لنتنياهو وبن غفير: ستجلبان نسخاً من 7 أكتوبر باحتلال غزة.. وسيفوز البرغوثي

لنتنياهو وبن غفير: ستجلبان نسخاً من 7 أكتوبر باحتلال غزة.. وسيفوز البرغوثي
يوسي بيلين
كان يوم التوقف في بداية الأسبوع حدثاً مبهراً للغاية، حظي بتقدير في وسائل الإعلام العالمية، بعد فترة طويلة اعتدنا فيها على سماع ورؤية انتقاد شديد جداً ضد إسرائيل. كان هذا حدثاً محترماً، هادئاً إجمالاً، أعربت فيها الأمة عن تضامنها مع المخطوفين الذين في أيدي حماس، وذكرت كل من كان بحاجة لذلك بأن حدثاً رهيباً وقع هنا قبل 22 شهراً، وهو الذي تسبب برد عسكري إسرائيلي قاس. لا شك أن المخطوفين الذين تظاهروا في وسائل الإعلام لأحداث هذا اليوم، استمدوا الأمل من مئات الآلاف الذين صرخوا صرختهم. بدلاً من أن ينزل من مكتبه، مثلما فعل رئيس الدولة، ويشجع الجمهور، صرخ رئيس الوزراء على المتظاهرين في بيان من طرف واحد من الأستديو الخاص به، وأعلن بأن الحدث جائزة لحماس.
وبالفعل، لا. كان يوم التوقف بادرة طيبة لأعداء حماس وعلى رأسهم الخمسون مخطوفاً الذين بقي عشرون منهم على قيد الحياة. الرسالة هي: انتظروا قليلاً. لم ننساكم ولن ننساكم، وسنفعل كل ما في وسعنا لنحرركم. كان ما ينقصنا فقط هو طاعة بيبي: ألا نتظاهر، ألا نخرج إلى الميادين، وأن ننتظر حتى ينجح هو ومستشاروه في إنقاذ المخطوفين.
مثلما لم تفهم دوافع حماس عندما اعتقدت أن حقائب المال ستمنع عنفها، ومثلما لم تفهم بأن دولة فلسطينية هي اضطرار إسرائيلي لضمان وجود حدود شرقية وإسرائيل كيهودية وديمقراطية، فها أنت ذا تخطئ في الادعاء بأن التوقف عزز حماس. وجديرة إثارة الاهتمام في الموضوع إياه، نتنياهو يخطئ في اعتقاده أن النشاط العسكري الذي يقوده سيمنع 7 أكتوبر آخر. ما سيمنع هذا هو خطوة شاملة، تضم إلى جانب النشاط العسكري، نشاطاً سياسياً مع القيادة الفلسطينية في ظل وعد بألا يكون لحماس نصيب في الحكم. وليس هجوماً آخر على غزة، انطلاقاً من ترقب نتيجة أخرى هذه المرة.
مساهمة “بن غفير البطل” للقيادة الفلسطينية
عندما سيتولى مروان البرغوثي منصب رئيس الدولة الفلسطينية، سواء من داخل السجن أم من خارجه، لن يستطيع الإشارة إلى اللقاء الانفعالي بينه وبين بن غفير في سجن “غانوت”. وزير الشرطة النشط حرص على أن يتصور وهو ينزل على البرغوثي المذهول ويمنحه، مجاناً، درساً في التاريخ اليهودي. يصعب فهم كيف ينجح هذا في “القاعدة”، وربما في مقلوب على مقلوب ينال بعض النقاط، لكن واضح أن الفائز الأساس هو البرغوثي، الذي لا يوجد استطلاع فلسطيني في السنوات الأخيرة إلا ويضعه في المكان الأول، بعيداً عن المكان الثاني كبديل مستقبلي لمحمود عباس. على كل حال، يصعب التفكير بخطوات غبية كاللقاء المصور هذا الذي يبدو فيه البرغوثي كظل لنفسه.
عودتنا القناة 12 على كشف المحادثات التي أجراها رئيس شعبة الاستخبارات السابق أهارون حاليفا في محفل ضيق، لم تكن هناك مفاجآت كبرى: شخص محبط، يعترف بمسؤوليته لكنه يفضل أن يتقاسمها مع آخرين، من رئيس الوزراء وحتى زملائه في هيئة الأركان. لم يكن المضمون هو المهم في أقواله، بل الخطر من الطريقة التي ستكون من الآن فصاعداً هي السبيل القويم للمرشحين بأن تحقق اللجنة معهم (التي ستقام على ما يبدو بعد الانتخابات)، لعرض شهاداتهم. في هذه الأثناء، ما لم ينجح نتنياهو في منع لجنة تحقيق رسمية، فربما يقيمون لجان تحقيق من رجل واحد، لاتهام الآخرين وتقزيم ذنبهم، جماهيرياً.
هذه الطريقة الجديدة ستلصق اتهامات كثيرة، مبررة وغير مبررة، برؤساء المنظومة وعلى رأسهم نتنياهو، بحيث يصل هؤلاء إلى لجنة التحقيق الحقيقية منتوفي الريش. بعد زمن ما غير بعيد، ربما يكون نتنياهو هو من يقترح إقامة لجنة تحقيق كهذه، كي يتحرر من لجان التحقيق التي يقيمها رجل واحد.
إسرائيل اليوم 22/8/2025