مقالات

للمأساة وجه واحد: غزة والفاشر تفضحان الضمير الإنساني  بقلم محمد الأمين أبو زيد الهدف السودانية –

بقلم محمد الأمين أبو زيد -الهدف السودانية -

للمأساة وجه واحد: غزة والفاشر تفضحان الضمير الإنساني
 بقلم محمد الأمين أبو زيد -الهدف السودانية –
يتناول هذا المقال المأساة الانسانية القاسية التي يعاني منها إنسان غزة في ظل العدوان الصهيوني، وإنسان الفاشر في ظل الحصارالمضروب من قبل قوات الد.عم الس.ريع جراء الح.رب العبثية السودانية. وتتماثل أوجه المأساة في غزة والفاشر في تعرضهما للحصار والتجويع والإبادة الجماعية، في مقاربة جدلية تكشف عجز الضمير الإنساني الدولي عن الحماية التي يفرضها ميثاق الأمم المتحدة لإنسان يتعرض للانتهاكات وحقه في الحياة للخطر.
الكارثة الانسانية
في غزة
منذ بداية العدوان تتحدث التقارير عن ربع مليون نازح نتيجة العمليات العسكرية، ويواجه نحو مليون فلسطيني تهجيرًا قسريًا، وذكرت وزارة الصحة ان إجمالي القتلى منذ حرب أكتوبر 2023 وصل إلى أكثر من 63.300، والأطفال المعاقين منذ بداية الحرب إلى 21.000 من إجمالي إصابات الأطفال التي بلغت 40.000 طفل، الوضع فى غزة يعكس مأساة حقيقية؛ تصعيد عسكري واسع النطاق يرافقه انهيار إنساني حاد ونزوح واسع وأعداد متصاعدة من الضحايا وتعطل النظام الصحي.
ذكرت وكالة رويترز ان 367 طفلًا فارقوا الحياة جوعًا منذ بداية النزاع، ووفق صحيفة الغارديان؛ يعاني ما يقارب مليون شخص من الجوع القسري والمجاعة مع وجود وفيات بسبب الجوع. وصفت وزارة الخارجية البريطانية الحصار على غزة بأنه (مجاعة من صنع الإنسان) بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
وصفت وكالات الأمم المتحدة في 25 أغسطس 2025
‏(Fao, Who, Unicef, Wfp)،
الحالة في غزة بأنها تستوفي معايير المجاعة الكاملة.
منظمة الصحة العالمية ذكرت أن نصف مليون تقريباً يعانون من الجوع الحاد وسوء التغذية، وجددت الدعوة لرفع الحصار وفتح المعابر لوصول المساعدات.
أرقام منظمة Wfp تشير إلى أن أكثر من 123.000 طفل تحت سن الخامسة مهددون بالموت بسبب سوء التغذية حتى يونيو 26، وعدد النساء الحوامل والمرضعات المتأثرات بسوء التغذية في ازدياد مستمر.
الحصار المستمر منذ مارس 2025 أوقف دخول المساعدات الغذائية والطبية، بالإضافة لتدمير البنية التحتية وآلية التوزيع غير الفعالة.
في الفاشر التي تعد أبرز ميادين الأزمة الإنسانية في حرب السودان العبثية؛ تخضع مدينة الفاشر لحصار متواصل منذ أبريل 2024، تفرضه قوات الدعم السريع، مما أدى إلى قطع كامل للمساعدات الإنسانية الغذائية والطبية؛ واضطر السكان لمشاركة الحيوان في غذائه (الأُمباز).
أسعار المواد الأساسية مثل الذرة والطحين تتجاوز معدلات فوق قدرة المواطن.
تبرز معالم المأساة الإنسانية في عدة وجوه منها:
-انتشار المجاعة وصل لأقصى درجاته مع معدلات حادة بين الأطفال.
-انهيار النظام الصحي وتعذر وصول المساعدات، وتعرض المرافق الصحية لاستهداف متكرر أدى إلى إغلاق 70% من المستشفيات.
-توقف خدمات التغذية للأطفال بالكامل، يعاني آلاف الأطفال سوء التغذية الحاد.
-الاستهداف المتكرر للمدنيين والأطفال.
-منذ بداية الحصار تم توثيق أكثر من 1.100 حالة انتهاك ضد الأطفال تشمل القتل والتجنيد والاختطاف.
– 130.000 طفل من بين 260.000 مدني محاصر داخل المدينة يعانون أوضاعًا كارثية.
-تعرض القوافل الإنسانية للهجمات وعمليات النهب.
-توقف التكايا والمطابخ الجماعية بسبب شح المواد.
-نفاذ الدقيق والزيت والماء دفع الأسر إلى تقليص الوجبات.
-توسع المقابر بسبب تزايد أعداد الضحايا نتيجة القصف والجوع.
-تفشى الأمراض في مناطق النزوح حول الفاشر بسبب انعدام المياه الصالحة ونقص الرعاية الطبية.
اليونسيف Unicef تصف الفاشر بأنها ملجأ لمعاناة الأطفال، برنامج الغذاء العالمي Wfp يؤكد أن الجميع هناك يقاتل من أجل البقاء وأن آليات التوزيع الإنسانية نافذة أو دُمرت.
الأمم المتحدة Ocha تصف الوضع بالانهيار الإنساني الشامل وتدين انسداد طرق المساعدات.
مركز أبحاث هارفارد وأطراف دولية يراقبون المدينة عبر الأقمار الصناعية محذرين من إمكانية تطور المأساة إلى إبادة جماعية في حال سقوطها. وهذا ما أشار إليه بيان شبكة الأطباء وفق ما أذاعته قناة الحدث يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025.
الأرقام تشير إلى وجود حوالى 6.000 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال.
برنامج الأغذية العالمي يؤكد أن 300.000 شخص محاصرون ويحتاجون لمساعدات عاجلة.
الوضع في الفاشر حاليًا هو أزمة جوع حقيقية تترافق مع عنف وصراع ضد المدنيين وأطفال يقاومون الموت وانعدام الأمان.
مطالب السكان كسر الحصار وفتح ممرات آمنة للإغاثة برية أو جوية، وتسريع توزيع الطعام والغذاء الحيوي للأطفال والحوامل وكبار السن، وإنقاذ الفاشر من الانهيار الشامل.
الفاشر وغزة تستصرخان الضمير الإنساني لمأساة وجهها واحد وتفضحان العالم، فهل من مجيب؟
*استفاد المقال من تقارير المنظمات العالمية من خلال تقنية الذكاء الإلكتروني .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب