“اليائسون يفعلون اشياء يائسة”

“اليائسون يفعلون اشياء يائسة”
د. حسين الديك
لم تكن تصريحات السفير الامريكي في اسرائيل مايك هاكابي لموقع اكسيوس تصريحات عفوية ، ولكنها تمثل رسالة واضحة الى حلفائه في حكومة نتنياهو حول الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية بسبب الضغوطات الاقتصادية ومنع الحركة والتنقل واحتجاز الاموال الفلسطينية مما ينذر بكارثة اقتصادية ربما تؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية ، وحدوث اضطرابات امنية والتي تعمل اسرائيل جاهدة على توفير حالة من الهدوء النسبي والاستقرار في الضفة الغربية، و مؤكدا بانه “إذا انهار الاقتصاد الفلسطيني بشكل كامل، فلن يكون ذلك مكسبا لأي طرف، وسيؤدي الأمر إلى تصعيد ومزيد من اليأس.. فالناس اليائسون يفعلون أشياء يائسة”، مشيرا في الوقت ذاته بان ” “الأمر يمس الشركات والبنوك والمعلمين وسائقي سيارات الأجرة… الجميع مهدد بفقدان مصدر رزقه”.
وتطرق هاكابي الى جهود الوساطة التي بذلها من اجل التوصل الى صفقة ما بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية من اجل تحرير الأموال الفلسطينية وإزالة التهديد عن البنوك وتقليل خطر الانهيار الاقتصادي بالضفة وقال بانه التقى مؤخرًا مع سموتريتش ومسؤولين إسرائيليين كبار والتقى في رام الله مع نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، ورئيس الوزراء محمد مصطفى ، مؤكدا للإسرائيليين والفلسطينيين بأن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الانهيار الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، ووعد بمواصلة الضغط”، وامام هذا التطور هل اصبحت الولايات المتحدة الامريكية تشعر بخطر الانفجار الكبير في الضفة الغربية في ظل سوء الاوضاع الاقتصادية وانسداد الافق السياسي.
ان تلك التصريحات تعبر عن ازدواجية الموقف الامريكي من السلطة الفلسطينية ففي الوقت الذي يصرح فيه السفير هاكابي بان الولايات المتحدة غير معنية بانهيار السلطة الفلسطينية تقوم الادارة الامريكية برفض منح تأشيرات دخول للوفد الفلسطيني للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وتصدر قرار بمنع منح أي تأشيرة لحاملي جواز السفر الفلسطيني.
من جانب اخر هل تلك التصريحات تعبر عن تخوف امريكي مستقبلي في الضفة الغربية نحو حالة من المواجهة الغير واضحة معالمها بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بعد ان رصدت عدة تصريحات رسمية من قبل قيادات فتحاوية من بيها جمال نزال حين صرح ” بان حركة فتح لن تقف مكتوفة الايدي في حال اقدمت اسرائيل على ضم الضفة الغربية” وانها تدرس خيارات عديدة لمواجهة الموقف الاسرائيلي.
ان التعنت الاسرائيلي والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بعد انطلاق مسار الحل السياسي منذ توقيع اتفاق اوسلو في 13/9/1993م اوصل الفلسطينيون الى حالة من المراجعة لتلك التجربة التي لم توصل الفلسطينيين الى الدولة المنشودة، واصبح اليوم هناك نقاش سياسي واسع حول الخيارات الممكنة او المتاحة نحو الحل المنشود وربما اعادة التفكير في خيار حل الدولتين والتوجه نحو خيار الدولة الواحدة الذي اصبح تتبناه قطاعات واسعة من النخب الفلسطينية.
…