الصحافه

زيارتان للإمارات: سموتريتش يتحدث عن “أجواء إيجابية”.. وعن “السلام” في الهند: ماذا عن “إبراهيم2″؟

 زيارتان للإمارات: سموتريتش يتحدث عن “أجواء إيجابية”.. وعن “السلام” في الهند: ماذا عن “إبراهيم2″؟

يستعدون للدخول، المساعدة والهجرة: ثلاث مداولات تجري وتفيد بأن سيناريو الصفقة يتراجع لصالح اقتحام مدينة غزة قريباً، وربما قريباً جداً.

أمس، عقد نتنياهو مداولات في موضوع هجرة سكان غزة الطوعية، وبحثت فيها إمكانيات ستعطى لمن يعرب عن رغبته في الهجرة من غزة. من المتوقع أن تكون هذه الخطوة منتهية بالتوازي مع دخول الجيش الإسرائيلي برياً وكخطوة استكمالية لخطوات الهجوم. مع ذلك، طاف في المداولات مشكلة متكررة: مواطنو غزة معنيون بالمغادرة، لكن الدول المستوعبة تراكم مطالب وشروطاً على إسرائيل على بيع الأسلحة. اليوم ستجرى جولتان متقاربتان من المداولات: ستعنى الأولى بمساعدة مدنية لغزة، والأخرى اجتماع الكابنيت المصغر لبحث خطط الهجوم لمدينة غزة، والتي من المتوقع أن تخرج إلى حيز التنفيذ. في الجانب الإنساني، سيعرض الوزير سموتريتش كيف ستمول الأموال التي صادرتها إسرائيل من السلطة الفلسطينية تلك المساعدات التي ستدخل قطاع غزة حتى في أثناء الحملة البرية في مدينة غزة؛ بنحو 4 ملايين شيكل. سيكون أحد التحديات إيصال المساعدات إلى مراكز المساعدات مسبقاً؛ لمنح جنود الجيش الظهر السياسي اللازم لمواصلة الحرب.

الجدول الزمني: الإنهاء حتى نهاية السنة

الجولة الثالثة والحاسمة من المداولات ستكون لوزراء الكابنيت المصغر، الذي ستعرض عليه خطط العملية في غزة مرة أخرى، وأغلب الظن أيضاً نتائج محاولة التصفية في الدوحة. حتى كتابة هذه السطور، تقدر إسرائيل وجود أهداف لم يصف بعد، لكن ليس واضحاً ما هو وضع الإصابات التي تلقوها.

أمس، علم أن 200 ألف رجل وامرأة غادروا المدينة استجابة للتحذيرات التي نثرها الجيش في المدينة، وأساساً عقب تفجير أبراج جاء ليردع أكبر عدد ممكن من المواطنين عن البقاء في منطقة العملية العسكرية الإسرائيلية. حسب تقديرات جهاز الأمن، فإن ما لا يقل عن نحو 200 ألف مواطن غزي سيبقون في مناطق القتال رغم ذلك، لذا، تستعد إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة في ظل الحرب.

تقول مصادر في “القدس”، إن الصفقة شطبت عن جدول الأعمال، وإن الجداول الزمنية التي وضعها الأمريكيون لإنهاء الحرب حتى نهاية السنة الميلادية ستتضمن أساساً استكمال خطوات احتلال مدينة غزة. محاولة التصفية في اجتماع مسؤولي حماس في قطر، والتي كانت في قلب الجدال بين قادة جهاز الأمن (رئيس الأركان، رئيس أمان، رئيس الموساد ورئيس هيئة الأمن القومي عارضوا، نتنياهو وكاتس أيدا) – سرعت خطوة استمرار الحرب. والآن، سيحاولون رفع إنجازات إسرائيل في الحرب في الشهرين المتبقيين حتى نهاية السنة إلى أقصى درجة، وربما قبل ذلك – وفقاً للصبر الأمريكي الذي قد يقصر عقب العملية غير المنسقة في الدوحة.

الإعلانات من جهة

وإلى ذلك، ثمة فجوة واسعة بين إعلانات كفاحية صدرت من الإمارات ضد إسرائيل في مجال السيادة عقب هجوم الدوحة، وبين الشخصيتين اللتين زارتا الإمارات هذا الأسبوع – الأولى زيارة رسمية تمثيلاً لدولة إسرائيل، من نائبة وزير الخارجية شيران هسكيل؛ والثانية في توقف انتقالي في الطريق إلى الهند (لا يوجد طريق آخر للدولة البعيدة) من وزير المالية سموتريتش. حتى على خلفية الأجواء القاسية من ناحية دبلوماسية، وهي زيارة رسمية لهسكيل، جرت في أجواء إيجابية، بل جيدة جداً.

بينما ظلت معظم اللقاءات التي جرت هناك هذا الأسبوع من دون نشر وفي أجواء سرية – وتلزم دولة مثل الإمارات التي تعنى بعلاقة مع إسرائيل لكن أيضاً في حفظ مكانتها في العالم العربي– خرج أحد اللقاءات إلى الإعلان، بل وحتى بصورة مشتركة. كما أن هبوط سموتريتش الانتقالي في الدولة أكثر ما يدل على العلاقات بين الدولتين اللتين تحتفلان بخمس سنوات على اتفاقات إبراهيم قريباً. المصاعب مفهومة في ضوء الحرب المتواصلة. مثلما هو الحال أيضاً مع الخطاب المتصلب حول الخطوات الإسرائيلية الأخيرة. يتصرف نتنياهو حيال كل هذا بحذر لازم، ولا سيما إزاء السيادة، لكن في حكومته، بل وفي حزبه، تتبلور أغلبية تطالب بأخذ المخاطرة.

آسيا تقترب

بينما بدأت دول أوروبا في قسم منها تدير ظهرها لإسرائيل، يبدو أننا في إسرائيل لا “نكتشف أمريكا”، بل آسيا. زيارة سموتريتش مع وفد اقتصادي إلى الهند، مرت من تحت الرادار الإعلامي هذا الأسبوع، لكن قد نرى تفاؤلاً أعلى في العلاقات الدولية. ثمة توقيع اتفاقات جديدة، وتعاون مالي، وكذا دخول إسرائيليين إلى منظومة المدفوعات الهندية.

لا يتحدث في الهنود مع المسؤولين الإسرائيليين عن الحرب في غزة أو عن هجوم الدوحة، بل عن مصالح اقتصادية مشتركة. الاقتصاد، هكذا يقول من كان هناك هذا الأسبوع، هو الذي سيدفع العلاقات بين الدولتين إلى الأمام وربما مع دول عربية أيضاً.

كان أحد أوجه التعاون المستقبلية المهمة التي طرحها رجال أعمال مع سموتريتش، هو محور الربط بين الدولتين أو ما يسمى “سكة السلام”. هذا المحور لن يخلق فقط اعترافاً بين الدول، بما فيها السعودية – بل أفق اقتصادي مجزٍ. مع أن المحادثات مع السعودية ليست على جدول الأعمال حالياً بسبب حرب غزة وبسبب غياب أي حديث عن قيام الدولة الفلسطينية، فإن هناك ما يقرب بين الدول، وهو ما يرسخ العلاقات مع الإمارات والهند، وهو المصالح الاقتصادية. هذه، كما يقول رجال سموتريتش، ربما تسرع شق الطريق إلى “اتفاقات إبراهيم 2” من طريق التنازلات السياسية.

شيريت أفيتان كوهن

إسرائيل اليوم 12/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب