة اللبنانية؟ ولماذا لا تمنعه عن الإغارة التي ينفذها على البنى التحتية التي يدعي استهدافها؟”. وختم “أن المقاومة باقية ومستمرة طالما أن هؤلاء الشهداء قدموا دماءهم وبقيت أمانتهم في أعناقنا، وخاصة عائلاتهم التي تتقدم مسيرة رفع رايتهم لإكمال الطريق على نهجهم.. ولن نتراجع”.

خليل: أعقد المراحل

من ناحيته، اعتبر المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل خلال لقاء عام لرؤساء ونواب رؤساء وأعضاء البلديات في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون “ان هذه المرحلة قد تكون من أعقد المراحل التي مررنا بها خلال العقود الماضية”. ولفت إلى “ان الكثير من التحديات تفرض نفسها على الواقع السياسي والامني والعسكري والجيوسياسي على مستوى كل المنطقة، وهناك الكثير من العناوين الكبرى تشكل واجهة الأحداث لما يمكن ان يحدث على مستوى كل المنطقة وانعكاسه على الواقع الداخلي في لبنان”.
بدوره، أكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي في احتفال نظمته حركة “أمل” في بلدة أنصار “أن كل ما نسعى إليه ان يكون وطننا موحداً بوجه ما تقوم به اسرائيل من اعتداءات، مع سعيها الدائم لتفريق اللبنانيين بفتح مشاكل وحروب تكرسها يومياً من خلال اعتداءاتها على قرانا وبلداتنا وتغتال من خلالها شباباً مقاومين آمنوا بحقهم بالدفاع عن لبنان وسيادته”.
وقال “ما نشهده من إجرام متكرر يومي يؤكد هوية اسرائيل بأنها دولة مجرمة معتدية، ويثبت هويتنا بأننا شباب مقاوم كنا وما زلنا نؤمن بأن الأوطان لا تتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء”.
وختم: “لن نتوقف عند احداث تسعى لتركيعنا ولا نتوقف عند سياسات تريد إذلال لبنان، بل نريد لوطننا أن يبقى عزيزاً أبياً ذات سيادة موحد نحافظ على سيادته وعلى استقلاله وعلى العيش المشترك فيه”.

«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب