ثقافة وفنون

قصة قصيرة : سفر منتصف الليل ( 4) .

قصة قصيرة : سفر منتصف الليل ( 4) .
بقلم : رحال امانوز .
الفصل: الرابع .
واصلت طريقي عشرات الأمتار .  لكن لم يلح لي الأفق ما ابحث عنه . استوقفت شابا كان يهم بعبور الشارع . ثم سألته عن مبتغاي . قال لي  ضاحكا : يبدو انك غريب عن وجدة . أجبته : انا في زيارة سياحية للمدينة بضعة أيام . توجه نحو سيارته المتوقفة بمحاذاة الرصيف . وقال لي : اركب معي انا ذاهب في نفس الاتجاه . كان شابا بشوشا ومرحا . وقف بسيارته بمحاذاة فندق شعبي . وقال : فندق رخيص الثمن وجيد . ثمنه معقول في حدود الخمسين درهما لليلة . ودعته شاكرا جميل صنعه . وصعدت عدة درجات . حيث وجدت في البهو . رجلا في مقتبل العمر . بعد أن عرف مرادي . قال لي : سبعون درهما ثمن المبيت لليلة واحدة . قلت له : إلا تكفي خمسون درهما ؟ أجابني ساتركها لك بستين . قدمت له المبلغ على الفور . وطلب مني بطاقتي الشخصية . دون منها بعض المعلومات في سجل اسود ضخم أمامه . سلمني المفتاح رقم 5 . وصعدت للغرفة في الطابق الأول . في الدرج صادفت عاملة نظافة ثورتها البيضاء . وهي تقوم بتنظيف المراحيض . كانت الغرفة جد نظيفة . وآثاثها مرتب بعناية فائقة . النزل كله كان يتميز بالنظافة والنظام . اخذت حكاما باردا . ثم خرجت في جولة قصيرة راجلا . كانت الحرارة مفرطة . ومع ذلك فالمناخ جد صحي . اليوم سبت وقت الظهيرة . الازقة والشوارع شبه مقفرة . أغلب ساكنة المدينة وزوارها . يقصدون شواطيء السعيدية الجميلة . دلفت إلى مطعم شعبي لتناول وجبة الغذاء . المطعم الشعبي كان في غاية النظافة . كان مقابلا للفندق . ويعرض اغلب الاكلات الشعببة : مرق باللحم او الدجاج مع الخضر . عدس و فاصولياء و الحريرة . اخترت طبق التقلية او الكرشة اللذيذ مع الحمص . بعدها صعدت إلى غرفتي حيث قضيت بضع ساعات . في قيلولة مستحقة بعد سفر طويل . بعد استفاقتي غادرت غرفتي وتركت المفتاح لدى المكلف . خرجت في جولة ميدانية لتفقد معالم المدينة الجميلة . درجة الحرارة انخفضت قليلا قبيل المغرب . وجدت الشوارع مكتظة بالمارة و المتبضعين . في الأسواق والمحلات التجارية . المقاهي ومطاعم الاكلات السريعة والعصير . والمخبزات مملوءة عن آخرها .  وكان المدينة قد تعرضت لغزو مفاجيء من قوم آخرين . ما أعجبني في مدينة وجدة . والتي أزورها لأول مرة . هو نظافتها المثيرة . ومبانيهاالجميلة و المتناسقة . وكثرة المساجد . المدينة تنعدم فيها احياء الصفيح . وتنعدم فيها العربات والدواب . والتجارة على الأرصفة . يمكنك التنقل داخل المدينة دون حاجة لسيارة أجرة . من بين ما لاحظته عدم وجود عمارات السكن الاقتصادي . هنا كل واحد يبني سكنه الخاص . ولا يشارك غيره السكن . من بين ما لاحظته . المرأة لاتسوق الدراجة ولا تركبها . قليلا ما تجد امرأة تسوق سيارة . او تدير محلا تجاريا . المجتمع الوجدي محافظ جدا . كذلك لم اصادف خلال وجودي بالمدينة . ولو متسولا واحدا او متسولة .
ابن جرير / المغرب / 2025

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب