صحيفة عبرية:”التجربة الأولى لمدينة بهذا الحجم”.. كيف يبدو اجتياح غزة “ألعاباًخطرة” مجهولة النتائج؟
صحيفة عبرية:”التجربة الأولى لمدينة بهذا الحجم”.. كيف يبدو اجتياح غزة “ألعاباًخطرة” مجهولة النتائج؟
تصريح رئيس الوزراء بشأن الانتقال إلى مفاوضات حول صفقة شاملة وقرار الكابنيت السيطرة على غزة، أدخلا الساحة والمشاركين فيها إلى مرحلة جديدة في الحرب.
تظهر حماس كمفاوض عنيد، بعيد عن منظمة فقدت قبضتها وقوتها. كما أنها تقرأ الواقع على نحو صحيح، وتترجمه إلى خطوات تسمح لها بالتحكم بجدول الأعمال وتحسين موقعها. إن استغلال الرغبة الفرنسية في الاعتراف بدولة فلسطينية والضغط الدولي جعلاها تصلب موقفها، وإن حملة “التجويع” أغرقت قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية الإسرائيلية والدولية،وتقرر وقف نار لعشر ساعات في اليوم – وكل هذا من دون أن تضطر لإعطاء أي شيء بالمقابل.
إن موافقة حماس على مقترح الوسطاء لاتفاق التحرير على مراحل قابلة للتفسير من زاويتي نظر: إما أن التهديد باحتلال غزة خلق ضغطاً أجبرها على التراجع أو أنها وافقت على الصفقة لمعرفتها أن إسرائيل سترفض. حكومة إسرائيل تختار التفسير الثاني، وتؤخر جوابها على موافقة حماس على اتفاق المراحل، على ما يبدو انطلاقاً من فهم أنه إذا كان التهديد وحده حرك حماس قليلاً عن عنادها، فإن بدء الهجوم على غزة سيسرع الميل.
كم ستستغرق السيطرة زمنياً؟
فضلاً عن ذلك، ينحرف الخطاب الجماهيري عن الأمر الأساس. فالسيطرة على غزة تعرض في الوقت نفسه كالسيطرة على بيت حانون أو حتى احتلال رفح. غير أن الواقع يختلف تماماً بتعقيداته الأكبر.
مدينة غزة، أكبر مدن قطاع غزة، تقع على مساحة نحو 45 كيلومتراً مربعاً(لغرض المقارنة فقط، مساحة تل أبيب 52 كيلومتراً مربعاً)، وفيها 700 ألف حتى مليون نسمة (في تل أبيب يسكن نحو نصف مليون نسمة).
من الجدير والمجدي إجراء نقاش في ذلك بكل معانيه: كم من الوقت ستستغرق السيطرة على غزة العليا وغزة السفلى، المبنية من أنفاق متفرعة كثيرة وطويلة؟ هل يمكن للمخطوفين أن يصمدوا في هذا الوقت ليبقوا على قيد الحياة في الظروف الدون التي يحتجزون فيها؟
وثمة شيء آخر، متى احتلت إسرائيل مدينة بحجم غزة؟ ولا مرة، حتى في حرب لبنان الأولى (1982) احتللنا وسيطرنا على غرب بيروت فقط، في مساحة وعدد سكان محدودين. ليس لإسرائيل أي فكرة كيف سيبدو هذا، وليس لدينا أي تقدير كيف سينتهي هذا.
حتى الاسم الذي اخترناه للحملة يشهد على الجمود ويبعث على الارتباك: “عربات جدعون 2”. بعد فشل القسم الأول من الحملة، التي كان هدفها تحرير المخطوفين من خلال ممارسة الضغط على حماس، يشهد استمرارها على التفكير إياه، بالنهج إياه – ونأمل ألا يكون مع النتيجة إياها.
وبعامة، ما الحاجة لإعطاء أسماء للحملات التي هي جزء من حرب “السيوف الحديدية”؟ فلئن بقينا مخلصين لأهداف الحرب، فإن كل الأعمال تخدم الأهداف إياها: تقويض حماس وإبادتها وإعادة المخطوفين. لذا، لماذا نحتاج كل برج بابل إياه من أسماء لا تقدمنا في شيء.
إلى أن تبدأ المناورة نفسها، نأمل أن يبقى التهديد بمثابة تهديد وينزل حماس عن سلم المعارضة. بالتوازي، سيشتد المحور السياسي ويؤدي إلى اتفاق تحرير مخطوفين وإنهاء الحرب. سيسقط ويقوم الاتفاق على الشروط والأثمان.
تسفيكا حايموفيتش
إسرائيل اليوم 25/8/2025




