أميركا تُواصل التلاعب: لا حظوظ لخطّة ترامب الجديدة

أميركا تُواصل التلاعب: لا حظوظ لخطّة ترامب الجديدة
تُواجَه الخطة الأميركية الجديدة بتشكيك شامل؛ حيث غياب الضمانات وتواطؤ واشنطن مع تل أبيب يبدّدان فرصها، فيما تصرّ «حماس» على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة.
لا يحظى التصوّر الجديد لـ«الصفقة الشاملة» الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونُشرت ملامحه الأولية، بأي نقاشات جديّة حتى الآن، إذ يُنظر إليه باعتباره غير قابل للتنفيذ بصيغته الراهنة، خصوصاً أنه لا يتضمّن ضمانات حقيقية. وعليه، أبدى الوسطاء في القاهرة والدوحة حذراً واضحاً تجاه هذا المقترح، فيما يواصلون مساعيهم للضغط على واشنطن من أجل الدخول في مفاوضات أكثر جديّة، ودفع تل أبيب إلى وقف عملياتها العسكرية في مدينة غزة، مراهنين أيضاً على إمكانية إحداث اختراق سياسي خلال اجتماعات «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك، الشهر الجاري.
وبحسب مسؤول مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن القاهرة تخشى من أن تمنح واشنطن «الضوء الأخضر» لإسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة، وإن «الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين لم تفض إلى إحداث أي ضغوط جدية لوقف إطلاق النار». ويشير المصدر إلى أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، طلب التواصل المباشر مع ترامب خلال الأيام الماضية، إلا أن الاتصال لم يُرتّب بعد «لأسباب مرتبطة بالأميركيين».
ويضيف أن القاهرة طالبت الاحتلال بالسماح باستئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية في بعض المناطق، لكنّ الطلب الذي شاركت واشنطن في ترتيباته لم يلقَ رداً حتى مساء أمس، فيما يحذّر مسؤولون مصريون من تفاقم تداعيات الحصار الإنساني الذي يمنع وصول الطعام والمياه إلى سكان مدينة غزة، في إطار آليات ضغط تهدف إلى دفعهم إلى مغادرة منازلهم.
«حماس» ترى أن ما يُطرح من قبل الأميركيين «مجرّد أفكار أولية»
في المقابل، كشفت «القناة 12» العبرية أن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، التقى، أمس في ميامي، المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، بمشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي. وجرى خلال اللقاء بحث المقترح الأميركي الجديد لصفقة التبادل، وخطة إنهاء الحرب، وما يُعرف بـ«اليوم التالي».
وفيما نقلت «القناة 13» العبرية، أن «التقديرات في إسرائيل تشير إلى عدم وجود فرصة حقيقية» لنجاح خطة ترامب، أفادت قناة «i24NEWS» بأنه «خلف الكواليس، تجري اتصالات مكثّفة أكثر من السابق»، وأن حركة «حماس» أبلغت الوسطاء بأنها «لن تدخل في أي صفقة من دون إنهاء الحرب وانسحاب كامل من غزة». وأضافت القناة أن «حماس» ترى أن «وعداً رئاسياً من ترامب بعدم تجدّد الحرب غير كافٍ لإطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة».
من جهته، أوضح عضو المكتب السياسي في حركة «حماس»، باسم نعيم، أنّ ما يُطرح من قبل الأميركيين «مجرّد أفكار أولية»، والهدف الأساسي منها «دفع الحركة إلى الرفض لا التوصّل إلى اتفاق فعلي لوقف الحرب». وأشار إلى أنّ الأفكار الأميركية تتضمّن «تسليم جميع الأسرى في اليوم الأول، ونزع سلاح المقاومة، من دون أي التزام بإعادة إعمار القطاع».
وعلى المقلب الإسرائيلي، حذّر رئيس الأركان الأسبق لجيش العدو، موشيه بوغي يعلون، عبر قناة «كان» العبرية، من أنّ نتنياهو «يجهّز منذ الآن أعذاراً لرفض خطة ترامب»، معتبراً أنّ رئيس الحكومة يضع «مصلحته السياسية والبقائية فوق مصلحة الدولة» من خلال إبقاء الجيش في حالة استنزاف ميداني بدل الاستعداد لما هو قادم.
وكان أعلن نتنياهو من مقرّ سلاح الجو، أمس، أنّ «الجيش دمّر 50 برجاً في قطاع غزة خلال يومين»، مؤكداً أنّ ما جرى هو «مجرّد بداية» للمناورة البرية داخل مدينة غزة، في حين هدّد وزير الأمن، يسرائيل كاتس، حركة «حماس»، قائلاً: «هذا إنذار أخير، أطلقوا سراح الأسرى وألقوا السلاح، وإلا سندمّر غزة». وأضاف أن الجيش يواصل استعداداته لتوسيع ما يُسمى «عملية حسم غزة».