بعد الامتناع عن ذلك لسنوات: نتنياهو يعترف بإبادة الأرمن

بعد الامتناع عن ذلك لسنوات: نتنياهو يعترف بإبادة الأرمن
نتنياهو يثير جدلاً بإعلانه المفاجئ في مقابلة بودكاست أميركي اعترافه بالإبادة الأرمنية، في خطوة غير مسبوقة من رئيس حكومة إسرائيلي. التصريح يأتي على وقع توتر متجدد مع تركيا في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إن مذبحة الأرمن على أيدي الإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى كانت عملاً من أعمال الإبادة الجماعية، في خطوة من المرجح أن تثير استياء تركيا وتفاقم توتر العلاقات بين الجانبين.
جاء ذلك خلال مقابلة مع البودكاستر الأميركي، باتريك بَت ديفيد، وليس عبر بيان رسمي. وقال نتنياهو: “حسنا. لقد قمت ذلك للتو”، ردًا على سؤال المذيع حول سبب عدم اعتراف إسرائيل ورئيس حكومتها بإبادة الأرمن حتى الآن.
وخلال الحوار، قال المذيع، وهو من أصول آشورية: “المحرقة معترف بها من قبل 193 دولة. في بعض الدول، إذا أنكرتَها يمكنك أن تدخل السجن. لكن إذا كانت هناك دولة أتوقع أن تكون في قائمة من يعترفون بالإبادة الأرمنية والآشورية واليونانية، فهي إسرائيل. لماذا لم تعترفوا؟”.
ورد نتنياهو: “أعتقد أننا فعلنا ذلك. الكنيست مرّر قرارًا بهذا الخصوص”. وعندما أصرّ المذيع على أن الاعتراف يجب أن يصدر عن نتنياهو بصفته رئيس الحكومة، أجاب: “لقد فعلت ذلك للتو”.
بعد الامتناع عن ذلك لسنوات: نتنياهو يعترف بـ"إبادة الأرمن"
للتفاصيل: https://t.co/o4TtLhlMV2 pic.twitter.com/KQtS3dVnSV
— موقع عرب 48 (@arab48website) August 27, 2025
وعلى مدار السنوات الماضية، طُرحت في الكنيست عدة مقترحات قوانين للاعتراف الإسرائيلي بالإبادة الأرمنية، لكنها لم تُقرّ، وغالبًا ما طُرحت للنقاش في فترات توتر مع تركيا. وكان رئيس الكنيست الأسبق رؤوفين ريفلين قد صرّح عام 2012 بأنّه “لا يجوز تحويل هذه المسألة (مذبحة الأرمن) إلى قضية سياسية”.
وفي العام 2018، بادرت رئيس حزب ميرتس حينها، تمار زاندبرغ، إلى إجراء مداولات في الهيئة العامة للكنيست حول الموضوع، لكن ائتلاف نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية طالبت بجعل صيغة النص المقترح “معتدلا”، واقترحوا استخدام تعبير “تراجيديا” أو “فظائع الشعب الأرميني” بدلا من “إبادة جماعية”. ورفضت زاندبرغ صيغة قرار لا تشمل عبارة “الإبادة الجماعية” وسحبت اقتراحها.
وعلى مدار السنوات الماضية، طُرحت في الكنيست عدة مقترحات قوانين للاعتراف الإسرائيلي بالإبادة الأرمنية، لكنها لم تُقرّ، وغالبًا ما طُرحت للنقاش في فترات توتر مع تركيا. وكان رئيس الكنيست الأسبق رؤوفين ريفلين قد صرّح عام 2012 بأنّه “لا يجوز تحويل هذه المسألة (مذبحة الأرمن) إلى قضية سياسية”.
وفي العام 2018، بادرت رئيس حزب ميرتس حينها، تمار زاندبرغ، إلى إجراء مداولات في الهيئة العامة للكنيست حول الموضوع، لكن ائتلاف نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية طالبت بجعل صيغة النص المقترح “معتدلا”، واقترحوا استخدام تعبير “تراجيديا” أو “فظائع الشعب الأرميني” بدلا من “إبادة جماعية”. ورفضت زاندبرغ صيغة قرار لا تشمل عبارة “الإبادة الجماعية” وسحبت اقتراحها.
وجرت محاولة للاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية في لجنة التربية والتعليم في الكنيست، في العام 2016، ووصف رئيس اللجنة حينها ووزير الرفاه الحالي، يعقوب ميرغي، الاعتراف بذلك بأنه “واجب أخلاقي”، وطالب بالتصريح بذلك، لكن قرارا رسميا بالاعتراف بالإبادة الأرمنية لم يصدر عن الكنيست حتى الآن.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد ادعى بشكل كيدي أنه يعترف بالإبادة الأرمنية، في بداية العام الماضي كوزير للخارجية، بالإبادة الأرمنية، واعتبر في منشور في شبكة التواصل الاجتماعي أن “رئيس تركيا، الدولة التي ارتكبت محرقة الأرمن واعتقدت أن العالم سيغلق فمه، تتباهى اليوم أنها سلمت موادا إلى المحكمة في لاهاي (تتعلق بحرب الإبادة في غزة). لم ننس محرقة الأرمن والمجازر ضد الأكراد. أنتم الذين أبدتم الشعب. ونحن ندافع عن أنفسنا أمام أصدقائك البربريين”.
وقبل ذلك بعدة أيام، كتب نتنياهو في منشور، أن “إردوغان، الذي يرتكب إبادة جماعية ضد الأكراد، وسجل رقما قياسيا عالميا في سجن صحافيين يعارضون حكمه، هو الأخير الذي بإمكانه تقديم المواعظ لنا”.
ويتوقع في أعقاب اعتراف نتنياهو بالإبادة الأرمنية أن يتصاعد التوتر بين إسرائيل وتركيا، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الأربعاء.
وشهدت العلاقات الإسرائيلية – التركية تقلبات كثيرة، إذ كانت قبل الحرب على غزة في مسار لإعادة ترميمها، بلغ ذروته بلقاء نتنياهو بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/ سبتمبر 2023.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة تدهورت مجددًا، مع رفض تركيا الرسمي لحرب الإبادة الجماعية على غزة ومهاجمة إردوغان لنتنياهو، إذ قارنه بالزعيم النازي أدلوف هتلر، وردّ إسرائيل بتصريحات مشابهة. واستدعت الدولتان سفيريهما، وتعمل بعثاتهما الدبلوماسية حاليًا على مستوى منخفض.
أما على صعيد العلاقات مع أرمينيا، فقد أقامت الأخيرة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عام 1992، لكنها تضررت في السنوات الأخيرة بسبب الدعم الإسرائيلي لأذربيجان للسيطرة على ناغورنو-كاراباخ، وتزويدها بأسلحة متطورة قبيل الهجوم الذي انتهى بانهيار الانفصاليين الأرمن في الإقليم.
وفي حزيران/ يونيو من العام الماضي، أعلنت أرمينيا اعترافها بدولة فلسطين، ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى استدعاء السفير الأرميني في تل أبيب لـ”جلسة توبيخ”. وقالت الخارجية الأرمينية حينها: “أرمينيا دائمًا أيّدت حلًا سلميًا للقضية الفلسطينية، وحل الدولتين”.
وقالت أرمينيا حينها “نحن مقتنعون أن حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لتحقيق الطموحات المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى أساس الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ المساواة والسيادة والتعايش، تعترف أرمينيا بدولة فلسطين”.