مقالات

ثوار تحت الطلب يهتفون نهارًا ضد الظلم وفي المساء يقبضون ثمن الدم من القتلة بقلم خالد ضياء الدين-الهدف السودانية –

بقلم خالد ضياء الدين-الهدف السودانية -

ثوار تحت الطلب يهتفون نهارًا ضد الظلم وفي المساء يقبضون ثمن الدم من القتلة
بقلم خالد ضياء الدين-الهدف السودانية –
سكتنا عندما رموا ندواتنا بالغاز المسيل للدموع، صبرنا عندما اتهمونا ببيع الدم، تعاملنا بوعي التجربة عندما اعتدوا على مواكبنا.
قلنا اصبروا عليهم، فإن اندفاع الشباب جارف وشعورهم بالفقد عظيم.
بعضهم لم يستطع أن يقنع بعضنا بالثقة فيهم فقد كانت عمالتهم وارتزاقهم بائنة خلف مزايداتهم وادعاء ثوريتهم الزائفة.
كنا قادرين على فرز الكيمان ومعرفة الصالح من الطالح، الثائر الحقيقي من خلافه.
لم يمنعنا دخان (اللساتك) الكثيف من تصنيف المناضل من المندس، ولم تخدعنا حناجر البعض وترديدها لشعارات الثورة.
لقد حان وقت الإفصاح عن “بعض الأشياء” رغبة في فضح الادعياء، الذين أثبتت التجربة أنهم يقبضون ليلًا من، الذين كانوا يهتفون ضدهم في النهار، يتغنون بمآثر الشهداء ويأكلون على موائد القناصين، يدعون انحيازهم للفقراء ويتلقون الرشاوي عبر تطبيق بنكك!
بعضهم كان يسير في مواكب الثوار وعندما ينتصف ليل الخرطوم تجده يجتمع مع قتلة الثوار يقدم لهم التقارير حول الثوار الحقيقيين تمهيدًا لقنصهم.
وحتى أكون منصفًا هذه الظاهرة ليست حكرًا على بعض الثوار في لجان المقاومة من غير المنتمين بل كانت وما تزال موجودة حتى عند قصار النظر والنفَس داخل تنظيماتنا السياسية والاجتماعية ضمن حالة الفرز والاصطفاف، الذي أحدثته الحرب بين فصائل اختلفت حد الاقتتال بينما اجتمعت حول العداء للثورة والثوار وما بين الترغيب والتهديد ترك البعض سفينة الثورة ليقفز على منطاد مثقوب، إنهم، الذين كتبوا شهادات وفاة ضمائرهم بأنفسهم.
الآن البعض منهم في مناطق سيطرة الجيش أو الدعم السريع بوعي أو دون وعي، رضوخًا لضغوط اجتماعية قبلية أو انتهازية “ليس عن قناعة”، أعلنوا دعمهم، إما للجيش أو الدعم السريع، وفيهم من انتحى ناحية قبيلته “المشتركة”.
غض النظر عن الأسباب، هذه الحالة تؤشر لسطحية الانتماء وضعف الإيمان بالحلول السلمية لقضايا التطور الوطني، رغم النتائج البائسة، التي أنتجها الحل العنفي أو العسكري.
كذلك بعض “الفيسبوكيين” داخل وخارج الوطن تغيرت مواقفهم وأصبحوا مطبلين لأحد الفصائل المتحاربة، طمعًا في مال أو خوفًا من مواجهة خطابات التهديد حال عودتهم، وهم بإعلان عدائهم للأحزاب والشطط في انتقادها وصولًا للتباكي “الكاذب” على قتلى كتائب الكيزان أو الدعم السريع، الذين كانوا يتهموهم أمس القريب بالفساد، وثاروا ضد نظامهم، إنما يرسلون رسائل “التوبة” والانبطاح لضمان عدم المساءلة حال العودة مجبرين أو طائعين بسبب ضيق المعيشة خارج البلاد أو بسبب حملات الترحيل القسرية، باختصار انهم، الذين خارت عزيمتهم وفقدوا الثقة في أنفسهم أولًا، ثم في إرادة شعبهم.
لقد كانوا أكثر الناس حديثًا عن الثورة وأهدافها، اتهمونا بتضييعها وهم أحد أهم أسباب ضياعها، الآن وبلا حياء ركلوها وقد تجدهم الآن يغردون ضمن سرب الفلول أو منخرطون مع تأسيس، حقًا، إنه التماهي بلا حدود.
قد احترم خيار من حمل السلاح مع من رآه “يعبر عن تطلعاته” حتى وإن اختلفت معه في التوجه، لكن لن احترم أبدًا الجبان الانتهازي، الذي يبحث عن أمنه الشخصي مقابل تعريض حياة الآخرين للخطر.
احترم حتى الكوز، الذي ترك عمله وجاء مقاتلًا لنصرة مشروعه، الذي لا اتفق معه فيه بل وأعارضه، لكني لن احترم أبدًا انتهازيًا خلف كيبورد (ينبح خوفًا على ضنبو).
ليس ثوريًا ولا يملك من قيم الرجولة شيئًا من يغادر خندق الجماهير ثم يعمل على دفن طموحها ويحاول تعطيل حراكها مقابل أمنه الشخصي، فالعنصر الانتهازي الجبان خطر على الثورة، وعلى الجيش، وعلى الدعم الس-ريع، وعلى كل تنظيم يدعي الانتماء له، لأن الانتهازي تتغير مواقفه أينما كانت مصلحته الضيقة، ولا مانع عنده من توجيه رصاصته في رأسك إذا كان موتك يقدمه خطوة أو يمنع إصابته بجرح.
إن الذي يزايد بالثورية على الثوار، غير جدير أن يكون في صفوفهم، فهنيئًا له إذا مضى شرقًا أو غربًا، فالحمد لله، الذي خلصنا من الحشائش الزائدة (البروس) في حديقة الوطنية.
أكثر ما يستفزني تقلب الوجوه وتبديل الانتماء والتنقل ما بين الفلول والجيش والدعم الس-ريع، ولم تسلم من ذلك حتى المليشيات، فالباشا طبيق وذلك الربيع كمثال في استشارية وإعلام الدعم الس-ريع، من قبل كانا في خانة الفلول وغدًا قد يعودا والعود أحمد، أو سيتحول الولاء لجسم آخر، كما استغرب من قبول عودة الدعامة الكيكلاب (لحضن الوطن) دون سابق حساب أو عقاب، واقف متعجبًا من توزع بعض الغاضبون بلا حدود بين الولاء للجيش والدعم الس-ريع، وتوجيه أسلحتهم لبعضهم البعض،
بينما أكاد اتقيأ ( مر ) الملاريا وأنا أقرأ بوستات بعض الشباب الانتهازيين الجبناء، الذين يغازلون الجيش أو البراؤن أو الدعم السريع، لأنهم يريدون العودة للخرطوم أو غيرها، يغازلون الكيزان بهجومهم على القوى السياسية وهم ضمن صفوفها حتى قبل أشهر، أنهم يدعون كذبًا موالاة الجيش، وبنفس مزايدتهم أيام الفترة الانتقالية يزايدون الآن، فتراهم ينشرون في صفحاتهم صور من كانوا يناصبونهم بالأمس العداء، لأنهم من فضوا اعتصام القيادة ورموا جثث الشه.داء في النيل، ويتهمون من تعاملوا معهم ببيع دماء الشهداء!!!
(بي كم.. بي كم.. الليلة بعتو الدم)؟
الآن ارتد عليهم هذا الشعار الأجوف، الذي كانوا يزايدون به علينا، هم الآن من باعوا دماء شهداء الثورة، بل فيهم من ق-تل بنفسه رفاق المواكب في تكايا الطعام وفي ميادين القتال، هم، الذين تخنث خطابهم ولانت عزيمتهم.
للجبناء، الذين يهاجمون القوى السياسية تقربًا لجهات نعلمها ويعلموها، أو لمن يحاولون التملص من انتمائهم السياسي القديم ليس لتبديل قناعاتهم إنما “خوفًا وطمعًا في الحياة الدنيا”، للذين أظهروا العداء غير المبرر لرفاق الأمس ولبسوا قميص يضمن لهم الأمن الشخصي، لهم نقول، لو أن الحياة تهب للجبناء ما بقى فيها شجاع واحد، ولو أن التطبيل للظلم ينجي من الموت ما قامت ثورة وما عاش مناضل، ولهم أيضًا نقول: إن الذين تغازلونهم وتوادوهم سرًا وجهرًا يحتقرونكم ولهم ألف حق، كيف لا يحتقر الوضيع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب