جيل «زي» وتعدّد مصادر الدخل

جيل «زي» وتعدّد مصادر الدخل
جيل «زي» يواجه الغلاء بمصادر دخل عدّة، موازناً بين الأمان المالي والحرية، عبر وظائف وأعمال حرة واستثمارات تواكب طموحاته.
في السنوات الأخيرة، برز توجّه واضح لدى جيل «زي» (المولودين تقريباً بين عامَي 1997و2012) نحو الاعتماد على أكثر من مصدر دخل، بدلاً من الاكتفاء بوظيفة واحدة. هذا الميل لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة مزيج من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي شكّلت وعي هذا الجيل.
إرث الأزمات الاقتصادية
-
نجد الجيل زيد يتجهون إلى أعمال حرة
نشأ كثير من أبناء جيل «زي» في ظل أزمات مالية عالمية، من الركود الاقتصادي الكبير عام 2008 إلى تداعيات جائحة «كوفيد-19»، فشهدوا عن قرب كيف يمكن أن تؤدي الأزمات إلى فقدان الوظائف أو تقلّص الرواتب. هذه التجارب خلقت لديهم حساسية عالية تجاه الاستقرار المهني، وأدركوا أنّ الاعتماد على مصدر واحد للدخل قد يعرّضهم للخطر عند أول هزّة اقتصادية.
تكاليف المعيشة التي لا ترحم
يواجه جيل «زي» اليوم واقعاً يتمثل في ارتفاع الإيجارات، وتزايد أسعار السلع والخدمات، وتضخّم يفوق وتيرة نمو الرواتب. هذا الضغط المالي يدفعهم إلى البحث عن وسائل إضافية لتأمين دخل يغطي احتياجاتهم الأساسية ويوفّر لهم هامش أمان. لذا نجدهم يتجهون إلى أعمال حرة، مشاريع جانبية، أو استثمارات صغيرة بجانب وظائفهم الرئيسية.
السعي نحو الاستقلال المالي
الاعتماد على مصادر دخل عدة يمنحهم فرصة لتجنّب العيش من راتب إلى راتب، ويعزز قدرتهم على مواجهة الطوارئ بثقة. كثيرون منهم يضعون هدفاً واضحاً: الوصول إلى درجة من الاستقرار تمكّنهم من دفع الفواتير والادخار في الوقت نفسه، من دون الشعور بالضغط الدائم.
روح ريادية ورغبة في المرونة
جيل «زي» ليس مهووساً فقط بالأمان المالي، بل يقدّر أيضاً الحرية والمرونة. بالنسبة إلى كثيرين، الوظيفة التقليدية بدوام كامل لم تعد الخيار المثالي. بدلاً من ذلك، يفضّلون العمل المستقل، التجارة الإلكترونية، صناعة المحتوى، أو أي نشاط يمنحهم حرية اختيار ساعات العمل ومكانه، مع إمكانية تنويع مصادر الدخل.
البحث عن أجر عادل وتحقيق الطموحات
عدم الرضى عن الرواتب الأولية في سوق العمل، إضافة إلى توقّعاتهم العالية لما يستحقونه، يدفعهم إلى تعويض الفارق عبر نشاطات إضافية، سواء في مجالات إبداعية أو استثمارية.
التخطيط للمستقبل
حتى وإن لم يكن الاستثمار أولوية فورية، يسعى جزء من هذا الجيل إلى زيادة قدرتهم على الادخار والاستثمار على المدى البعيد، عبر دمج أرباح مشاريعهم الجانبية مع رواتبهم الأساسية، لبناء قاعدة مالية متينة للمستقبل.
بالنسبة إلى جيل «زي»، تنويع مصادر الدخل ليس مجرّد خيار، بل هو إستراتيجية حياة. إنها وسيلتهم لمواجهة عالم اقتصادي متقلّب، وتحقيق توازن بين الأمان المادي والطموح الشخصي، مع الاحتفاظ بالمرونة التي تمنحهم حرية عيش الحياة وفقاً لشروطهم.