صحيفة عبرية.. الإسرائيليون: احتلال غزة يعني قتل المخطوفين.. من غير أهداف الحرب؟

صحيفة عبرية.. الإسرائيليون: احتلال غزة يعني قتل المخطوفين.. من غير أهداف الحرب؟
نداف أيال
تخوف متزايد في إسرائيل من تدخل صيني في محاولة لإعادة بناء منظومة الصواريخ أرض – أرض في إيران. لكن بماذا تنشغل إسرائيل؟ في حملة أخرى في غزة، حملة قلة يعتقدون أنه يمكنها أن تنفذ في هذه المرحلة. مرحلة احتلال تتعارض وموقف الجمهور الإسرائيلي (انظر الاستطلاع ادناه) سيعرض المخطوفين للخطر بل سيضعف أكثر فأكثر الخطر على مكانة إسرائيل الدولية المتدهورة. ومثل ثقب اسود عميق، غزة تجتذب إلى داخلها كل الانشغال الأمني – السياسي لإسرائيل، تجتذب الاهتمام والمقدرات. هذا بالضبط ما يريده أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم إيران.
في الأسبوع الماضي كانت موجة منشورات عن الحوارات في الكابنت الأخير. ذاك الذي اتخذ القرار الغامض في موضوع احتلال مدينة غزة. تحدثت مع بعض الحاضرين وفوجئت بأن شيئا وأحدا لم ينشر بتوسع: خطاب استثنائي لوزير الخارجية جدعون ساعر (الليكودي الذي عاد إلى الديار هذا الأسبوع، كما تجدر الإشارة)، بخلاف ما هو دارج في الكابنت الحالي فإنه عندما تحدث ساد صمت مطبق في غرفة الجلسات. ساعر وشريكه زئيف الكين كانا عضوي الكابنت الوحيدين اللذين امتنعا عن التصويت على البديل العملياتي الذي تم اختياره.
لقد كان خطاب وزير الخارجية نداء تحذير في المنظومة الإسرائيلية. بدأ بتحليل الوضع في الساحة الدولية، متنقلا من ساحة إلى ساحة. حذر – هذه هي المرة الأولى في غرفة جلسات الكابنت التي تقال فيها هذه الكلمات – من أن إسرائيل تشهد تآكل خطير بالتأييد لها في الولايات المتحدة، بما في ذلك في أوساط اصدقائها المقربين، كنتيجة للحرب في غزة. “لقد أصبحت غزة رمزا ومصدر تضامن عالمي، مع التشديد على الجيل الشاب الذي يغذي أيضاً التأييد للقضية الفلسطينية. الرأي العام هو الذي يحرك ويفعل الضغط على الحكومات الأكثر صداقة أيضاً.
“هذه ليست مسألة سياسية فقط. ستكون التداعيات اقتصادية أيضاً. إسرائيليون ويهود في الخارج يشعرون بهذا الآن”، قال ساعر. وحذر من تفشي وباء مناهضة إسرائيل.
عزا وزير الخارجية ما بين التهديد العسكري الذي تشكله حماس في قطاع غزة، والأضرار الاستراتيجية والسياسية التي تلحق بإسرائيل، لامتداد الحرب. استنتاجه للوزراء كان أنه “لا مجال للتشبيه”. بعد الإنجازات الاستراتيجية الاستثنائية لحملة “الأسد الصاعد”، قال ساعر، “يجب الحذر ألا تشدنا غزة إلى الأسفل”.
هل يفهم نتنياهو وضع الأمور هذا؟ يمكن الافتراض أن نعم. كالمعتاد، هو يحاول جذب كل البدائل حتى اللحظة الأخيرة في الدقيقة التسعين. عملياً، تبين أن ثمة اتصالات لصفقة في مصر تجري هذا الأسبوع كما نشر، بل وثمة اتصالات تتواصل على نار هادئة لصفقة في قطر أيضاً، حتى في هذه الأيام. هذا الأسبوع، زار الدوحة رئيس الموساد ونقل رسالة عن صفقة مخطوفين، رغم نفي مكتب رئيس الوزراء. لكن التطور المفاجئ يبدو بمثابة ضوء أخضر، حين يتلقى نتنياهو أمراً من البيت الأبيض لضربة عسكرية ساحقة (ليس لأحد فكرة كيف ستتجسد) على حماس. يمكن لهذا أن يتغير بسرعة بالطبع، لكن إلى جانب ضغط سموتريتش، فتصميم نتنياهو على حملة في غزة لم يتصدع بعد.
إن حملة لاحتلال مدينة غزة أمر يعارضه جهاز الأمن؛ وتحذر منه الأسرة الدولية؛ وربما يفاقم أزمة إنسانية محتدمة وتؤدي إلى موت المخطوفين. كل هذا يتفكك إلى سلسلة من المسائل القيمية، إحداها تجنيد إضافي بأوامر 8 لرجال احتياط مستنزفين، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على قانون تهرب من الخدمة. وثمة مسألة أخرى، وهي الحظر القانوني على إخلاء سكان كفعل طرد. النائبة العسكرية العامة حذرت بشكل محدد هيئة الأركان في هذا الموضوع بما في ذلك المعسكر الذي خططت الحكومة لإقامته (“المدينة الإنسانية”). مع تسلمه لمهام منصبه، أمر رئيس الأركان الجيش ألا يشارك في أي محاولة لإخراج السكان من قطاع غزة في إطار “المديرية” إياها التي أقيمت في وزارة الدفاع.
عملياتياً، إذا ما أخلى 700 ألف “فقط” من أصل مليون من سكان مدينة غزة، بالنظر إلى شكل القتال المرتقب، فكيف يمتنع الجيش عن إصابة رهيبة لآلاف كثيرين من سكان غير مشاركين؟
وثمة مسألة جوهرية، وهي إصابة محتملة للمخطوفين. فهل يبدو أمراً معقولاً إعطاء أمر واعٍ يؤدي إلى إصابة مخطوفين؟ هل هو قانوني؟ هذه مسألة ستكون النائبة العسكرية العامة والمستشارة القانونية للحكومة ملزمتين بالإجابة عليها. قاعدة المخطوفين هي هدف حرب.
ليس صدفة، أن حذر رئيس الأركان وزراء الكابنت، وأكثر من مرة في الأشهر الأخيرة، من أنه إذا كنا سنسير إلى حملة من النوع الذي يطالبون فيه، فليتفضلوا ويغيروا أهداف الحرب، ويخرجوا منها إعادة المخطوفين. لم يستجيبوا. بل ازداد غضبهم؛ لأن الحقيقة تجرح.
إن تنفيذ الحملة في غزة بكاملها ليس قريباً. لكن الصدام – الواقعي والقيمي – بدأ الآن. والضغط الشديد من الرئيس ترامب ومرونة ذات مغزى من حماس، وعلى ما يبدو كلاهما، يمكنهما أن ينقذا إسرائيل من الثقب الأسود: غزة.
في استطلاع أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI يظهر أن أغلبية الجمهور تريد صفقة حتى لو بقيت حماس. فقد دعا 54 في المئة من المستطلعين إلى محاولة الوصول إلى اتفاق على إعادة المخطوفين حتى لو كان هذا يعني أنه لم يتحقق هدف تنحية حماس عن الحكم. وقال 37 في المئة إنه يجب مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المقررة (بدون حكم حماس، كل المخطوفين يعودون).
وبالنسبة لتأييد أو معارضة نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، أيد ذلك 53 في المئة فيما عارضه 32 في المئة وبقي 15 في المئة بلا رأي.
يديعوت أحرونوت 15/8/2025