مقالات

 مشاهد الحرب وأهوالها غير المنظورة بقلم أحمد مختار البيت

 مشاهد الحرب وأهوالها غير المنظورة
أحمد مختار البيت
في الأخبار أن 220 ألف إمرأة حامل في السودان، حياتها مهددة، بسبب انهيار النظام الصحي في المستشفيات وخروج بعضها عن الخدمة ، وآلاف الأطفال تقطعت بأسرهم السبل في الغرف والشقق المظلمة، وفي الطرقات والمعابر والمطارات يعانون من الذعر والخوف والكوابيس ، وبعد أن تمزقت نفوسهم البريئة من مشاهد صور الدمار أهوال الحرب المرعبة، وسماع فظائعها وقصصها الدامية، لن تستطيع أرواحهم تحمل هذا العبء الثقيل والقاتل، وهناك أكثر من مليون و500 ألف طالب وطالبة، في انتظار امتحانات الشهادة الابتدائية والشهادة السودانية خلال الأسابيع القليلة القادمة يموتون في اليوم ألف مرة، وهم يسمعون ويشاهدون ما يجري في بلدهم ومدارسهم، والآلاف الذين أفرغتهم الخرطوم في قرى الولايات والمدن القريبة، انتبهوا إلى أن ما يحملون من أموال ومؤن بدأ ينفد، وأن الأبطال الذين استضافوهم عن طيب خاطر ، ومروءة وكرم واقتسموا معهم الزاد وهم من محدودي الدخل، لن يستطيعوا أن يتحملوا تكلفة استمرار الحرب (المأساة) والمحنة تبدو لا نهاية لها والموسم الزراعي على الأبواب، والعاملين في القطاع العام والخاص لم يصرفوا مرتباتهم وليس هناك أمل في المدى القريب، وليس هناك في الأفق ما يشير إلى أن مؤسسات الدولة قادرة على القيام بالحد الأدنى من واجباتها. وأعداء الحياة العدميين مازالوا يواصلون في قرع طبول الحرب ، وتأجيج نار الفتنة، ويجمعون حطبها ووقودها ، بنشر خطابات الكراهية واستعداء أبناء السودان وبناته على بعضهم البعض، في أكبر مؤامرة على أهل السودان، يجب أن لا يسمح السودانيين بتمرير هذا المخطط الشرير الرامي لتقسيم بلدهم، وتوزيع خيراته وموارده، وأن لا ينتظروا أن تتوقف الحرب من تلقاء نفسها، فوقف الحرب يتطلب نفرة شعبية من الجميع في الداخل والخارج، تشبه نفرة استقبال الفارين من جحيم الحرب في كل أجزاء الوطن، تتوقف الحرب برفضها ومحاصرة دعاتها ومروجي الفتنة، الساعين لدمار وخراب الحياة، فالذي يدعو للحرب إما إنه لم يذق ويلاتها أو أنه بلا قلب. وما أبشع الإنسان حين يغيب قلبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب