مقالات

توجهات نحو ثقافة التطبيع والثقافة المضادة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -اسناذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -اسناذ جامعي -دمشق -

توجهات نحو ثقافة التطبيع والثقافة المضادة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -اسناذ جامعي -دمشق –
في هذه التوجهات نذهب بداية بتقديم حزمة من المفاهيم،التي تشكل المدخل الذي يقرّبنا،بمنهجية أنثروبولوجية من ملاقاة ثقافة آلتطبيع،التي تجري في الوطن العربي،سواء في الأنظمة السياسية المطبعة،مع الكيان الصهيوني،وتلك التي تتقصدها ثقافة التطبيع،بوسائلها الاعلامية على اختلاف آلياتها ومعداتها ومضامينها،وقد بدأ سماء الوطن العربي مفتوحاً أمامها.ومفاهيم هذه التوجهات حصيلة دراسات متعمقة لموضوعات تخص الثقافة بمعناها الأنثروبولوجي،الذي يرى بأنها ما يتأتى عن نشاط الإنسان في مجتمعه مادياً ومجتمعياً وفكرياً وروحياً،ومن أفعال واختراعات،وعادات وتقاليد وقيم وأعراف،وعلم ،أتينا عليها،في أبحاث تضمنه كتابنا “دراسات أنثربولوجية تطبيقية”.
وحتى نأخذ هذا العلم دون فكره ومدارسه واتجاهاته ومناهجه،وإنما بطريقة تفكيره،وماذا يريد من دراساته التطبيقيه،حتى نصل إلى غايتنا،ومفادها ماذا تريد ثقافة التطبيع من الإنسان العربي،وهو يعيش معركة وجوده مع الصهيونية التي تريد نفسها بديلاً جذرياً عن الأمة العربية،في الوجود على عروبة جغرافيته،وعلى الدور الحضاري،فدور الصهيونية العالمية،نقيض الدور الإنساني العربي،فدور الصهيونية نراه في تطبيق فكرها التلمودي على الساحة الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وغزّة،حيث نراه في التدمير ًالتهجير والتجويع
والإبادة الجماعية،وماذا تريد من وعيه وعقله وذهنيته،تريده عبدا جائعاً،وأمياً بلاوعي ودراية،تريده باختصار،على الصورة المرسومة للإنسان في الفكر التلمودي وأساطيره،المنقادة بأطروحة الشعب المختار.،وتريد رسالة للعالم مخالفة ومعادية،للرسالة العربية الخالدة،التي تتوج إنسانية القومية العربية.ومفتاحنا المنهجي كما تراه التوجهات،القول في قوانين الثقافة التي تزيد اقترابنا من ثقافة التطبيع،والثقافةالمضادة لها،ونراهافي ثلاثة قوانين:”
-قانون انتقال الثقافة من الماضي إلى الحاضر،ًمن ثم إلى المستقبل.
-قانون انتشار الثقافة من منطقة لمنطقة أخرى،داخلي وخارجي أمة إلى أمة أي من ثقافة لثقافة-خارجي
-قانون التخلي والاكتساب.أي كيف تتخلى الثقافة العربية،عن عادة أو وسيلة عيش وتكتسب بدلها،”-دراسات أنثروبولوجية تطبيقية-الدار الوطنية الجديدة-دمشق-2006-ص186-187″
وتوجه الدراسةلايمكننا من شرح مفصل للقانون الثالث،لأنه يدخلنا في عملية الاتصال الثقافي بين الثقافات وتباين التأثير بين ثقافات متقدمة ً ومتخلفة،وثقافة لها فلسفة،وثقافة لاتدري ماهو شأن التنوع الثقافي والخلاصة أن عملية التخلي والاكتساب مرهونة أيضاً بقانون الانتشار الثقافي الذي يتميز بخصيصة الانتشار العفوي والانتشار المخطط،كما هو الحال في ثقافة التطبيع.
بناء على ماتقدم من أفكار كان لابد منها،حتى كما أسلفنا نضع النقاط على الحروف.
التطبيع يريد وعي الإنسان العربي،بحيث هذا الوعي يتجانس ويتطابق  مع كل مايقوله الإعلام الصهيوني بالكتب والمجلات والبرامج التلفزيونية،ومايدخله من كتاب ودعاة يبشرون بثقافة التطبيع وعلى هذا الأساس نسأل كم من برامج في محطاتنا الفضائية،وكم من معلومة في الشبكة العنكبوتية تدخل في مهام ثقافة التطبيع،ومن معلق ومتحدث ومناقش في الفضائيات العربية يخدم ويمشي موجهاً بثقافة التطبيع، هل لنا أن نأخذ في الابراهيمية، ومعلق في الفضائيات الصهيونية،عن مفكر عربي بأنه من أصول صهيونية،وشتم العرب والأمة العربية هل يكمن ً لهذه الظواهر ثقافة التطبيع؟ أسئلة حمالة للدعوة إلى قراءة تحليلية لهذه الظواهر،ومتابعة مصادرها،والقوى التي تقودها و ًتوجهها،ومعرفة خلفيّاتها الثقافية ودورها في ثقافة التطبيع الحارية على قدم وساق،وخاصة في إنظمة التطبيع،ومن يدور في فلكها.
ومن أجل ثقافة مضادة للتطبيع ،ومن أجل ذهنية عربية ووعي عربي ،ليس فقط يقاوم التطبيع، وإنما من أجل ثقافة عربية الولاء والانتماء، تتصدى للتطبيع،وأن يكون جوهر هذه الثقافة الإيمان بأن القضية الفلسطينية جوهر القضايا العربية المصيرية،وأن بلوغها والظفر بها،بكل حقائقها القومية،ننال النهضة العربية بكل أبعادها الحضارية. وحتى تبلغ الأمة العربية هذا الوعي،فعليها النهوض من جديد بثوابتها العربية،وفي مقدمتها أن من فلسطين يمر قطار الوحدة العربية،وهذا من شأنه أيضا أن تتحلى الشخصيّة الاجتماعية العربية بمعالمها الأصيلة،ومعانيها القومية الإنسانية.*
*الثقافة المضادة لثقافة التطبيع،كانت تريد مزيداً من الأمثلة والشواهد التي تهيئ لتوجهات مالكة القدرة الثقافية،إذا جاز هذا التعبير،لكشف الأوكار الثقافية التي تسكنها ثقافة التطبيع بكل خلفياتها وتوجهاتها.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب