الصحافه

حضرموت: «الانتقالي» يحمّل «الرئاسي» مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية

حضرموت: «الانتقالي» يحمّل «الرئاسي» مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية

أحمد الأغبري

صنعاء  حمّل المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، أمس الأربعاء، مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع في حضرموت الواقعة شرقي البلاد، والتي يشهد عدد من مدنها، منذ الأحد، موجة احتجاجات شعبية غاضبة، تنديدًا بتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء وتفاقم تدهور الأوضاع المعيشية.
وحمّلت ما تُسمى الجمعة الوطنية للمجلس الانتقالي «مجلس القيادة الرئاسي المسؤولية الرئيسة عمّا آلت إليه الأوضاع في حضرموت، بسبب عدم إيجاد معالجات جذرية للأزمة المستحكمة».
كما حمّلت الجمعية «المسؤولية المباشرة» عن تدهور الأوضاع في المحافظة للسلطة المحلية «بأقطابها المتصارعة»، في إشارة إلى المحافظ مبخوت بن ماضي، وحلف قبائل حضرموت الذي يرأسه عمرو بن حبريش، وكيل أول المحافظة.
وجاء ذلك في بيان عن اجتماع الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي. وحسب البيان، تطرق رئيس الجمعية علي عبد الله الكثيري، في الاجتماع «بشكل خاص إلى موجة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في محافظة حضرموت، التي جاءت نتيجة التدهور الحاد في الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء».
وأعربت الجمعية عن «تضامنها الكامل مع المحتجين ومطالبهم العادلة». ودعت المتظاهرين إلى «الحفاظ على الأمن العام واحترام الممتلكات العامة والخاصة».
ونقل موقع «الصحوة نت» عن مصادر محلية، إن مدناً رئيسية في وادي وساحل حضرموت، من بينها المكلا، الشحر، القطن، شبام، وتريم، بدت، صباح الأربعاء، شبه مشلولة، حيث أغلقت الأسواق والمحلات التجارية أبوابها، وتوقفت حركة السير بشكل واسع، في ظل استجابة كبيرة لدعوات العصيان الشعبي.
وذكر أن «قوات أمنية تدخلت لفتح بعض الطرقات التي أغلقها محتجون، ما زاد من حالة التوتر الشعبي، خاصة مع تفاقم الأزمات المعيشية وتجاهل السلطات المتكرر للمطالب».
وقال الناشط الحضرمي، رامي الجابري، في منشور على “فيسبوك”، مساء أمس، «إن المكلا مقطوعة الخطوط بالكامل. تشهد مدينة المكلا شللاً تاماً في الحركة بعد قطع جميع الخطوط الرئيسية، حيث أغلق المحتجون الطرق في حي السلام وحي الشهيد بشكل كامل، ما أدى إلى توقف حركة السير وعزل أجزاء واسعة من المدينة».
وأشار إلى أن «قوات من الجيش تطلق النار حاليًا لتفريق المحتجين وفتح الطرق التي تم إغلاقها احتجاجًا على تردي الخدمات والفساد المستشري من قبل السلطة المحلية».
وكان مدير مدينة المكلا عاصمة المحافظة، صالح العمري، قد أعلن مساء الثلاثاء، عودة تدريجية لخدمة الكهرباء بعد استئناف تشغيل عدد من محطات التوليد عقب تزويدها بالوقود، مشيرًا إلى أن محطات الريان وباجرش والشحر قد استأنفت عملها جزئيًا.
واستمر انقطاع الكهرباء عن مدينة المكلا الساحلية نحو 40 ساعة متواصلة، وفق مصادر محلية.
وأوضح، في بيان، أن «الجهود لا تزال مستمرة لمتابعة مرور قواطر وقود الكهرباء المحملة بالديزل داخل أحياء مدينة المكلا، وذلك لضمان وصولها إلى محطتي المنورة والتوليد في فوة».
إلى ذلك، حذرت قيادة المنطقة العسكرية الثانية (مركزها مدينة المكلا)، من «مغبة اعتراض أو احتجاز ناقلات الوقود المخصص لكهرباء ساحل حضرموت، القادمة من شركة بترومسيلة، لإنهاء معاناة المواطنين، بعد انقطاع التيار الكهربائي لقرابة يومين متتاليين جراء نفاد الوقود بالمحطات التوليدية».
وأوضحت في بيان أن «عددًا من الناقلات تم اعتراضهن من قبل متظاهربن في منطقة “بويش” شرق المكلا، ما أدى لتأخر عودة التيار الكهربائي لعدد من أحياء مدينة المكلا»، مطالبة «العقلاء والأهالي بضرورة التدخل العاجل لتواصل الناقلات طريقها، دون الحاجة للتدخل العسكري».
وأكدت «وقوفها إلى جانب المواطنين، شريطة عدم الإضرار بالممتلكات والمصالح العامة والخاصة».
وقالت في بيان آخر، إنها تتابع «بدقة مجريات الأحداث التي تشهدها عاصمة المحافظة المكلا وبعض المدن الأخرى خلال اليومين الماضيين، والتي بدأت باحتجاجات سلمية سببها تدهور خدمة الكهرباء، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، إلا أن تلك الاحتجاجات أخذت في طابعها بعض أشكال العنف، كمحاولات التعدي على مباني ومؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة، حتى بلغ بالبعض الاعتداء على رجال الأمن، وهو ما لا يمكن السكوت عنه أو تبريره».
ودعت كل المكونات والمواطنين من أبناء حضرموت، إلى تفويت الفرصة عمن وصفتهم بـ «مشعلي فتيل الفتنة لجر المحافظة إلى مربع الفوضى والعنف».
وأكدّت أنها لن تسمح بجر المحافظة إلى صراع بيني يكون ضحيته أبناء حضرموت بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية والسياسية.
وتشهد مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وعدد من مدن الساحل والودي، منذ الأحد، تظاهرات واحتجاجات غاضبة، تنديدًا بتردي الخدمات وفي مقدمتها خدمة الكهرباء. وتسببت موجة الاحتجاجات في حالة من الشلل في الحياة العامة، وبخاصة في عاصمة المحافظة المكلا.
وجاءت هذه الاحتجاجات في غمرة احتقان سياسي تعيشه المحافظة الأكبر في اليمن والأغنى بالنفط، منذ نحو عام تقريبًا، ضد السلطة المحلية والحكومة المركزية، وهو الاحتقان والاستنفار القبلي الذي يقوده حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، على خلفية مطالب حقوقية وسياسية تتعلق بالأوضاع المعيشية لأبناء المحافظة.

ـ «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب