كتب
التعب النضالي وتوابعه في التيار القومي العربي بقلم الاستاذ الدكتورعزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
بقلم الاستاذ الدكتورعزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

التعب النضالي وتوابعه في التيار القومي العربي
بقلم الاستاذ الدكتورعزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
تحليل من منظور الفكر القومي
نستدل على مفهوم”التعب النضالي”من خلال أصوله في اللغة العربية:
(تَعِبّ)-تّعَباً:كلّ وأصابته مشقة ً،فهو تَعِبْ.والتعب في النضال داخل فصائل التيار القومي العربي ،هو الكلل من النضال،إمّا أنّ النضال لطول الوقت،أمام سياسات الأنظمة العربية،لم يجد نفعا،أو لخلافات داخل فصيل بعينه،وربما في طول وقت النضال تجاه أحد الأنظمة العربية،وإغراءات السلطة للمناضلين،بالمال والمناصب والمكاسب المادية والمعنوية،التي يراها المناضل في منصب وزاري أو دبلوماسي،أو بهداء سيارة،وراتب شهري يعطى بالخفاء،وولائم على طبق شخصية”سيادية”…إلخ.
ولهذا التعب النضالي حكاية تسلط الضوء على فصيل من فصائل التيار القومي العربي،في سوريا أيام نظام حافظ الأسد،وغداة حركته”التصحيحية “التي جبت الحركة الشباطية،ورمتها في سلّة من سلال التاريخ،لتحاكم يوماً،محاكمة عادلة على جريمتها،التي فككت مجموعة من العصبيات العسكرية،وما لها من انتماءات وولاءات،متضاربة متخاصمة بفكر البعث،فهذه العصبيات أصلاً ارتدت لباس البعث ليكون خيمة لوازعها الطائفي،وبلوغ أهدافها للوصول إلى السلطة السياسية والعسكرية والأمنية،وأضعفت التنوع الثقافي في بنية الجيش السوري ،وليذهب هذا التنوع الثقافي،نحو الانشقاقات والانقسامات،التي أضعفت بدورها البنية العسكرية القتالية،
فصارت هذه البنية ساحة للتآمر والفساد المالي والأمني،الأمر الذي قاد لاختراقها بالرضى والعين المسامحة من قبل إيران وبالجوسسة من قبل الكيان الصهيوني.
إذن؛الحكاية أنني وصديقي ورفيقي خالد الهويس وأبناء عمي أمين الدياب وحج خالد وقاسم الدياب،بين عام 1972-1973 التقينا الأستاذ أكرم الحوراني،مؤسس حزب العربي الاشتراكي الذي اتحد مع البعث العربي،ليصبح من بعد”حزب البعث العربي الاشتراكي .”التقينا في مقهى الدولشفيتا.في بيروت .
سأل الأستاذ أكرم عن أوضاع حزبه في حماه،فقال له خالد ما معناه أنّ فلان وفلان راحوا إلى الأسد فأغدق عليهم المال والمناصب،تحت غطاء حركة عبد الغني قنوت،الشخصية العسكرية الفذّة،في خمسينات الألفية الثانية،يوم كان حافظ ” لاشي”.
التفت اليه الأستاذ أكرم وقال:”ياخالد تعب الشباب من النضال.”وعلى ضوء هذه الحكاية،نمد نظرناباتجاه فصائل التيار القومي العربي في وطننا العربي ،فنرى توابع هذه الحكاية،في إكثر من فصيل، فالتعب النضالي،كما استطلعناه،له خارطة تتداخل فيها خطوط عدًَة،منها من أحال تعبه،إلى فشل فكر هذا المُتْعّب في بلوغ أهدافه،فسوّف لنفسه العزلة بالبيت،أو ممارسة عمل تجاري،أو الارتزاق من جراء شخصيات “سيادية”
ومنهم من ذهب إلى الإلحاد كافراً بكل قيمه،ًومنهم من عاد إلى دينه….إلخ
وأخطر أنواع ومستويات هذا التعب النضالي في هذه الخارطة،،الفئة التي اعتلت مراكز قيادية في هذا الفصيل وذاك،وًمالت إلى الراحة والاكتفاء بالنضال بالبيانات والزيارات الموسمية،في الأعياد الحزبية،أو في الانشقاق،وتشكيل مجموعات انقسامية تآمرية لتُسْقِل فصيلها بتحديات ماكان لها أن تحدث وفصيلها يتعرض لتحديات غير مسبوقةمثل التحدي الطائفي المدعوم من الحركة الفارسية الصفوية،وتحدي أنموذجها القومي في النضال في غزّةَ العرب،فتركتها الأنظمة العربية ضحيةعربية تضاف إلى ضحايا الأمة العربية
للصهيونية العالمية،هذه الضحية لم يعرفها التاريخ الإنساني من قبل.
التعب النضالي في فصائل التيار القومي.العربي،سيكلف الأمة العربية غالياًيصل إلى وجودها فهل لهذا التيار الخروج من مرض التعب النضالي،بالانطلاق بنقد ذاتي فصائلي ومجتمعي يضع النقاط على الحروف، في قضايانا ومسائلنا المصيرية،بعيداً عن التسويف والشطارة والفهلوة والأنانية المريضةبالنرجسية وأنصاف الآلهة،وعشق الزعامة والفردية،وبلوغ الساحات النضالية،متقدمة الحراك الشعبي لتسبقه بعين بصيرة،نحو مناطق وأمكنة التحدي،ولتاخذه أخذاً نضالياً إلى مواقع التصادم الحقيقية،بعيدا عن الشعارات. المغالبة بمفاهيمها ومصطلحاتهابعيداً عن مفهوم الثورة المستمدة من”ثور”بل المأخوذة أخذا نضالياً من مفهوم الثورة،كما فسر ونظر من قبل الفكر العالمي والعربي،والمستدة إلى ألف باء فكر البدايات,لا فكر المزاحمات الفكرية اليسراوية،التي خرجت من الفكر القومي خروج العاق .وبقي على التيار القومي العربي إعطاء ضباط الجيش حقهم ومكانتهم،وخاصة أولائك الذين عانوا وأعانوه في المعتقلات والسنين الطويلة التي قضًوها تعذيبا همجياً،ًوخاصة سجون الصهيوني بريمر وأتباعه ممن أتى على دبابات الصهيوني العالمية،ومن وكرها في البيت الأبيض،وفي سجون الأسد ووريثه.
د-عزالدين حسن الدياب.