عربي دولي

مفارقة “الدم الباطل” التي تُصمت الغرب عن جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة- (فيديو)

مفارقة “الدم الباطل” التي تُصمت الغرب عن جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة- (فيديو)

رائد صالحة

واشنطن-  تشهد الساحة الإعلامية والسياسية الغربية صمتًا لافتًا تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، في ظل ما يصفه محللون بـ”مفارقة الدم الباطل”، وهي آلية خطابية وسياسية تُستخدم لردع الانتقادات بحجة أن أي اتهام لإسرائيل بقتل المدنيين قد يُغذّي معاداة السامية.

كوك: “مفارقة الدم الباطل” لا تحمي اليهود من خطر الإبادة، بل تمنح إسرائيل غطاءً لمواصلة سياسة الإبادة والتهجير والنهب، إذ إنها ليست مجرد مشروع إسرائيلي، بل إنتاج غربي مشترك قائم على إرث استيطاني استعماري

ووفق هذه المفارقة، التي أشار إليها الكاتب والصحافي البريطاني جوناثان كوك في مقال موسع، فإن قتل الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين،  يُبرَّر في الخطاب الغربي على أنه “دفاع عن النفس”، وتجويع الأطفال يُختزل بوصفه “أزمة إنسانية”، بينما تُوصم كل جهة تخرج عن هذه الرواية بأنها “معادية للسامية”، بما في ذلك منظمات حقوقية دولية وخبراء في دراسات الإبادة، بعضهم إسرائيليون.

ويبرز مثال الكاتب اليهودي هاوارد جاكوبسون الذي اتهم الإعلام الغربي العام الماضي بارتكاب “دم باطل” لمجرد تغطيته لمقتل الأطفال في غزة، رغم أن هذا الإعلام كان يقلل من الأرقام، ويعزوها إلى “وزارة الصحة التابعة لحماس”، ويبررها كجزء من العمليات العسكرية الإسرائيلية. وذهب جاكوبسون أبعد من ذلك وطالب بتجاهل المجازر تمامًا.

ولكن، كما يشير كوك، فقد تصاعدت الجرائم الإسرائيلية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ منعت إسرائيل دخول الطعام إلى غزة إلا عبر قوة مرتزقة أنشأتها مع واشنطن تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي تستدرج الشبان الفلسطينيين الجائعين بوعود كاذبة بالحصول على الغذاء قبل أن تطلق عليهم النار، في حين سلّحت عصابة بقيادة ياسر أبو شباب، المؤيد لتنظيم “داعش”، لنهب شاحنات المساعدات وسرقة المؤن من المدنيين، فيما يقوم مستوطنون من أنصار حكومة بنيامين نتنياهو بعرقلة مرور شاحنات الإغاثة القادمة من الأردن، بينما يلقى الأطفال حتفهم جوعًا. ويضيف كوك أن أطباء غربيين بارزين، مثل نِك ماينارد، عادوا من غزة بشهادات صادمة عن استخدام الأطفال الفلسطينيين كأهداف للتدريب، حيث تُركّز الإصابات في أيام على الرأس، وفي أخرى على الصدر، ثم البطن، فالأعضاء التناسلية، في مشهد يعكس وحشية مفرطة تتجاوز كل المعايير الإنسانية.

ويرى كوك أن “مفارقة الدم الباطل” لا تحمي اليهود من خطر الإبادة، بل تمنح إسرائيل غطاءً لمواصلة سياسة الإبادة والتهجير والنهب، إذ إنها ليست مجرد مشروع إسرائيلي، بل إنتاج غربي مشترك قائم على إرث استيطاني استعماري، على غرار ما شهدته الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا.

ويؤكد أن هذه الجرائم لم تكن لتحدث لولا الدعم العسكري والسياسي الغربي، من القنابل الأمريكية والألمانية إلى رحلات التجسس البريطانية، وصولًا إلى الضغوط على المحكمة الجنائية الدولية لوقف مذكرات توقيف بحق نتنياهو، إضافة إلى تواطؤ الإعلام الغربي الذي قبل استبعاده من غزة وصمته عن قتل الصحافيين المحليين.

ويخلص التقرير إلى أن هذه المفارقة تمثل “بوليصة تأمين” لإسرائيل ضد أي مساءلة، إذ كلما زادت وحشية أفعالها، زاد تحريم انتقادها. وفي المقابل، يتيح هذا الغطاء للغرب مواصلة سيطرته على الشرق الأوسط ونهب موارده، بينما تُختزل أي معارضة لهذا النهج في تهمة “معاداة السامية”.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب