منوعاتفيديو

الحليب ومشتقاته: حقيقة الدهون المشبعة والفوائد الصحية!

الحليب ومشتقاته: حقيقة الدهون المشبعة والفوائد الصحية!

هل الحليب ومشتقاته مفيدة أم ضارة؟ آخر الأبحاث تكشف أنّها «محايدة» بالنسبة إلى أمراض القلب، لكن استبدالها بمصادر نباتية أو دهون صحية يُحسّن صحة القلب بشكل كبير.

إذا كنت محتاراً بشأن دور الحليب ومنتجات الألبان الأخرى في النظام الغذائي الصحي، فأنت لست وحدك. لعقود، أوصت الإرشادات الوطنية الأميركية بتناول ما لا يقل عن ثلاث حصص يومياً من منتجات الألبان، مع تأكيد أن تكون قليلة الدسم نظراً إلى ارتفاع محتواها من الدهون المشبعة وربطها بأمراض القلب.

لكن الأبحاث الحديثة تعيد النظر في هذه التوصيات. ووفقاً لمراجعة علمية نُشرت في صحيفة «واشنطن بوست»، تبيّن أن استهلاك الحليب والزبادي والجبن، بغض النظر عن محتوى الدهون، مرتبط بشكل «محايد» بخطر الإصابة بأمراض القلب، أي إن استهلاك منتجات الألبان كاملة الدسم أو قليلة الدسم لا يزيد من احتمالية النوبة القلبية أو السكتة الدماغية مقارنةً بأطعمة أخرى.

تحول التوصيات: من الدهون المشبعة إلى التفكير المحايد

تحتوي الدهون في الألبان على نسبة عالية من الدهون المشبعة، تشكّل نحو ثلثي إجمالي دهونها، بينما تحتوي على كميات منخفضة من الدهون المتعددة غير المشبعة الأساسية.
منذ الستينيات، ارتبطت الدهون المشبعة بارتفاع معدلات أمراض القلب عالمياً، حيث أظهرت المقارنات أن الدول الأعلى استهلاكاً لهذه الدهون سجّلت معدلات أكبر للنوبات القلبية. ولاحقاً، أكدت الدراسات أن الدهون المشبعة ترفع مستويات الكوليسترول الكلي وLDL (الضار) مقارنةً بعدد السعرات من الدهون غير المشبعة نفسه.

لاحقاً، ظهرت منتجات «قليلة الدسم» أو «خالية الدسم» باستخدام الحبوب المكررة أو السكر كبدائل للدهون، لكن هذا التغيير كان له تأثيرات سلبية على دهون الدم الأخرى قد تلغي الفوائد المتوقعة.

منتجات الألبان: محايدة أم مفيدة؟

تشير الدراسات الكبيرة إلى أن استهلاك منتجات الألبان مرتبط بشكل طفيف فقط بخطر أمراض القلب، ما دفع الباحثين إلى وصفها بـ«المحايدة». لكن هذه النتائج تعني فقط أنها لا تزيد أو تقلل من المخاطر مقارنةً بمزيج من أطعمة غالباً غير صحية مثل الحبوب المكررة والمشروبات السكرية واللحوم المصنّعة.

بالمقابل، أظهرت الأبحاث أن استبدال منتجات الألبان بمصادر بروتين نباتي مثل المكسرات وفول الصويا يقلل من خطر الأمراض القلبية والوفاة، بينما استبدالها باللحوم الحمراء يزيد هذه المخاطر.

نتائج طويلة الأمد

في دراسة تابعت أكثر من 200 ألف أميركي على مدى 30 عاماً، تبيّن أن استهلاك الألبان كان «محايداً» إجمالاً. لكن الحليب كامل الدسم ارتبط بزيادة طفيفة في خطر الأمراض القلبية والوفاة، في حين لم يُسجل أي تأثير للحليب قليل الدسم.

  •  الحليب كامل الدسم ارتبط بزيادة طفيفة في خطر الأمراض القلبية والوفاة
    الحليب كامل الدسم ارتبط بزيادة طفيفة في خطر الأمراض القلبية والوفاة

وتأتي هذه النتائج ضمن الأدبيات التي تؤكد أن استبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة — مثل الزيوت النباتية الغنية بالأوميغا-3 والأوميغا-6 — يقلل من الخطر، بينما استبدالها بالدهون من اللحوم الحمراء يرفعه.

توصيات عملية

* التركيز على الدهون النباتية غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا.
* اختيار منتجات الألبان المخمرة كالزبادي والجبن لزيادة الفائدة الصحية.
* الاعتدال في الكمية: حصة واحدة يومياً من منتجات الألبان كاملة الدسم لها تأثير طفيف فقط.
* الانتباه لما يحل محل الدهون عند اختيار منتجات قليلة الدسم: الأفضل استبدالها بالمكسرات أو الزيوت النباتية لا بالسكريات.
* معرفة نسب الدهون: كامل الدسم (3.25% فأكثر)، قليل الدسم (1–2%)، خالي الدسم (0.5%). جميعها تحتوي على الفيتامينات والمعادن نفسها.
* الاعتماد أكثر على مصادر البروتين النباتية مثل المكسرات والبقوليات، مع التفكير بحليب الصويا قليل التحلية كخيار بديل.

تشير الأبحاث الحديثة، كما ذكرت «واشنطن بوست»، إلى أن استهلاك منتجات الألبان قد يكون محايداً بالنسبة إلى خطر أمراض القلب، لكن استبدالها بمصادر نباتية أو دهون صحية يعزز الصحة بشكل واضح. النتيجة النهائية تعتمد على النوع، الكمية، والبدائل الغذائية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب