تحقيقات وتقارير

الشرطة الإسرائيلية قد تستدعيها مجدداً للتحقيق.. حلال على موشيه ديان وحرام على حنين زعبي

الشرطة الإسرائيلية قد تستدعيها مجدداً للتحقيق.. حلال على موشيه ديان وحرام على حنين زعبي

الناصره /وديع عواودة

قالت مصادر صحافية عبرية إن الشرطة الإسرائيلية ستستدعي القيادية في “التجمع الوطني الديمقراطي” داخل أراضي 48 حنين زعبي للتحقيق مجدداً، دون ذكر تاريخ.

وكانت شرطة الاحتلال قد داهمت بيت حنين زعبي في الناصرة واعتقلتها وحققت معها طيلة أربع ساعات في محطة البوليس في مدينة طبرية بشبهة التحريض على “الإرهاب”. وتوضح حنين زعبي لـ”القدس العربي” أنها لم تُبلغ رسمياً بنية التحقيق معها ثانية، لكنها سمعت أن نشرات الأخبار العبرية تنقل عن الشرطة قولها إنها تنوي الاستدعاء لتحقيق جديد. وتضيف: “منذ اليوم الأول بلغتني تسريبات أنهم ينوون التحقيق معي عدة مرات ويبحثون عن حجج للاعتقال. كان من المفترض، حسب الإجراءات بمثل هذه الحالة، أن يُنقل الموضوع للنيابة العامة بعد التحقيق، وأنا من جهتي لا أستبعد أبداً أن يتم استدعائي من جديد”. وتابعت: “اعتقالي ليس الحدث هنا، فالقضية الأساس هي المذبحة المستمرة في غزة بحق شعبنا، وينبغي أن يوقفها العالم فوراً”.

وكانت شرطة بن غفير قد وجهت لها تهمة الحضّ على “الإرهاب” لمشاركتها في مؤتمر ضد الحرب على غزة عقد في فيينا خلال أكتوبر 2024. ومن جملة ما قالته زعبي، وتعتبره الشرطة الإسرائيلية الآن “إرهاباً”، إن الغزيين، في السابع من أكتوبر، دخلوا أراضيهم المحتلة عام 1948. زعبي، التي لم تبرر مساساً بأي مدني، قالت، في 2024، ما قاله تماماً وزيرُ الأمن الإسرائيلي الراحل موشيه ديان قبل نحو 70 عاماً، خلال رثاء لجندي إسرائيلي قتله فدائيون من غزة في مستعمرة “ناحل عوز” على أنقاض خربة الوحيدي، القرية الفلسطينية المهجرة في قضاء غزة عام 1948.

بعد شن حرب “الجرف الصامد” على غزة، عام 2014، استذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الحادثة التاريخية، فقالت: “في 1956 قتل فدائيون فلسطينيون جندياً إسرائيلياً من سكان المستعمرة يدعى روعي روتبيرغ في الثالثة والعشرين من عمره، ووالد لطفل اسمه بوعاز. مات والد روعي بعد انكسار قلبه بمقتل ولده، وماتت زوجته مريضة دون أن تتزوج ثانية. أما الابن بوعاز، وهو في أواخر الستينات من العمر الآن، فترك إسرائيل قبل سنوات”. ويعترف بوعاز، في حديث لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه هرب لتايلاند بحثاً عن السكينة، وللإفلات من ثمن كبير يسدده دون نهاية. ويروي للصحيفة أن صدمة مقتل والده لم تفارقه مبرراً عدم زواجه.

ديان يرثي الجندي الاسرائيلي ويتحدث عن سلب أراضي اللاجئين في غزة. “يديعوت أحرونوت”

ونوهت الصحيفة أنه من تايلاند تابع بوعاز الحرب الإسرائيلية على غزة “الجرف الصامد”، وصدمه مقتل الطفل دانييل ابن الرابعة، يوم الجمعة الماضي، داخل مستعمرة ناحل عوز بنفس مكان مقتل والده روعي. لكنه يتمنى لو أن سكان المستعمرة كانوا قد هربوا بعد مقتل والده لأنهم ربما كانوا سينجون من الموت”.

ابن “ناحل عوز”، التي هجرها سكانها للمرة الأولى منذ تأسيسها في 1948 تحت ضغط صواريخ “طوفان الأقصى”، يقول إن الحرب مع الفلسطينيين لا تنتهي، وإن سكان غزة ليسوا سويديين. ويتابع: “أحمل كراهية للغزيين منذ طفولتي، وسبق أن قلت لسكان ناحل عوز قبل هجرتي من إسرائيل: إذا قررتم الهرب يوماً فبوسعكم نقل ضريح والدي معكم حيثما شئتم، سوية مع الأسطورة التي نسجت حوله”.

واللافت هنا أيضاً أن الصحيفة العبرية عادت واستذكرت كلمة الرثاء التي قدمها قائد الجيش الإسرائيلي وقتها موشيه ديان، وهي تتضمن صراحة إسرائيلية نادرة وتنطوي على أهمية، لأنها اعتراف من إسرائيل بجرائمها التاريخية حيال غزة، التي حولتها من مدينة ساحلية جميلة إلى غيتو فلسطيني، بل إلى أكبر مخيم لاجئين مزدحم في العالم، بعد تدمير مئات القرى الوادعة في المنطقة بين غزة ويافا واللد والرملة عام 1948، والآن تحولها إلى ركام، وتواصل الليل بالنهار لتهجير سكانها، وهي ما زالت تقاوم من بين الأنقاض بعد نحو عامين على الحرب.

أبواب غزة الثقيلة
في كلمة الرثاء قال ديان، طبقاً لما أوردته “يديعوت أحرونوت”: “بالأمس قُتل روعي. سكينة الصباح الربيعي بهرت عينيه فلم يرَ المتربصين بروحه على حد التلم في الحقل. فلا نكيلن التهم اليوم للقتلة. كيف لنا أن نشكو كراهيتهم الشديدة لنا؟.. ثماني سنوات وهم يقيمون داخل مخيمات اللاجئين داخل قطاع غزة، وقبالة عيونهم نحوّل أراضيهم وبلداتهم التي سكنوها وأجدادهم إلى مزارع لنا. علينا أن نطالب بدم روعي من أنفسنا لا من العرب في غزة. كيف أغمضنا عيوننا ولم نحدّق مواجهة بمصيرنا لنرى وعد زماننا بكل قسوته؟.. هل ننسى أن مجموعة الشباب هنا في كيبوتس «ناحل عوز» تحمل على أكتافها بوابات غزة الثقيلة، بوابات تزدحم خلفها مئات آلاف العيون والأيدي المبتهلة من أجل ضعفنا، كي يتمكنوا من الظفر بنا ويمزقونا إرباً إرباً.. هل نسينا؟”.

وخلص ديان للقول إن “روعي، الفتى الذي غادر تل أبيب ليشيد له منزلاً على أبواب غزة ويكون سوراً لنا، أعمى الضوء في فؤاده عينيه فلم ير بريق السكين. الشوق للسلام صمّ أذنيه، فلم يسمع صوت القتل المترصد له. لم تتسع كتفاه لأبواب غزة الثقيلة فصرعته”.

قالت “لجنة المتابعة العليا” داخل أراضي 48 إن اعتقال النائبة السابقة القيادية في “حزب التجمع الوطني الديمقراطي” بمزاعم سياسية واهية، يندرج ضمن سلسلة الملاحقات السياسية وترهيب لمحاصرة نشاط فلسطينيي الداخل السياسي المشروع والطبيعي. ويؤكد رئيس “لجنة المتابعة العليا”، محمد بركة، أن حكومة تضم عناصر متورطة بدعم الإرهاب بقرار محاكم إسرائيلية، توجه اتهامات لمناهضيها بدعم الإرهاب.

ويؤكد المحامي د. حسن جبارين، المدير العام لمركز “عدالة” في حيفا، أن توقيف زعبي هو إجراء غير قانوني يفتقر لأي أسس قانونية جدية، ويهدف بالأساس إلى الاستعراض الإعلامي والسياسي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب