مقالات

                             العدوان الإسرائيلي على قطر وأوهام الحماية الأمريكية لدول الخليج

 

 

                             العدوان الإسرائيلي على قطر وأوهام الحماية الأمريكية لدول الخليج

د. كاظم ناصر

تعرضت دولة قطر الحليف الاستراتيجي الأبرز للولايات المتحدة الأمريكية، والتي تستضيف قاعدة ” العديد ” الأكبر والأكثر أهمية في منطقة الشرق الأوسط لعدوان إسرائيلي استهدف اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية، وذلك في إطار استراتيجية إسرائيلية لتصفية قادة المقاومة الفلسطينية والعربية التي تتبعها دولة الاحتلال منذ عقود ووصلت إلى ذروتها منذ بداية الحرب على غزة.

هذه العملية العدوانية الإسرائيلية التي حملت اسم ” قمة النار ” تثبت أن عربدة وتغول دولة الاحتلال وجرائمها وسياساتها التوسعية لم ولن تقتصر على الفلسطينيين، وتؤكد أن الدول العربية التي طبعت معها والأخرى التي تنتظر الفرصة للتطبيع لم تعد آمنة من اعتداءاتها؛ ولهذا فإن السلام والتطبيع معها لا يمنح الدول العربية الأمن والأمان والازدهار الاقتصادي المزعوم، ولا يخدم الاستقرار في المنطقة، بل على العكس من ذلك فإن التطبيع زادها جشعا وطمعا وإصرارا على طرد الفلسطينيين والتوسع في دول عربية أخرى.

الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا، وأخيرا وليس آخرا على قطر، تثبت ان إسرائيل تملك زمام المبادرة العسكرية في المنطقة، وتضرب بسيادة دول الخليج عبر الحائط، وإنها قادرة على ضرب أي عاصمة عربية عندما تقرر ذلك دون ردود فعل تذكر، وإن التحالف العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي الأمريكي الذي يهدف لتطويع العالم العربي وإذلال الشعوب العربية بلغ ذروته، وأوهام حماية الولايات المتحدة لحلفائها العرب وأنظمتهم ليست سوى خداع تكتيكي أمريكي للهيمنة على المنطقة، ونهب مقدراتها، وخدمة الأهداف التوسعية الصهيونية. 

وتؤكد أيضا ان الولايات المتحدة الأمريكية شريكة لدولة الاحتلال في العدوان على قطر؛ فعلى الرغم من نفيها لمعرفتها المسبقة للهجوم، فقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن دولة الاحتلال أبلعتها مسبقا بالهجوم على قادة حماسي في الدوحة، وان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعطى الضوء الأخطر لتنفيذه، وإن طائرات استطلاع أمريكية كانت تحلق في سماء قطر قبل وخلال تنفيذه. 

الهجوم على الدوحة يطرح العديد من الأسئلة الهامة من ضمنها: ماهي مصداقية الضمانات الأمريكية لحماية الدول الخليجية؟ وهل يعقل أن الدفاعات الجوية الأمريكية في قاعدة ” العديد “والأقمار الصناعية الأمريكية لم تعلم عن الهجوم إلا بعد تنفيذه كما زعمت الإدارة الأمريكية؟ وماذا ستفعل قطر ودول الخليج في التعامل مع هذا النمط الجديد من العدوان؟ وهل يمكن الثقة بهذا الرئيس الأمريكي المتصهين الذي لا يخفي عداءه للعرب والمسلمين، ورغبته في نهب ثروات العرب، ويعتز بنجاحه في ابتزاز قطر ودول الخليج التي قدمت له ما يزيد عن أربع تريليونات دولا في ساعات، وتعهدت له قطر بصرف 10 بلايين دولار خلال العشر سنوات القادمة لتوسيع وتجديد قاعدة ” العديد ” وقدمت له طائرة جامبو ب 400 مليون دولار كهدية؟

الولايات المتحدة لن تحمي حكام الخليج وغيرهم من أصدقائها العرب وستتخلى عنهم عندما تتطلب مصالحها ومصالح إسرائيل ذلك، ودونالد ترامب الذي يريد تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، ولا يخفي دعمه اللامحدود لدولة الاحتلال ومخططاتها التوسعية لا يمكن الثقة به؛ ولهذا فإن على دول الخليج والدول العربية عامة أن تستيقظ من سباتها، تدرب شعوبها على حمل السلاح، وتعزز تعاونها العسكري والسياسي والاقتصادي، وتتفق على استراتيجية دفاعية عربية موحدة للتعامل مع دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية وإفشال مخططاتهما للسيطرة على المنطقة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب