الصحافه

معاريف: بعد الصاروخ الحوثي.. هل تنتقل إسرائيل إلى “الأسد الصاعد2″؟

معاريف: بعد الصاروخ الحوثي.. هل تنتقل إسرائيل إلى “الأسد الصاعد2″؟

هجوم سلاح الجو على اليمن أمس جاء بعد أن واصل الحوثيون – بتشجيع وتوجيه إيرانيين – تحدي إسرائيل.

في نهاية الأسبوع، أطلقوا مُسيرة حلقت نحو أراضي إسرائيل عبر صحراء سيناء. وفي سياق دخولها إلى مجال غلاف غزة، اعترضتها طائرات سلاح الجو. كان مقصدها، حسب التقدير، محطة توليد الطاقة في عسقلان أو منشأة استراتيجية أخرى – في مجال الطاقة أو قاعدة سلاح الجو.

الحوثيون، مثل الإيرانيين أيضاً، يحاولون استهداف مراكز استراتيجية في البلاد: موانئ البحر والجو، ومحطات توليد الطاقة، وطوافات الطاقة، وقيادات وقواعد الجيش – مع التشديد على قواعد سلاح الجو – وكذا مراكز بحث أكاديمية، مثل معهد وايزمن في “رحوفوت”.

صحيح أن إسرائيل هاجمت إيران، لكن يبدو أن طهران تعود رويداً رويداً إلى إعادة بناء ميزان الرعب حيال إسرائيل، وتفعل ذلك بالشكل الذي تعرفه – من خلال وكلائها.

محظور الوقوع في الخطأ: السبب الذي يجعل الحوثيين يطلقون النار نحو إسرائيل ليس الحرب في غزة، فهذه مجرد ذريعة؛ بل يطلقون النار لأن الإيرانيين يستخدمونهم كـ “مقاول فرعي”.

الصاروخ “الجديد” الذي أطلقه الحوثيون عشية السبت، مع رأس متشظ ليس غريباً على إسرائيل. رأينا مثله في حملة “الأسد الصاعد”. فقد أطلق الإيرانيون بعضاً منها إلى بئر السبع وشمال البلاد.

بالمناسبة، من ناحية إدارة المخاطر، فإن الصاروخ ذا الرأس المتشظي أقل فتكاً في مدى الضرر الذي يتسبب به في إصابته للهدف. الرأس المتفجر بمواصفات رسمية في أي صاروخ باليستي مع 250 حتى 500 كيلوغرام،سيتسبب بدمار كبير وبموجة صدى واسعة، وينجح في اختراق تحصين مثل الغرف الأمنية والملاجئ حين يصيبها إصابة مباشرة، أما الصاروخ ذوالرأس المتشظي، فيلحق ضرراً أقل لأن وزن كل رأس متشظ صغير جداً.

حتى الآن، أطلق الحوثيون أكثر من 70 صاروخاً ومُسيرة نحو إسرائيل، وتكاد تكون كلها أحبطت بنجاح. الجيش ومن هم في الصناعة الجوية،يفحصون الآن ما الذي تسبب بـ “تفويت” الهدف عشية السبت.

لقد عملت إسرائيل ضد الحوثيين 15 مرة. وكانت العملية أمس ذات مغزى، كونها نقلت إلى الإيرانيين وإلى الحوثيين أيضاً رسالتين مهمتين: الأولى،أن إسرائيل دمرت القصر الرئاسي، رمز سلطة الحوثيين في اليمن. والثاني،أن إسرائيل فرضت الظلام على أجزاء واسعة من اليمن بعد أن دمرت محطتي توليد طاقة مركزيتين.

لكن فوق كل شيء، لم يهاجم سلاح الجو خط الساحل هذه المرة، بل عمق الأراضي، فيما تمر الطائرات من فوق منظومات دفاع الحوثيين الجوي – وفي واقع الأمر دفاع إيران.

في السطر الأخير، إسرائيل لا تعتزم مواصلة لعبة “البينغ بونغ” ولن تسمح بـتلك التنقيطات” القادمة من اليمن. شعبة الاستخبارات “أمان” تبني الآن بنك أهداف يتضمن بنى تحتية عسكرية، وسلطوية، ومدنية.

لقد كان الهجوم أمس نوعاً من المقدمة، وثمة افتراض بأن الرد لم يوجه لليمن فقط. الجيش يعزز القوات في الضفة لفهمه بأن الإيرانيين يوجهون خلايا إرهاب لتنفيذ عمليات في أثناء أيلول، في محاولة لتشويش الأعياد. أما في سوريا، فقد انطلق مقاتلو لواء 747 إلى أعماله لمنع إيران من بناء شبكة في قرى التماس. الجيش مصمم على عدم السماح بجعل بيوت في منطقة الفصل مخازن سلاح لميليشيات مؤيدة لإيران قد تهاجم بلدات الجولان وغور الأردن.

في كل ليلة تعمل فرقة إلى جانب مقاتلي 504 من “أمان” لتحدي نشطاء الإرهاب المجندين من إيران. ونعم، ثمة محاولات من إيران لإعادة بناء “حزب الله” في لبنان وفتح خطوط تموين بالسلاح والمال.

في حملة “الأسد الصاعد”، ضرب الجيش الإسرائيلي رأس الأفعى، لكن يبدو أنها تستيقظ وتنتعش في الأيام الأخيرة، وانتقلت إلى قسم إعادة التأهيل. السؤال هو: هل سنجد أنفسنا بعد “عربات جدعون 2” في “الأسد الصاعد 2”.

آفي أشكنازي

 معاريف 25/8/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب