الصحافه

إسرائيل للأوروبيين: متملقون ولاساميون.. وتربون أبناءكم على كراهيتنا

إسرائيل للأوروبيين: متملقون ولاساميون.. وتربون أبناءكم على كراهيتنا

أيال زيسر

هجمة 7 أكتوبر تترافق حتى الآن وهجمة سياسية، هدفها أن تحقق – عن طريق الضغط السياسي، والعزل بل والمقاطعة على إسرائيل – ما لم يفلح قتلة حماس في تحقيقه في هجمتهم على غلاف غزة. هجمة استهدفت أن تكون رصاصة بدء لخطوة شاملة تشارك فيها إيران وحزب الله أيضاً لتصفية إسرائيل. منذ 7 أكتوبر ونحن نسمع الأصوات ونرى المشاهد في العالم التي ترفض شجب حماس أو تعرب عن تفهم لأفعالها، وبالطبع يوجد أولئك الذين يشجبون إسرائيل على خروجها للدفاع عن نفسها ولتصفية حماس. وهكذا، في شوارع المدن، ولا سيما في أوروبا، تنطلق الدعوات الماضية ذاتها “أيها اليهود، ارحلوا!”، وإسرائيليون ويهود يتعرضون للاعتداءات في الشوارع، يطردوهم من الحيز العام ويطاردون حتى في بيوتهم والمدارس والكنس.

إن المعركة الجارية ضد إسرائيل في أرجاء العالم تستهدف ظاهراً إنهاء الحرب في غزة، وبكلمات أخرى لإنقاذ حماس من هزيمة كاملة، واليوم أضيف لها هدف آخر – العمل على إقامة دولة فلسطينية. لكن بين السطور، وأحياناً بشكل علني وبارز، يدور الحديث عن معركة تسعى إلى تقويض الشرعية الدولية لدولة إسرائيل. فأي تفسير آخر يوجد لدعوة “فلسطين من النهر وحتى البحر” أو للاتهام بأن إسرائيل تسير في طريق النازيين؟!

السلطة الفلسطينية، وبعض الدول العربية وبالطبع إيران، هم الذين بادروا إلى الحملة ضد إسرائيل، لكن انضمت إليهم بضع دول “متنورة” – مثل تركيا، التي على سجل باسمها إبادة جماعية لملايين الأرمن، أو روسيا والصين الدكتاتوريتين اللتين ضرجت أيديهما بدماء الملايين. لكن المفاجئ أن نكتشف بأن دولاً كثيرة في أوروبا تقف اليوم في جبهة المعركة ضد إسرائيل. متوقع جداً، فطوال سنوات وجود إسرائيل، لم يفوت الأوروبيون أي فرصة للوقوف ضدها ومهاجمتها.

قال من قال عن الأوروبيين إنهم يرضعون كراهية اليهود مع حليب أمهاتهم، وهذا يقبع في أساس العداء الذي يبدونه تجاه إسرائيل منذ قامت وحتى حرب الأيام الستة

قال من قال عن الأوروبيين إنهم يرضعون كراهية اليهود مع حليب أمهاتهم، وهذا يقبع في أساس العداء الذي يبدونه تجاه إسرائيل منذ قامت وحتى حرب الأيام الستة التي احتللنا فيها الضفة وقطاع غزة. لكن أضيفت إليها مصالح اقتصادية دفعت دول أوروبا لتأييد الجانب العربي بشكل تلقائي. بالفعل، عندما يعلن المستشار الألماني عن حظر سلاح على إسرائيل، لن ننسى بأن ألمانيا خافت حتى منتصف الستينيات من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وامتنعت عن بيعنا السلاح خوفاً مما سيقوله العرب.

وبعامة، كان الأوروبيون ولا يزالون مقتنعين بأن الحل لكل مشاكل الشرق الأوسط ينبع من تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنه عندما تلين إسرائيل وتتنازل – قيامها خطيئة، والواجب تنازل ملقي عليها- فستحل عموم مشاكل الشرق الأوسط وسيتحقق استقرار وازدهار اقتصادي، وسيتوقف عن أن يكون مصدر إرهاب وهجرة غير قانونية إلى أوروبا.

غير أن أوروبا فوتت القطار. ليست هذه أوروبا التي عرفناها، بل قارة تغير وجهها في ضوء موجات الهجرة من الشرق الأوسط ومن إفريقيا التي تغمرها وتجلب معها التخلف والتطرف اللذين يصعب عليها مواجهتهما. الطريقة الأوروبية هي الاستسلام والتنازل. وبسبب الرغبة في الحصول على أصوات المقترعين من بين جماعات المهاجرين، يسير السياسيون على الخط مع المتطرفين منهم، وبالتأكيد في كل ما يتعلق بإسرائيل. أوروبا لا تفهم بعد أن المسألة على جدول الأعمال ليست إسرائيل والموقف منها، ولا حتى إذا كانت أوروبا ستصبح “نقية من اليهود”. السؤال هو: كيف ستبدو أوروبا إذا ما طأطأت رأسها أمام الموجة العكرة التي تغمر مدنها.

ربما تكون أوروبا حالة ضائعة، ولهذا لا حاجة لأن ننسب أهمية زائدة لمواقفها التي كانت وستبقى على ما يبدو بمثابة رد فعل شرطي ضد إسرائيل. خسارة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية هي الأخرى “حالة ضائعة”، وهكذا بقينا بلا جهة إسرائيلية تتولى مكافحة الموجة العكرة، ولا سيما تلك الأوروبية التي تسعى إلى إغراقنا.

إسرائيل اليوم 17/8/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب